وفيات بالآلاف.. كيف يؤثر التدخين على الأطفال؟

كتب - أحمد جمعة:
اعتاد محمد مصطفى لسنوات على التدخين داخل منزله منذ زواجه، لكنه اضطر للإقلاع نهائياً عن تلك العادة بعدما أصيبت طفلته بالتهابات في الجهاز التنفسي، وحذره الطبيب المعالج من استنشاقها للدخان مجددًا.

يقول مصطفى: "صحة بنتي أهم من أي حاجة في حياتي، لما شفتها مريضة كرهت السجاير بكل أنواعها"، ومن اليوم التالي مباشرة قرر إلقاء ما تبقى من السجائر في علبته بسلة القمامة.

على غرار ابنة محمد، فهناك العديد من الأطفال الذين يصابون بأمراض تنفسية جراء تعرضهم للتدخين السلبي، وسط تأكيدات من منظمة الصحة العالمية أنَّ للتدخين عواقب جسيمة على الأطفال.

وتقول المنظمة إن أكثر من 60 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون بسبب إصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي السفلي الناجمة عن استنشاقهم لدخان التبغ غير المباشر، ومن المرجح بشكل كبير لمن يبلغون منهم سن البلوغ أن يُصابوا بمرض الانسداد الرئوي المزمن في مرحلة لاحقة من عمرهم.

وعن خطورته على الأطفال، أوضحت منظمة الصحة العالمية أنَّ استهلاك التبغ هو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة وهو المسؤول عن أكثر من ثلثي الوفيات الناجمة عن هذا السرطان بالعالم، كما أنه السبب الرئيسي للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

وكثيرًا ما يعاني الرضع الذين يتعرضون داخل أرحام أمهاتهم لسموم دخان التبغ من جراء تدخين أمهاتهم للتبغ أو تعرضهن لدخانه غير المباشر من قصور نمو الرئتين ووظائفهما. ويحيق بصغار الأطفال المعرضين لدخان التبغ غير المباشر خطر الإصابة بالربو والالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية والتهابات الجهاز التنفسي السفلي المتكررة وتفاقم حالة إصابتهم بهذه الأمراض والالتهابات.

وشددت المنظمة على ضرورة أن يحرص المدخن على ألا يدخن أبداً في مكان يوجد فيه رضيع أو طفل صغير.

وفي هذا الإطار، حذّرت دراسة بكلية الطب بجامعة ماساتشوستس الأمريكية، المدخنين من أن آثار التدخين لا تصيبهم وحدهم، بل قد تؤثر على أبنائهم وتجعلهم أقل استجابةً للعديد من العقاقير المهمة، في مقدمتها المضادات الحيوية.

وتوصل فريق كم الباحثين إلى أن الرجال الذين يدخنون السجائر يكونون أكثر عرضة لإنجاب أطفال مُبَرمَجين وراثيًّا على عدم الاستجابة للعقاقير الدوائية المهمة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نتائج المسح العالمي للتبغ بين الشباب الذي أجري في 137 بلداً، تُشير إلى أن ما يقرب من نصف الأطفال الذين لم يدخنوا قط تعرضوا لدخان التبغ غير المباشر سواء في داخل المنزل (46.8%) أو خارجه (47.8%).

مخاطر كبيرة
وقالت وزارة الصحة إن استنشاق الحوامل لدخان السجائر أو الشيشة قد يؤدي لمشاكل صحية للجنين وصعوبة التعلم عند الطفل، كما أن استنشاق الأطفال والرضع لدخان التبغ الصادر من الأباء المدخنين يزيد لديهم مخاطر حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ وانخفاض النمو البدني، والإصابة بسرطان الأطفال.

وأكدت الوزارة أن تعرض الأطفال لدخان التبغ يتسبب في إصابتهم بأمراض تنفسية مزمنة مثل الربو، وعدوى الأذن وانخفاض وظائف الرئة، ويصاب الأطفال من الأمهات المدخنات بمزيد من النوبات المرضية التنفسية.