بعد الجدل الواسع.. هل تُفقد "شكة الدبوس" الوعي فعلًا؟
كتب- أحمد جمعة:
أثار انتشار منشورات عن طرق خطف جديدة تتم عن طريق "شكة الدبوس"، جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، الأمر الذي تسبب في مخاوف للأسر.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدد أطباء ومتخصصون تلك المخاوف، بالقول إن تلك المنشورات لا أساس لها من الصحة، وتستهدف بث الذعر بين المواطنين، إذ لا يُمكن لـ"شكة دبوس" أن تتسبب في تغييب وعي الإنسان بهذه الحالة، لأن التخدير له العديد من الاشتراطات والمحاذير.
وانتقد الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب السابق، تداول تلك المنشورات، متعجبًا: ""إيه المادة السحرية دي اللي تفقد الشخص وعيه بشكة تحت الجلد؟".
وقال شعبان عبر حسابه على فيسبوك: "دا في غرفة العمليات أطباء التخدير بيحقنوا حقن مباشرة في الدم بجرعات غير قليلة وفي أحيان كثيرة يستعصي فقدان الشخص للوعي، تبا لهم إنهم يدعون إلى طب جديد".
وشدد على أنه من المستحيل أن تتسبب "شكة دبوس" في حدوث تخدير كلي، لأن التخدير يحتاج حقن في الوريد بجرعات معينة وليست قليلة "ومش بالبساطة ولا السهولة اللي أنتم متخيلينها".
وفي هذا السياق، قال مصدر مسؤول بوزارة الصحة، لمصراوي، إن ما تردد عن تسبب "شكة دبوس" في إغماء لبعض المواطنين غير صحيح على الإطلاق، واصفًا الأمر بأنه "جزء من خيال هوليوود".
وأوضح المصدر أن تلك الشائعات تنتشر من حين لآخر على مواقع التواصل، وتستهدف بث الذعر بين الأسر دون أي سند علمي أو على أرض الواقع.
من جانبه، قال الدكتور محمد أبوحطب، استشاري الرعاية المركزة والتخدير بجامعة الأزهر، إن الحديث عن تسبب "شكة دبوس" في إحدث إغماءة "كلام غير علمي".
وأوضح أبو حطب لمصراوي، إن التخدير له اشتراطات، ففي حالة الحقن العضلي فإنه لا يتم التخدير سريعًا بل يستغرق نحو 10 إلى 15 دقيقة لحين امتصاص المخدر في الدورة الدموية.
أما في حالة الاستنشاق وهو الذي يتم استخدامه مع الأطفال، حيث يحصل الطفل على أكسجين مُحمّل بمادة مخدرة تدخل على الرئتين وتصل للدم ثم عقل المريض وهذا يأخذ وقتًا من 3 لـ 5 دقائق حسب نوع المخدّر، وفق استشاري التخدير.
ولفت إلى حالة واحدة مع الحيوانات، يتم فيها استخدام مسدس محمل عليه سرنجة يتم إلقائها على الحيوان وتكون حقنة عضل وتأخذ وقتا حتى الإغماء.
وفي وقت سابق، نفى أحمد عبد الهادي، المتحدث الرسمي لمترو الأنفاق، ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، من رسائل تحذيرية تتضمن محاولات اختطاف لبعض الفتيات بمحطات وقطارات المترو عبر "شكة دبوس"، موضحا أن مثل هذه الأمور غير صحيحة على الإطلاق، إذ أن خطوط المترو بالكامل مؤمنة ومراقبة بأحدث وأدق الكاميرات، بالإضافة إلى تواجد مستمر لشرطة النقل والمواصلات وشرطة مترو الأنفاق في جميع محطات المترو بخطوطه الثلاثة.
وأكد المتحدث الرسمي لمترو الأنفاق، أن إدارة المترو لم تتلق أي بلاغات رسمية بوجود حالات اختطاف بأي محطة أو قطار بالمترو، مناشدًا بتحري الدقة وعدم إثارة البلبلة لأن مترو الأنفاق يقدم الخدمة لملايين المصريين يوميًا.
فيديو قد يعجبك: