الرعاية الصحية تطلق المؤتمر الطبي الأول للاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية
كتب - أحمد جمعة:
أطلقت الهيئة العامة للرعاية الصحية، اليوم، فعاليات المؤتمر الطبي الأول للاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية ومكافحة العدوى، والذي نظمته الهيئة بالتعاون مع إحدى شركات الأدوية.
وأشارت هيئة الرعاية الصحية، إلى انطلاق المؤتمر، بمشاركة منظمة الصحة العالمية وعدد من الخبراء الدوليين والشخصيات البارزة، على رأسهم الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بعمل وزير الصحة والسكان، راعي المؤتمر، والدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية ومساعد وزير الصحة والسكان والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، المشرف العام على المؤتمر، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، الرئيس الشرفي للمؤتمر، والدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية.
وبحضور العديد من نواب رؤساء هيئات الصحة، وممثلي وزارة الصحة والسكان، وأعضاء لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب الموقر، وممثلين عن المجتمع المدني، والتخصصات المعنية بما يشمل الأطباء والصيادلة والتمريض والاستشاريين، بالإضافة إلى أهم أفراد شركات صناعة الأدوية التي تعني بمكافحة مقاومة المضادات الحيوية، وذلك بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة.
وأكد السبكي، خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أن الهيئة تستهدف تبني استراتيجية واضحة مبنية على أسس علمية للحد من مقاومة المضادات الحيوية عن طريق زيادة الوعي بظاهرة مقاومة المضادات الحيوية وفهمها وتعزيز الترصد والبحث وتخفيض معدلات الإصابة بعدوى الالتهابات واستعمال أدوية المضادات الحيوية على الوجه الأمثل، وضمان استدامة الاستثمار في مجال مكافحة مقاومة المضادات الحيوية.
وأوضح السبكي، أن الاستراتيجية مبنية على تضافر جهود الهيئات والشركات المعنية بمجال الرعاية الصحية سواء بالقطاع الحكومي أو الخاص من أطباء وصيادلة وتمريض وغيرها من التخصصات كالبيئة والزراعة للوصول إلى صحة أفضل، لافتًا إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن مقاومة المضادات الحيوية تعتبر من التهديدات العالمية العشرة الرئيسية للصحة العامة التي تواجه البشرية، والتي تتسبب بشكل مباشر في وفاة 1,270 مليون شخص سنويًا، بينما تتسبب بشكل غير مباشر في وفاة 5 مليون شخص سنويًا، مؤكدًا أنها تشكل تهديدًا عالميًا للصحة والتنمية، وتعد إساءة استخدام المضادات الحيوية، والإفراط في استعمالها، المحركين الرئيسيين لظهور الميكروبات المقاومة للأدوية.
وأضاف، أن مقاومة المضادات الحيوية مشكلة معقدة، بما تؤديه من تمديد فترة إقامة المريض في المستشفى، وارتفاع التكاليف الطبية حسب تقديرات البنك الدولي لأكثر من 30%، وزيادة معدل الوفيات، متابعًا أنه لا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة متعددة القطاعات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعدم تفاقم الأزمة وتقليل مقاومة المضادات الحيوية، وتعزيز جوانب الابتكار، وزيادة الاستثمارات في إجراء البحوث العملية، والاضطلاع بأنشطة البحث والتطوير فيما يتعلق باستحداث أدوية ولقاحات ووسائل تشخيص مضادة للميكروبات ومكافحة العدوى.
ودعا الدكتور أحمد السبكي، إلى مشاركة جميع الجهات بالدولة، لضبط استخدام الدواء بشكل آمن وفعال، حيث سجلت مصر ارتفاع كبير في تكلفة العلاج كأحد مقومات الإنفاق الصحي المصري، والتي بلغت حوالي 34%، مشيرًا إلى أن هذا الرقم كبير يجب أن نتعامل معه بشكل من الحرص لخفضه للمعدلات الطبيعية.
ولفت، إلى إشادة الأمم المتحدة بالدور الذي لعبته الهيئة العامة للرعاية الصحية في استضافة "إعلان الأقصر" لتطبيق الحوكمة الإكلينيكية بمنظومة التأمين الصحي الشامل الجديد، بمشاركة الهيئات الثلاث بمنظومة التأمين الصحي الشامل، وبرعاية منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان، والتي تضمن الالتزام بضوابط عديدة لحوكمة استخدام الدواء بشكل عام، وترشيد استخدام المضادات الحيوية بشكل خاص، لضمان تقديم خدمات صحية آمنة ذات جودة عالمية.
ومن جانبه، دعا د. محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، خلال كلمته بالمؤتمر الطبي الأول للاستخدام الأمثل المضادات الحيوية ومكافحة العدوى، إلى تكاتف الجهود لمجابهة سوء استخدام المضادات الحيوية مؤكدًا أنه لا نكتفي فقط باستراتيجيات الترصد، لافتًا إلى أن مصر لديها إمكانات عظيمة وكوادر متميزة حيث قضت على البلهارسيا وشلل الأطفال الالتهاب الكبدي الوبائي، وأوضح أن سوء استخدام المضادات الحيوية بدون داعِ قد يفقدها فاعليتها، مؤكدًا أن معظم هذه الأنواع من العدوى سببها فيروسي، ومؤكدًا على الحرص على عدم استخدام المضادات الحيوية إلا بعد استشارة الطبيب.
وأضاف أن الدولة أدارت جائحة فيروس كورونا بحرفية شديدة، حيث توفير الرعاية الصحية في كافة المستشفيات والجامعات، بالإضافة إلى وجود أطباء لديهم خبرة، وتوفير جميع اللقاحات المضادة للفيروس، والتي أثبتت فعاليتها في مواجهة كوفيد-19، مشيرًا إلى أن الفيروسات تتحور لتعيش فترة أطول، وأنه من بين أكثر من 10 أمراض تسبب الوفاة على مستوى العالم، منها 4 أمراض متعلقة بالجهاز التنفسي، لذا من الضروري الاستخدام الجيد للمضادات الحيوية، ووضع خطوط عريضة في كل تخصص طبي على غرار البروتوكول العلمي لفيروس كورونا.
وأكدت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية في جمهورية مصر العربية، أخلاقيات Health seeking behaviour، لافتة إلى أن الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية والأدوية مسئولية مشتركة ما بين الأفراد والأسر والعاملين الصحيين والإعلام والقطاع الخاص، لمنع تفاقم الأمراض وتقليل نسبة الوفيات الناتجة من مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، لحماية الصحة والأمن الصحي والاستقرار الصحي والتنموي، وتحقيق حياة آمنة وكريمة.
فيديو قد يعجبك: