لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وزير الأوقاف السوداني: تعنت إثيوبيا في مفاوضات السد سبب صراعًا.. وجميع الخيارات مفتوحة (حوار)

10:15 م الثلاثاء 24 أغسطس 2021

وزير الأوقاف السوداني في حواره لمصراوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار: محمود مصطفى أبوطالب

قال وزير الأوقاف السوداني نصر الدين مفرح، إن مجلس الوزراء السوداني بأكمله مهتم بقضية سد النهضة، وفي كل اجتماع للمجلس يتم استعراض آخر مستجدات السد من وزيري الخارجية والموارد المائية، وانتقل الموضوع إلى المجلس السيادي، الذي وجه توجيها مباشرا لمجلس الدفاع بشأن الأزمة، فالدولة كلها الآن تتحدث عن موضوع السد.

وأضاف في حواره لمصراوي، أن الوزارة وجّهت الأئمة بالحديث عن المياه وسلبيات سد النهضة في أكثر من خطبة، خاصة في المناطق التي تتأثر بشكل مباشر من السد، مثل النيل الأزرق والجزيرة والخرطوم، مشيرا إلى أن الجميع خيارات مفتوحة حال عدم التوصل لاتفاق، وجاء نص الحوار كما يلي:

ـ ما تطورات قضية تجديد الخطاب الديني في السودان؟

وضعنا خطة لمحاصرة الخطاب المتشدد، عبر اتباع طرق ووسائل متعددة، منها الأئمة والدعاة الذين لهم علاقة بالإخوان أو التطرف أو التشدد بدأنا معهم مشاريع مستمرة في رفع قدراتهم وتدريبهم على الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف سواء كان عملي أو نظري.

ـ وما هي أبرز الفتاوى المتشددة التي أطلقها أعضاء جماعة الإخوان؟

الخطاب المتشدد لجماعة الإخوان كان يدور حول إلغاء الآخر، هم لا يقبلون الآخر، وتوجد لجان بالمساجد لرصد الخطابات المتشددة التي يطلقها أعضاء جماعة الإخوان.

ـ كيف واجهتم الخطاب المتشدد والأئمة المنتمين لجماعة الإخوان؟

وصل عدد الذين تدربوا على هذا المنهج ما يقرب من 4 آلاف إمام، وحرصنا على عقد أكثر من تدريب، ووضعنا قوانين تجرم كل شخص يكفر الشخص أو الجماعة والحكم عليه بالسجن عشرة أعوام فضلا عن الغرامة، وعقدنا وورش ومننتديات وملتقيات لرؤساء العشائر والمرأة والشباب ليكونوا ركيزة أمام الجماعات المتطرفة.

ـ وهل فصلتم أئمة من المنتمين لجماعة الإخوان؟

أوقفنا العشرات من الأئمة بسبب خطابهم المتطرف، ومنعناهم من صعود المنابر، ولدينا مركز أبحاث الرعاية والتحصين الفكري يتبع وزارة الأوقاف هدفه إعادة تأهيل الجماعات المتطرفة ودمجهم في المجتمع.

ـ كيف يتم تحديد خطبة الجمعة في السودان؟

حتى الآن لا توجد لدينا القدرة على السيطرة على خطبة الجمعة بالمساجد، ولكن إذا حدث أي خروج عن المنهج أو صراع، تتدخل الدولة مباشرة، وهناك توجيه للسلام الاجتماعي، نوجه الأئمة حول هذا الاتجاه، ونقوم بعمل رحلات لأئمة للمناطق التي تشهد صراعات قبلية مثل "جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق".

ـ هل يتحدث أئمة السودان على المنابر عن مخاطر سد النهضة؟

وجهنا الأئمة للتحدث عن المياه وأثر سد النهضة وسلبياته وإيجابياته في أكثر من خطبة، خاصة في المناطق التي تتأثر تأثيرا مباشرا من السد، في النيل الأزرق والجزيرة والخرطوم، ومجلس الوزراء بأكمله مهتم بقضية سد النهضة، وفي كل اجتماع لمجلس الوزراء الذي يعقد كل ثلاثاء يتم الحديث لفترة عن آخر مستجدات السد من وزيري الخارجية والموارد المائية، وانتقل الموضوع إلى المجلس السيادي، الذي وجه توجيها مباشرا لمجلس الدفاع، الدولة كلها الآن تتحدث حول موضوع المياه.

ــ البعض يتساءل لماذا تغير موقف السودان في قضية السد بعد أن كان يسير في الاتجاه الإثيوبي؟


منذ أن جاء مجلس الوزراء الانتقالي، حددنا موقفنا في علاقتنا الخارجية، وهي نحن مع مصلحتنا أينما وجدت، وسيادتنا على بلدنا، سد النهضة له إيجابيات وسلبيات، السلبيات ستتولد حال عدم حدوث اتفاق استمرار تعنت الجانب الإثيوبي، نحن لم نقف يوما مع أو ضد، نقف مع مصلحتنا فقط أينما وجدت، ونحن لم نميل يوما إلى الجانب الإثيوبي، ولكننا كنا نميل إلى مصلحتنا، والآن حينما استبان الأمر واتضح أن إثيوبيا تتعنت وتتمنع وترفض الخضوع لاتفاق، وضربت بمبادرة الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن عرض الحائط، توجد هناك سلبيات السد ولا توجد له أي إيجابيات، وهناك حالة استنفار قصوى في مجلس الوزراء ومجلس السيادة فيما يتعلق بسد النهضة وتأثيره على الملايين.

ـ كيف ترى الوضع إذا لم يحدث أي اتفاق؟

جميع الخيارات ستكون مفتوحة بالنسبة لمصر والسودان، نحن لا نريد أي صراع في المنطقة، ولكن نريد أى نحافظ على مصالحنا المائية.

ـ ما أبرز أوجه التعاون بين وزارتي الأوقاف المصرية والسودانية؟

التقيت أخي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف قبيل عودتي إلى السودان، وهو بحق رجل دولة ويعي متطلبات المرحلة، ويسعى لنشر الفكر الوسطي داخل مصر وخارجها، وهناك انسجام وتنسيق تام بيننا، وفي سبتمبر المقبل تستقبل أكاديمية الأوقاف لتأهيل الأئمة والدعاة أئمة وواعظات من السودان للتدريب بها، فضلا عن قافلة دعوية للأئمة والواعظات للسودان يرأسها الدكتور محمد مختار جمعة.

* ما أبرز الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان بالسودان؟

منذ أن توليت منصبي، وجدت داخل الوزارة ثلاث أنواع من الفساد، الأول فساد في الخطاب الإسلامي، لأن جماعة الإخوان حاولت أن تؤدلج الخطاب الإسلامي ليسير في اتجاه واحد، وهو خطاب منغلق جدا، ويكرس للجهوية وتقزيم الخطاب الإسلامي وتمنهجه وتمظهره بمنهجية واحدة.

النوع الثاني من الفساد: "خطاب الكراهية وخطاب التشدد وخطاب التكفير الذي انتهجته جماعة الإخوان، وأدى إلى حدوث حرب بين الأشقاء السودانيين، ما تسبب في فقدان عشرات المئات من الشباب بسبب هذا التمنهج".

النوع الثالث: فساد في مجال الأوقاف، جماعة الإخوان لم تجد مالا إلا وفسدوا فيه، وكان لديهم فسادا إداريا كبيرا وماليا في الحج والعمرة، وكان الحج والعمرة بالنسبة لهم عبارة عن مرابحة وسلعة تباع وتشترى، أما في الأوقاف فأي وقف خيري عام كان يتم الاستيلاء عليه، وتمكنت من استرداد 48 عقارا بـ 389 مليون دولار في ثمانية أشهر فقط كان قد استولى عليها أعضاء جماعة الإخوان، وفي طريقنا لاسترداد عشرات من مباني الوقف.

كيف استقبلتم خبر رفع السودان من قائمة الإرهاب؟

وضعنا استراتيجة أولى منذ أن تولت الحكومة الحالية المسئولية، وهي كيف نخرج من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإزالة الأسباب التي وضعتنا فيها وهي القوانين ضد حقوق الإنسان والحريات الدينية وكذلك تعاملنا مع الدول الأخرى الموجودة في قائمة الدول الراعية للإرهاب، والمساعدات الإنسانية التي كانت تمر عبر النيل الأزرق، ومبالغ من المفترض أن نقوم بدفعها جراء تفجير سفارتي تنزانيا ونيروبي، ووضعنا استراتيجية في الوزارة كي نقوم بدورنا، وجزء منها تغيير القوانين المقيدة للحريات والحريات الدينية.

كما وضعنا مساحة كبيرة للحريات الدينية من واقع التنوع الموجود في السودان، لأنه يوجد لدينا تنوع ديني وجغرافي واقتصادي وتاريخي، وسمحنا للمسيحين والمسلمين أن يتعبدوا في دور عبادتهم دون حجر على أحد، وكان جهاز الأمن الوطني في عهد جماعة الإخوان حينما يرى أي فرد يمارس حقوقه في المسجد يقوم بضربه وإهانته، وأنا شخصيا تعرضت للضرب والاعتقال خلال أعوام" 2005و 2008 و2009و2011 2013، وفي 2019 أهدر دمي وميع بعض الأئمة والدعاة أثناء الثورة، وبعد الثورة منحنا الفرصة للجميع أن يمارس شعائره التعبدية بحرية تامة، وألغينا قوانين النظام العام وهي" ممارسة كبت الحريات على الشباب الجالسين في مجموعات وكانوا يسموا الشرطة شرطة النظام، ولو وجدت فتاة ترتدي بنطلون ولا ترتدي حجاب يتم جلدها، قانون النظام العام كان مجحفا لحقوق الإنسان، وتم إلغاؤه، هو وقانون الرِدة لأن هنا خلافا بين جمهور المسلمين، ولا يوجد داع لقتل شخص بسبب أنه ترك ديانة واعتنق أخرى، وبعد رفعنا من قائمة الدول الراعية للإرهاب كنا سعداء، لأننا كنا جزءا من هذا، والآن وصلنا إلى ما خططنا له في الوثيقة الدستورية والقوانين، بأن الحرايات الدينية مبدأ مكفول للجميع.

منذ توليكم المسئولية.. طالبت أكثر من مرة بعودة يهود السودان إلى البلاد.. هل كانت هذه بداية للتطبيع أو مغازلة الكيان الصهيوني؟

منذ 1885 إلى 1969 كان اليهود يشكلون كتلة اقتصادية واجتماعية، كباقي السودانين وجزءا أصيلا من المكون السوداني، وانصهروا ف السودان وسكنوا في الخرطوم، وبسبب العنف السياسي في 67 أيام جعفر النميري، حدث لهم عملية تهجير وهاجرت أغلب المجموعات، وما بقي منهم إلا أسرة أو اثنين أو ثلاثة، وانصهروا في المجتمع، وأغلب المنزال التي تركها اليهود، تم هدمها من قبل جماعة الإخوان، وحصلوا عليها، وتجرى مراجعات الآن لعودة هذه المنازل لوزارة الأوقاف.

وفي أول تصريح لي منذ أن توليت المسئولية، من باب الحريات الدينية، دعيت المسلمين واليهود السودانين ممن يحملون الجنسية السودانية، للعودة إلى السودان، ليمارسوا حياتهم ووطنيتهم بصورة عادية، وأغلبهم يتواجد في أوروبا، وهم الآن رجال أعمال كبار، توفي أغلبهم، لكن أحفادهم موجودين في دول أوروبا وأمريكا، والتقيت يهوديا سودانيا في أمريكا العام الماضي، وقال لي أنا ممتن جدا ليك، أنت كنت جريئا في دعوتك لنا بالعودة، فقولت له أنا جرئ لان هذا هو الحق الذي يفترض أن نسير عليه، وقولت له الدولة الآن تنتهج نهج المواطنة على أساس الحقوق والواجبات.

وبالتالي أدرنا الملف، رغم الهجمة الشرسة التي تعرضت لها الحكومة، والدعوة التي وجهتها لليهود للعودة لم تكن لها أي علاقة بالتطبيع، لأنه من باب الحريات الدينية والتعايش السلمي، وإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب كان بسبب الالتزام بالشروط، والأموال التي تم دفعها كانت للتعويضات لا علاقة لها بالتطبيع مع الكهيان الصهيوني، العلاقة مع إسرائيل ملف قائم بذاته.

فيديو قد يعجبك: