وزير الري: مصر والسودان لن تقبلا بفعل أحادي لملء وتشغيل سد النهضة
كتب-أحمد مسعد:
التقى الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، السيد أيمن عقيل رئيس مؤسسة "ماعت للسلام والتنمية وحقوق الانسان"، والسيدة هاجر منصف مدير وحدة الشئون الأفريقية والتنمية المستدامة بالمؤسسة، والسادة ممثلي المبادرة الأفريقية "النيل من أجل السلام".
وأبدى عبد العاطي تقديره لمجهودات مؤسسة "ماعت للسلام والتنمية وحقوق الانسان" ، مشيراً للدور الهام الذى تقوم به منظمات المجتمع المدني في التعريف بقضايا المياه في قارة أفريقيا وتحقيق التواصل وتبادل الرؤى بين الشعوب المختلفة، وتصحيح المفاهيم والأكاذيب الخاطئة التي تُروج ويتداولها البعض فيما يخص قطاع المياه.
الجدير بالذكر أن منظمة "ماعت" هي عضو مؤسس في المبادرة الافريقية "النيل من أجل السلام" ، والتي تم تدشينها في العاصمة الأوغندية "كمبالا" في شهر ابريل الماضي، والتي صدر عنها وثيقة تدعو للوصول لاتفاق قانوني ملزم بين مصر والسودان وأثيوبيا فيما يخص سد النهضة الأثيوبي يحافظ على مصالح الدول الثلاث ، مع التأكيد على حق كل دولة في تحقيق التنمية لشعوبها بدون التأثير على مصالح الشعوب الأخرى ، وتضم المبادرة ٥٠٠ عضو من ٦٠ دولة حتى الآن.
كما استعرض الدكتور عبد العاطي تطورات قضية مياه النيل والموقف الراهن إزاء المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، مؤكداً على حرص مصر على استكمال المفاوضات للتوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية ، مع التأكيد على ثوابت مصر في حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعة للجميع في أي اتفاق حول سد النهضة، مشيراً إلى أن مسار المفاوضات الحالية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي لن يؤدي لحدوث تقدم ملحوظ، وأن مصر والسودان طالبتا بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونجو الديمقراطية وتشارك فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتوسط بين الدول الثلاث، مشيرا لأهمية أن تتسم المفاوضات بالفعالية والجدية لتعظيم فرص نجاحها ، خاصة مع وصول المفاوضات الى مرحلة من الجمود نتيجة للتعنت الأثيوبي، ومؤكداً في الوقت ذاته على أن مصر والسودان لن تقبلا بالفعل الأحادي لملء وتشغيل السد الأثيوبي.
وأشار وزير الري للأضرار الجسيمة التي تعرضت لها السودان نتيجة الملء الاحادي في العام الماضي، والذي تسبب في معاناة السودان من حالة جفاف قاسية أعقبتها حالة فيضان عارمة بسبب قيام الجانب الأثيوبي بتنفيذ عملية الملء الأول بدون التنسيق مع دولتي المصب، ثم قيام الجانب الأثيوبي بإطلاق كميات من المياه المحملة بالطمي خلال شهر نوفمبر الماضي بدون إبلاغ دولتي المصب مما تسبب في زيادة العكارة بمحطات مياه الشرب بالسودان.
وأوضح عبد العاطي، أن مصر تدعم التنمية في دول حوض النيل والدول الأفريقية .. حيث قامت مصر بإنشاء العديد من سدود حصاد مياه الأمطار ومحطات مياه الشرب الجوفية لتوفير مياه الشرب النقية في المناطق النائية البعيدة عن التجمعات المائية مع استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية في عدد كبير من الآبار الجوفية بما يسمح باستدامة تشغيلها ، وتنفيذ مشروعات لتطهير المجاري المائية والحماية من أخطار الفيضانات ، وإنشاء العديد من المزارع السمكية والمراسي النهرية ، ومساهمة الوزارة في إعداد الدراسات اللازمة لمشروعات إنشاء السدود متعددة الأغراض لتوفير الكهرباء ومياه الشرب للمواطنين بالدول الأفريقية ، كما تساعد مصر الدول الأفريقية في بناء السدود ، ومنها على سبيل المثال سد (ستيجلر جورج) على نهر (روفينجي) بتنزانيا والذي تقوم عدد من الشركات المصرية بإنشائه ، وبما يلبي طموحات الشعب التنزاني في تحقيق التنمية ، بالإضافة لما تقدمه مصر في مجال التدريب وبناء القدرات للكوادر الفنية من دول حوض النيل.
فيديو قد يعجبك: