لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

احتفلت به الكنيسة اليوم.. معلومات قد لا تعرفها عن عيد النيروز والشهور القبطية

10:00 م السبت 11 سبتمبر 2021

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مينا غالي:

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم السبت، بعيد النيروز (رأس السنة القبطية)، وهو أحد أبرز الأعياد القبطية، حيث يسمى العام القبطي بـ"عام الشهداء"، نسبة لشهداء الكنيسة الذين استشهدوا في عصر الإمبراطور الروماني دقلديانوس.

وأقامت الكنائس القبطية، قداسات عيد النيروز مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية المشددة، حيث ألزمت الكنائس الحضور، بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، خاصةً مع تزايد إصابات فيروس كورونا مؤخرًا.

وقالت ماري يوحنا، الأثرية والباحثة في الآثار القبطية، إن هناك رأيين فيما يخص مسمى كلمة النيروز؛ الرأي الأول يقول إنها كلمة فارسية تتكون من مقطعين (نو) و(روز) أي اليوم الجديد، والرأي الثاني أتي من كلمة ني (يارؤوو) أي مياه النهر نسبة لنهر النيل، لأننا نصلي في القداس ونقول بارك يارب مياه الأنهار، مشيرة إلى أننا نحتفل برأس السنة القبطية وهي رأس السنة الفرعونية، فالمصريون القدماء كانوا يحتفلون في يوم 1 توت ببداية عام فرعوني جديد والذي أصبح بعد ذلك "التقويم القبطي".

وأضافت ماري لـ"مصراوي"، أن المصري القديم قسّم السنة حسب الفيضان أو الزراعة، فقسّم السنة لفصول كل فصل 4 أشهر، وبالتالي كل شهر 30 يوما، ومن الملفت أن الشهور القبطية 30 يوما وليست مثل الشهور الميلادية أحدها يأتي 31 يومًا وفبراير منها 28 يومًا، فقد جمع الشهور في 3 فصول هي "الفيضان" و"الحبوب" و"جني الثمار"، وكل شهر منهم 30 يومًا، أي الإجمالي 360 يومًا.

وتابعت: "أما الأيام الخمس الأخيرة لشهر نسئ، فقد كانوا يحتفلون بهم كإجازة ويتقاضون رواتبهم عنها لأنهم أيام أعياد نسبة إلى الآلهة حورس وإيزيس وأوزوريس وست ونفتيس"، وبالتالي أصبحت السنة 365 يومًا.

وقالت ماري: "توت أول شهر في السنة وهو على اسم شخص مصري قام المصريون بتأليهه بعد ذلك ليسمى جحوتي ويصبح إله الكتابة عند قدماء المصريين، وقد كان تحوتي أول شخص بدأ يلاحظ أن أعلى يوم في فيضان النيل يتناسب مع ظهور نجم في السماء وكل عام يحدث نفس الحدث، فقال إن هذا اليوم هو أول أيام السنة الزراعية، فبالتالي أصبح أول شهر يحمل اسمه".

وذكرت أن عيد النيروز كان يتم الاحتفال به قديما فقد كان يخرج المصريون على ضفاف النيل للاحتفال به، ومع بداية القرن الأول بدأت المسيحية تدخل مصر، ومع بداية القرن الثالث أصبح 90% من المصريين أقباط، فأصبحت معظم الملامح الاحتفالية مصبوغة بالصبغة القبطية وظل الاحتفال بالنيروز على ضفاف النيل حتى عصر الدولة الفاطمية.

وواصلت: "مع انتشار المسيحية بدأت الشهور تتحول إلى قبطية، واختاروا عام 284 م، وهي سنة تولي دقلديانوس الحكم، كبداية لتقويم الشهداء في الكنيسة، لأن هذا الإمبراطور كان أكثر من اضطهد المسيحيين"، مضيفة: "في عهد الفاطميين، أضفوا مظاهر احتفالات كبيرة ففي عيد النيروز كانوا حريصين على إقامة المواكب وتوزيع الحلوى والنقود في الشوارع، فالفاطميون هم من عرّفوا المصريين أنواع الحلوى كالبسبوسة والكعك والبسكويت، حيث كان يتم توزيع الكعك والبسكويت في عيد النيروز ومنها بدأت الانتشار في باقي الأعياد، وفي عهدهم أيضا كان النيروز أحد أهم 4 أعياد يحتفل بها الأقباط وهي عيد الميلاد وعيد الغطاس وخميس العهد وعيد النيروز."

وكشفت عن أن المصريين كانوا يستعينون بشخص يسمى شخص النيروز ويرتدي "طروطور" ويدهن وجهه باللون الأزرق ويمر على البيوت لتوزيع الهدايا، ولكن تم إيقاف الاحتفال به في عهد الظاهر بيبرس في عصر الدولة المملوكية، حتى جاء شخص يسمى شنودة بك المنقبادي، وهو الذي أعاد الاحتفال به مرة أخرى .

وكشفت أن تقويم الشهداء كانوا يعملون به في المصالح الحكومية في الدولة حتى عهد الخديوي إسماعيل، الذي قرر الاقتصار على التقويم الميلادي فقط.

وعن رمزية البلح والجوافة، قالت إنها مجرد رموز فقط وثقافة شعبية، فالبلح والجوافة فاكهة موسمية تظهر في موسم النيروز، فالبلح لونه الأحمر يرمز لـ"دم الشهداء"، كما يدل نواة البلح على قوة التمسك بالإيمان، فيما يقبل المسيحيون على تناول الجوافة بسبب لونها الأبيض والذي يدل عند المسيحية على نقاء قلوب الشهداء.

ولفتت إلى أن الفلاح مازال يستخدم التقويم القبطي حتى الآن، فلكل شهر مثال، مشيرة إلى أن توت يأتي من 11 سبتمبر لـ10 أكتوبر نسبة إلى الإله تحوتي وتصلي فيه الكنيسة طقس فرايحي وشعانيني، ومن أمثلته الشعبية: "كل رُطب توت .. في توت ازرع ولا تفوت.. توت يقول للحر موت".

وعن باقي الشهور أوضحت: "بابة يأتي من 11 أكتوبر لـ9 نوفمبر، وجاء من عيد الأوبت وهو عيد فرعوني وأمثلته: في بابة خش واقفل البوابة. أما هاتور فيأتي من 10 نوفمبر لـ9 نوفمبر نسبة إلى حتحور ومن أمثلته: أبو الدهب المنثور لأن في هذا الوقت يُزرع القمح.. و"إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور".

وواصلت: "كيهك له مكانة في الكنيسة القبطية ويأتي من 10 ديسمبر لـ8 يناير: ومن أمثلته: كيهك صباحك مساك تقوم من فطورك تحضر عشاك" لأن نهاره قصير. أما طوبة يأتي من 9 يناير لـ7 فبراير: مشتق من طا عبت وهو عيد تحصيل القمح، ومن أمثلته: طوبة يخلي الصبية كركوبة.

وذكرت أن أمشير يأتي من 8 فبراير لـ10 مارس، ومن أمثلته: "أمشير يفصص الجسم نسير.. إن هلّ أمشير اعجن من البير.. أمشير أبو الزعابيب ياخد الهدوم ويطير"، بينما برمهات يأتي من 10 مارس لـ8 أبريل ومن أمثلته: "برمهات روح الغيط وهات.. وعاش النصراني ومات وماكلش اللحمة ولا الجبنة في برمهات" لأنه يأتي في الصوم الكبير.

ولفتت إلى أن برمودة يُنسب للإلهة رنوتتد إلهة الحصاد عند قدماء المصريين عُبدت في الفيوم ومن أمثلته: "في برمودة دق بالعمودة" (دق سنابل القمح)، وبشنس يأتي من 9 مايو لـ7 يونيو ومن أمثلته (بشنس يكنس الأرض كنس) نسبة لجمع المحاصيل، و(في بشنس خلي بالك من الشمس)، بينما بؤونة من أمثلته: بؤونة نشف المياه من المعونة (الأواني) وهو موسم التخزين، و(بؤونة أبو الحرارة الملعونة).

أما شهر أبيب فهو شهر الفيضان، حيث من أمثلته: (أبيب طباخ العنب والزبيب) (إن كلت ملوخية في أبيب هات لبطنك طبيب)، بينما مسرى مشتق من مس أوري كلمة فرعونية معناها ولادة الشمس، ومن أمثلته: (مسرى تجري فيه كل ترعة عسرة) نتيجة ارتفاع مياه الفيضان، بينما نسئ هو الشهر الثالث عشر ويتكون من 5 أيام جميعها إجازة واحتفالات.

فيديو قد يعجبك: