سد النهضة| هل تستأنف المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بعد إعلان الملء الثالث؟
كتب- أحمد مسعد:
"أهم مشكلة في ملف سد النهضة المغالطات".. بهذه الكلمات استهل الدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق، تعليقه على إعلان إثيوبيا بدء الملء الثالث لسد النهضة، وفرص العودة إلى المفاوضات مرة أخرى.
وقال علام في تصريحات خصة لـ"مصراوي": "العودة للمفاوضات فكرة جيدة في ظل إعلان سياسة مصر الواضحة تجاه هذه الأزمة وهي التفاوض، لكن يبقى السؤال هل أطراف الأزمة جادين في التفاوض من عدمه؟".
وأوضح علام: "مصر دائمًا كانت جادة في التفاوض وأكثر من مرة كنا قريبين من التوقيع، ولكن الجانب الإثيوبي كان دائمًا المنسحب بعد أي تقارب"، موضحًا أنه يوجد لبس حول فهم إعلان المبادئ، حيث إنه إعلان للاتفاقية الذي يسعى لديها الأطراف، وليس اتفاقية تسير عليها المفاوضات.
وتابع: "يجب على الدولة المصرية تحديد أهدافها من التفاوض وعدم الحديث والتصريحات المسترسلة بين الأطراف، بل وضع أجندة واضحة حول مطالب كل طرف حتى يتضح للعالم موقف كل طرف".
وأشار وزير الري الأسبق، إلى أن ملف سد النهضة أحد الملفات المتشعبة، وتثار حوله العديد من التساؤلات أبرزها ما موقف الأثار البيئية من إنشاء السد والتصريحات الأحادية سواء بالملء أو التخزين أو حتى التفريغ، مضيفًا: "القاهرة دائمًا مستعدة للتفاوض والوصول لحلول مرضية للجميع بعيدًا عن أثار التصريحات الحماسية".
وكانت إثيوبيا أعلنت في فبراير الماضي البدء في إنتاج الكهرباء من السد، فيما أكد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، أن ملء السد للمرة الثالثة سيتم في موعده هذا العام.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية: "يجب ألا نقف على تصريحات سفير إثيوبيا في واشنطن حول رغبة إثيوبيا في المفاوضات في ظل استمرار أعمال البناء، والدليل على ذلك هو عدم التواصل مع المسؤولين مع مصر والسودان"، مشيرًا إلى عدم إعلان الأمر من قبل الحكومة الإثيوبية نفسها.
وأضاف شراقي في تصريحات خاص لـ"مصراوي"، أن أديس أبابا تتمسك بأسلوب تفاوضي غريب للغاية وهو التواصل الثلاثي بين البلدان وحال الخلاف ترفض الوساطة الأجنبية المحايدة، لافتًا إلى تغيير الاتفاقيات واتباع أساليب المراوغة السياسية.
ولفت إلى خطورة تعقيد الأمور في ظل توقف المفاوضات منذ ما يقرب من عام ونصف العام، مؤكدًا التزام القاهرة والخرطوم بالمفاوضات يأتي من حرصهم على منطقة القرن الإفريقي والعلاقات التاريخية، رغم استغلال أديس أبابا الأوضاع والاستمرار في البناء والتخزين بشكل آحادي إلا أن الجميع يعلم جيدًا أن الأمر لن يستمر إلى الأبد.
الجدير بالذكر أن المفاوضات متوقفة منذ أبريل 2020، حيث كان أخر لقاء احتضنته العاصمة الكونغولية كينشاسا والذي كانت تتولى وقتها رئاسة الاتحاد الإفريقي.
فيديو قد يعجبك: