​جدل "حق الفتوى" يتجدد.. عصفور: "استفت قلبك".. وشومان: "انتهاك للدستور"

كتب- محمود مصطفى:

تجدد الخلاف الفكري والعلمي، بين الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، بعد عدة سنوات من المعركة الأولى التي دارت رحاها بين عامي 2014، إلى 2016، عندما كان عصفور وزيرًا للثقافة، وهاجم الأزهر، قبل أن ينشر شومان عدة مقالات ضد عصفور، وتدخل شيخ الأزهر، لينهي المعركة بين الطرفين.

بدأت المعركة الجديدة بعد تصريحات عصفور، في حواره الأخير مع الإعلامي عمرو أديب، ببرنامج "الحكاية"، حيث أكد أن الأزهر الشريف ليس من حقه الإفتاء نهائيًا، متابعًا: "أنا معنديش مشكلة مع الأزهر وأجل الأزهر وأحترمه بوصفه مؤسسة دينية تشرف على التعليم الديني ليس أكثر من ذلك".

وأكمل: "كل المسلمين لهم حق الفتوى في المجتمع.. ومن حق كل مسلم أن يفتي وهذه الفتوى يستطيع أن يقولها كل مسلم عاقل بدلًا من علماء التطرف ولا تخصيص لعلماء الأزهر بالفتوى".

من ناحيته وصف شومان حديث عصفور بـ"انتهاك الدستور".

وقال شومان عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ردًا على وزير الثقافة الأسبق: "على ما يبدو أن الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق أخذ على عاتقه مهاجمة الأزهر وحده حتى الرمق الأخير من حياته، ولو اقتضى الأمر مهاجمة الدستور والقانون، وسبق وتواجهنا على صفحات الأهرام حين تعرض للأزهر ونسب لعلمائه القدامى ماهم منه براء، وكان وقتها على كرسي وزارة الثقافة، وبعد أن جاء مسترضيًا الإمام الأكبر ساعيًا لوقف ردودي على مقالاته التي أزعجته كثيرًا، ووجه الإمام بوقف نشر مقالات الرد عليه، ومع أن هذا كان مشروطًا بوقف تعرضه للأزهر استمر الرجل بمناسبة ومن دونها التعرض للأزهر واختصاصاته وعلمائه".

من ناحيته أكد عصفور، أنه غير منوط به الرد على "بوست" شومان على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال عصفور في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": "أنا سأتحدث هنا للرد على كل أسئلة الجمهور التي يمكن تثار في الوقت الحالي"، مضيفًا: "عندما اعترض على الدستور أو بعض القوانين فهذا ليس عيبًا وإنما حق يكفله لي الدستور نفسه، لأن الدستور ليس نصًا مقدسًا، وإنما هو نص توافقت عليه الأمة لينظم شئونها، فإذا رأى الشعب أن هذا الدستور يحتاج إلى تعديل فمن حقهم أن يغيروه ليحقق ما يرونه صالح مستقبلهم".

وأكمل: "لقد صاغ الدستور مجموعة من الأشخاص نيابة عنا وليس من الضروري أن ترضي صياغتهم جميع الأشخاص، ومن حقنا انتقاده حتى بعد إقراره، وإلا فلماذا نرى تغيير الدستور كل فترة في كل دولة".

وتابع: "لست أسعى إلى تجريد الأزهر الشريف من اختصاصاته كما يقولون، على الإطلاق، وأسعى إلى إرجاع حقوق الإنسان المسلم الخاصة بعقله وتفكيره، وأريد أن يعرف الجميع مبادئ الإسلام وبعدها يحق لهم أن يفكروا بأنفسهم في أمور دينهم ويفتوا لأنفسهم بأنفسهم، كما قال الرسول، استفت قلبك ولو أفتوك، وأستطيع أن أضيف استفت عقلك أيضًا لأن مدلول اللغة لكلمة قلبك في هذا الحديث الشريف يشير إلى أن العقل الذي هو الأساس، فالرسول قال استفت قلبك ولم يقل استفت الأزهر، لأنهم بشر مثلنا لا فضل لهم علينا".

من ناحيته واصل شومان نقده لحديث عصفور، وقال لـ"مصراوي"، إنه يجهّز عدة مقالات للرد على عصفور قريبًا وتفنيد ما قاله عن الأزهر.

وتابع وكيل الأزهر الأسبق: "مع أن هذا كان مشروطًا بوقف تعرضه للأزهر استمر الرجل بمناسبة ومن دونها التعرض للأزهر واختصاصاته وعلمائه، وحيث وصل الأمر لانتهاك الدستور والقوانين، ورفض إرادة شعب رضي خلال قرن من الزمان بالدساتير التي جعلت الإسلام دينًا رسميًا للدولة، ليجعل من نفسه سلطة فوق مصدر السلطات كلها وهو الشعب، وحيث يسعى لتجريد الأزهر من اختصاصاته التي رضيها العالم الإسلامي كله وليس الشعب المصري فقط، فقد وجب تفنيد كلامه الذي ذكره على إحدى القنوات الفضائية مؤخرًا، وسيكون قريبًا بإذن الله".