تكريس خطاب التضامن.. توصيات مؤتمر مجلس حكماء المسلمين "إعلاميون ضد الكراهية"
كتب - محمود مصطفى:
عَقَدَ مجلسُ حكماءِ المسلمينَ مؤتمرَ: "إعلاميونُ ضدَّ الكراهيةِ" بالشراكَةِ مع المركزِ الكاثوليكيِّ للدراساتِ والإعلامِ، يوميْ 27 و28 سبتمبر 2021، في العاصمةِ الأردنيةِ عمّان، بِرِعَايَة الأمير غازي بن محمد، مستشارُ الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
وأكد المجلس أن ذلك يأتي انطلاقًا منَ الأهدافِ المشتركةِ بينَ مجلسِ حكماءِ المسلمينَ والمركزِ الكاثوليكيِّ للدراساتِ والإعلامِ؛ والـمُتَمَثِّلَةِ في: (نشرِ ثقافةِ العيشِ المشتركِ، والتسامحِ والسلامِ، ومواجهةِ الكراهيةِ والعنصرية والتمييز..)؛ ووعيًا -منهُما- بالدورِ المهمِّ الذي يمكنُ أنْ يقومَ بهِ الإعلامُ في ترسيخِ هذهِ القِيَمِ والمبادئِ السَّامِيةِ، وتوعيَةِ الرَّأْيِ العامِّ بأهميَّتِهَا في تحقيقِ الاستقرارِ والتَّنْمِيةِ والتماسُكِ الاجتماعيِّ؛
وأشار إلى أنه تأسيسًا على مدونَةِ العشرين للعمل الإعلامي، وعلى مواثيقِ الشرف الإعلاميةِ والمهنيةِ التي وَضَعَتْها الهيئاتُ والاتحاداتُ والمؤسساتُ الإعلاميةُ في العالمِ العربيِّ؛ ودعمًا للمسؤوليةِ الإنسانيةِ للإعلامِ؛ واستمرارًا للتعاونِ الوثيقِ بين الفاعلينَ الإعلاميينَ؛ وطموحًا في الوصول إلى إعلامٍ مستنيرٍ يُكَرِّسُ القِيَمَ والـمَبَادِئَ الإنسانيةَ، ويدعَمُ التعايُشَ بين مختلفِ المكوناتِ في المجتمعاتِ العربيةِ
ودعا الحضور في نهاية جلسات المؤتمر إلى التوصيات التالية:
أولا: تفعيلُ بنودِ مُدَوَّنَةِ العشرينَ باعتبارها مرجعًا مُؤَطِّرًا للقِيَمِ وسُلوكياتِ العملِ الإعلاميِّ والصحفيِّ.
ثانيا: التأكيدُ على دورِ الإعلامِ في الدفعِ نحو المصالحاتِ، وتقريبُ وجهاتِ النظرِ بين الشعوب العربية، وتكريسُ خطابِ التضامُنِ والتكاملِ مدخلًا لحل الخلافاتِ.
ثالثا: إيلاءُ اهتمامٍ أكبرَ بالقضايَا الإنسانيةِ، خاصةً في فتراتِ الجوائحِ والأوبئةِ والحروبِ والنزاعاتِ، ودعمُ النازحينَ وضحايَا الحروبِ وأعمالِ العنفِ.. والتنبيهُ إلى مشاكِلِهِم الاقتصاديةِ ومعاناتِهِم اليوميةِ؛
رابعا: تشجيعُ وسائلِ الإعلام المتعددةِ على إحياء "يوم الأخوّة الإنسانية" الـمقرَّرِ من قِبَلِ الأممِ المتحدةِ في الرابعِ منْ شباط من كل عام؛ وكذلك أسبوعُ الوِئامِ بين الأديانِ المقرّر كذلك في الأسبوع الأول من شباط، من خلالِ رعايةِ وتنظيمِ أنشطَةٍ تنشرُ قيم التلاقي والمودةِ بين جميعِ الناسِ.
خامسا: وسعيًا من المشاركين في مؤتمر "إعلاميون ضد الكراهية"، لتحويل الرؤيةِ المشتركةِ لإعلامٍ عربيٍّ قادرٍ على التصدي لخطابِ الكراهيةِ إلى واقعٍ يؤثرُ في حاضرِ ومستقبلِ شعوبِنَا، ويُسهِمُ في تَنمِيَتِهَا وبناءِ نَهْضَتِهَا؛ فإنَّنَا ندعوا إلى تأسيسِ "ائتلافٍ إعلاميٍّ عربيٍّ" يَعْمَلُ على تفعيلِ مُدَوَّنَةِ العشرينَ والاستفادةِ من المواثيقِ المشابهةِ؛ محليةً كانت أو دوليةً.
وأكد المجلس أن الدعوةَ لإطلاقِ هذا الائتلافِ من عمّان، يحملُ الكثيرَ من الدلالاتِ التاريخيةِ والإنسانيةِ والدينيةِ؛ فلقد كانت هذه الأرضُ ملتقَى الأديانِ، ومنها مرَّ الأنبياءُ، وعليهَا نُزِّلَتِ الرسالاتُ، وفيها دُفِنَ الصحابةُ والقديسونَ، وفي تاريخها الحديثِ مَثَّلَتِ المملكةُ الأردنيةُ الهاشميةُ منذ تأسيسها قبل 100 عامٍ نموذجًا للاعتدالِ والتسامحِ، ورمزًا للسلامِ والتعايشِ العالميِّ، من خلال مواقِفِها الإنسانيةِ والاجتماعيةِ والدينيةِ، ووقوفِها إلى جانبِ القضايا العادلَةِ حولِ العالم
فيديو قد يعجبك: