شيخ الأزهر: هيئات الإفتاء لا تسعى للتريند.. وتوظيفها إعلاميا للإثارة صعب
كتب- محمود مصطفى:
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن العمل الفردي فات آوانه ولم يعد ممكناً الآن، وهذا زمن الاجتهاد الجماعي والمؤسسي.
وأضاف في تصريحاته للعدد الأسبوعي من جريدة صوت الأزهر، أن السير خلف فتاوى وآراء فردية يؤدي إلى مزيد من إرباك الناس وتخبطهم، مناشدا بطلب الفتوى من جهاتها المعتمدة وليس من الإعلام.
وأوضح أن الهيئات المخولة بتبليغ الأحكام للناس وبيان الحكم الشرعي فيما يُثار من قضايا أو مشكلات تواجه المجتمع هي:"هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوى بالجامع الأزهر ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» ودار الافتاء.." ولا يكون ذلك لفرد أو أفراد.
وكشف أن الأزهرِ الشَّريفِ ليس مسؤولاً عن ما يبثُه بعض الأفراد من فتاوى، مشيرا إلى أن أراء الأزهريين كأفراد تمثل في الغالب الأعم أشخاصهم ولا تمثل بالضرورة الأزهر إلا إذا خرجت بشكل مؤسسي من هيئاته المخولة بالبيان والفتوى.
وأوضح أن هيئات البيان التي ارتضاها المجتمع وحدد لها الدستور والقانون اختصاصها لا تسعى خلف «التريند» ومن الصعب أن يوظفها إعلام يسعى للإثارة كما يوظف الأفراد لجذب مشاهدات وإعلانات.
وقال شيخ الأزهر، إن التقدم التقني وشيوع وسائل التواصل الاجتماعي شكَّلا صعوبة بالغة فى إمكانية السيطرة على ضبط الفتوى، وصعَّبا على طالبها القدرة على فرز الغث من السمين، موضحا أن هنا تظهر أهمية توجيه الناس للهيئات المختصة بالفتوى.
ولفت إلى أن الفتاوى المتشددةَ التي تجعل من المستحبِّ فرضًا إلى جوار الفتاوى المتسيِّبة التي تُبيح الحرامَ انتشرت، وتحولت إلى مسألة ارتزاقٍ، وهناك مَن يسمحُ له ضميرُه بتخريب الشريعةِ الإسلاميةِ ما دام يسترزقُ من وراءِ ذلك.
وأكد أن الاجتهاد الجماعي والبيان المؤسسي لا يصادر الحرية والتنوع داخل الأزهر وفي المجتمع، وهدفه التفريق بين الآراء الفردية والمؤسسية لأن الأولى لا تُبنى عليها أحكام أو تشريعات ولا يُعتد بها في بيان شرعي.
فيديو قد يعجبك: