لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

البابا تواضروس يوضّح معنى التدشين.. ويؤكد: كل إنسان مُطالب بتدشين وقته لخدمة الله

01:38 م الخميس 03 يونيو 2021

البابا تواضروس الثاني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مينا غالى:

قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن هذا اليوم هو يوم فرح نفرح فيه بتدشين هذه الكنيسة في هذا الدير العامر دير القديس الأنبا توماس السائح، ونفرح مع نيافة أنبا ساويرس والآباء الرهبان الأحباء في هذا الدير وحضور كل الآباء المطارنة والأساقفة والآباء الكهنة والشمامسة والأراخنة، نفرح في هذا اليوم بتدشين هذه الكنيسة، ففي مذابحها وأيقوناتها وشرقيتها، وأحب أن أتأمل معكم في كلمة التدشين في هذا الصباح لنفهمها ونستفيد بها في حياتنا الشخصية.

وأوضح البابا خلال عظته في قداس تدشين كاتدرائية دير الأنبا توماس السائح بالخطاطبة اليوم، أن كلمة تدشين: تعني تخصيص (يخصص هذا الشيء لـ.....)، فالله أعطى الإنسان بُعدين في الحياة الزمان والمكان، المكان مثل الكنيسة والمذبح والمعمودية يدشن، وأيضًا الأسرة المسيحية عندما تنال سر الإكليل والزيجة هي أسرة تُدَشَن وتُدهَن بالزيت وتصير هذه الأسرة مقدسة، وأيضًا كل طفل يولد يدشن بالمعمودية ويخصص بالميرون المقدس، وكلمة تدشين معناها تخصيص، واليوم تحضر تدشين المكان فيكون عليك تدشين الزمان.

وأضاف: قد حضرنا التدشين وفرحنا به وحفظنا تاريخه وهذا في المكان الذي اسمه دير الأنبا توماس، وأنت يا من تحضر اليوم وتشترك في الصلوات عليك دور في تدشين الزمان. الزمان هو الوقت الذي يمنحه الله لنا جميعًا، وعطية الوقت هي عطية متساوية بين جميع البشر، في صباح كل اليوم الله يعطي لكل إنسان ٢٤ ساعة ولكن الفرق بين إنسان وآخر هو كيف تستغل وتستفيد وتدشن هذا الوقت؟

وتابع: تدشن وقتك، تدشن كيانك الإنساني، والوقت والفكر والروح والعمل، فأنت مطالب أن تدشن وقتك وسوف نتحدث عن بعض المساعدات في هذا المجال:

١-الصلوات: عندما تحضر قداس فأنت قمت بتدشين ساعتين من يومك خصصتهما من أجل الله، عندما تقف في البيت وتصلي صلوات السواعي فأنت بهذه الصلوات تدشن يومك وساعات عمرك، "لأجلهم أقدس أنا ذاتي" السيد المسيح قبل الصليب صلى في بستان جثسيماني وصلى صلاة انفرادية سجلها لنا القديس يوحنا البشير في إصحاح ١٧ من إنجيله، وهذه الصلاة بها عبارات رائعة من ضمنها "وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ." (يو ١٧: ١٩)، فأنت إن كنت راهبًا تعيش في الدير أو شخص تعيش في أسرة فأنت يجب أن تقدس نفسك من أجل من تعيش في وسطهم، وإذا فعلنا هذا جميعًا يصير المجتمع كله مقدسًا. سواء مجتمع الأسرة أو الكنيسة أو المجتمع بصفة عامة، فيعيش الإنسان بالحق، وكنيستنا مليئة بالصلوات بأشكال مختلفة لتعطي فرصة أن يكون عمرك مقدس، فكانت الوصية على فم يسوع المسيح " صلوا ولا تملوا" اجعل وقتك كله مدشن ومخصص ومقدس، ولذلك يوجد ما يسمى بالرهبنة، فالرهبنة عبارة عن أناس اختاروا أن يدشنوا حياتهم كلها ويخصصوها من أجل الله.

٢- الكتاب المقدس: أنت كإنسان خلق الله لك الفكر والعقل وميزك بانك كائن عاقل، والعقل والفكر يحتاجان إلى تدشين، وأنت صغير عندما تعمدت ورشمت بالميرون كانت أول رشمة على مكان العقل فصار مقدسًا فاحفظه مقدسًا من خلال الكلمة المقدسة. اتصالك المستمر بالكلمة المقدسة "لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلًا." (مز ١: ٢) فتدشن فكرك، كلنا نشتكي من الأفكار الشريرة ومن طياشة الفكر فيرشدنا الآباء إن العلاج يكون بقراءة الإنجيل، "لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ." (عب ٤: ١٢) دشن فكرك واجعل فكرك ممسوحًا بمسحة الروح القدس، اجعل فكرك طاهر من خلال أن تلهج في الكلمة المقدسة "اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ،" (يو ٦: ٦٣).

٣- الخدمة: الخدمة تدشن جهدك وطاقتك. الإنسان الذي يقدم من وقته ساعات للخدمة هو يدشن طاقته وصحته وأيامه، وفي الأديرة كل راهب له خدمة لأن عمل الخدمة يدشن صحة الإنسان فأنت إذًا:

تدشن قلبك بالصلوات.

تدشن فكرك بالقراءات.

تدشن صحتك بالخدمات.

تدشن حياتك كلها بالتوبة.

٤- التوبة: تدشن حياتك بالتوبة وتصير حياة سماوية. الابن الضال قال "أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ" لأن الخطية نزعت منه أن يقدس وقته "أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي" واسترجع تدشين وتخصيص حياتي ويكون لي نصيب في هذا البيت، لذلك توبتك الداخلية هي التي تدفعك أن تتناول من الأسرار المقدسة وتساعدك أن تكون أيام حياتك مدشنة لله، "وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ." (يو ١٧: ١٩)، إذا كنت عضوًّا في أسرة فتقول من أجل أسرتي أدشن وأقدس أنا ذاتي وإذا كنت ابن أو ابنة وإن كنت عضوًا في الخدمة وإن كنت راهبًا، وهذا هو المبدأ الذي نعيش به، أنت مطالب أن تقدس ذاتك من أجل من تعيش في وسطهم، فيجب أن يكون كل واحد منا مثل الشمعة المضيئة بأعمالك وأسلوبك وفكرك تقدس ذاتك لكي ما يكونوا هم مقدسين في الحق.

وتابع البابا: "اليوم ونحن نفرح بتدشين هذه الكنيسة الجميلة وعلى اسم القديس الأنبا توماس ومار بقطر والأنبا ساويرس الأنطاكي، وهم آباء وقديسين وشهداء ونساك وسواح نفتخر بهم ونتعلم على يدهم ويكونوا بركة، وعندما نسمي مذبح باسم قديس روح هذا القديس تحضر معنا وتفرح أننا في الكنيسة المجاهدة على الأرض نتذكر من سبقونا للسماء.

وواصل: "كما هو مذكور في تاريخ الدير أن البابا شنوده زار الدير سنة ٢٠٠٩م، وقد زرت هذا الدير سنة ٢٠١٦ واليوم هي الزيارة الثانية للدير بعد تجليس أنبا ساويرس ويصير أسقفًا ورئيسًا لهذا الدير ولدير مار بقطر. والديران متقاربان وهى أديرة حديثة والرهبان كلهم شباب ومجتهدين ويحاولوا أن يفرحوا قلب ربنا والكنيسة ويعيشوا في هدوء الفضائل الرهبانية.. عِش حياتك مقدسة واجعل شعارك من يوم التدشين" من أجل أخوتي في الدير أقدس أنا ذاتي ليكونوا هم مقدسين في الحق".

فيديو قد يعجبك: