وزير الكهرباء يستقبل بطل العمل المناخي البريطاني لتعزيز التعاون المشترك
كتب- محمد صلاح:
استقبل الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، نيجل توبينج، بطل العمل المناخي البريطاني رفيع المستوى، اليوم الأربعاء، أثناء زيارته الأولى لمصر، بشأن تعزيز التعاون المشترك في قضايا تغير المناخ؛ تمهيدًا لاستضافة بريطانيا مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP26 المقرر عقده في جلاسكو بالمملكة المتحدة في نوفمبر 2021، واستعراض استعدادات مصر لاستضافة COP27 للعام المقبل، والتعرف على التجربة المصرية والإجراءات التي اتخذها قطاع الكهرباء المصري في مجال خفض الانبعاثات.
واستعرض شاكر عرضًا تقديميًّا يتضمن الإنجازات التي نجح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في تحقيقها، مؤكداً الاهتمام الذي يوليه القطاع لنشر استخدامات الطاقات المتجددة وخفض انبعاثات الكربون.
وأشار وزير الكهرباء إلى الخطوات التي اتخذها قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، حيث نجح القطاع بالتعاون مع شركة "سيمنس" الألمانية وشركائها المحليين في تنفيذ ثلاث محطات من المحطات العملاقة لتوليد الكهرباء في بني سويف والبرلس والعاصمة الإدارية، لإضافة 14400 ميجاوات، باستخدام أحدث تكنولوجيا عالمية في هذا المجال بكفاءة تصل إلى أكثر من 60% لخفض استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات.
وأشار الوزير إلى استراتيجية القطاع لتحسين كفاءة محطات توليد الكهرباء لتقليل تكلفة وحدة الطاقة الكهربائية؛ حيث يتم تحويل محطــات الكهرباء لتعمل بنظام الدورة المركبة، موضحًا أن القطاع نجح في إضافة قدرات كهربائية إلى الشبكة الكهربائية الموحدة بلغت أكثر من 28 ألف ميجاوات، وأصبحت قدرات التوليد الكهربائية المتاحة كافية للوفاء بمتطلبات المستثمرين في سائر أنحاء الجمهورية من الطاقة الكهربائية.
وأضاف شاكر أن مصر تعمل على عدد من المحاور من أجل توسيع وتنويع مصادر الطاقة لتوفير احتياجاتها من الطاقة واتباع المعايير التشغيلية وتنويع مزيج الطاقة وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في مثل هذه المشروعات في مصر.
وأشار وزير الكهرباء إلى ما تتمتع به مصر من ثراء واضح في مصادر الطاقات المتجددة؛ خصوصًا طاقة الرياح والشمس التي تؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة، وتم تخصيص أكثر من 7650 كيلومترًا مربعًا من الأراضي غير المستغلة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، موضحًا أن أطلس الرياح يشير إلى أن مصر تمتلك أكبر قدرات كهربائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكن إنتاجها تصل إلى نحو 90 جيجاوات من طاقتَي الرياح والشمس.
وتابع شاكر بأنه كان من المخطط أن تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة من الحمل الأقصى إلى 20% بنهاية عام 2022؛ ولكن نجح القطاع في الوصول إلى هذه النسبة بنهاية هذا العام 2021، حيث تصل القدرات إلى نحو 6378 ميجاوات، وتبلغ القدرات الحالية نحو 5878 ميجاوات، وقد تم مراجعة وتحديث استراتيجية القطاع حيث تم إلغاء مشروعات الفحم واستبدالها مشروعات توليد كهرباء من مصادر متجددة بها.
ونوه وزير الكهرباء بأنه من المخطط الوصول بنسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى ما يزيد على 42% بحلول عام 2035، ويتم حاليًّا إجراء الدراسات اللازمة لزيادة هذه النسبة.
وأضاف شاكر أن القطاع قد قام باتخاذ عدد من الإجراءات المهمة للاستفادة من الإمكانات الهائلة من الطاقة المتجددة، وفقًا لعدد من الآليات لتشجيع مشاركة القطاع الخاص؛ منها EPC + Finance ـ BOO ـ FIT ـ والـ AUCTIONS.
وذكر وزير الكهرباء أنه نتيجة للإجراءات السابقة أصبح للقطاع الخاص ثقة كبيرة في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري؛ حيث تقدم عدد كبير من المستثمرين من القطاع الخاص الأجنبي والمحلي للدخول في مشروعات القطاع؛ وعلى رأسها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وبناءً على ذلك فهناك أكثر من 32 مشروعًا للطاقة الشمسية من الخلايا الفوتوفلطية بمجمع بنبان للطاقة الشمسية، بقدرة إجمالية تصل إلى نحو 1465 ميجاوات.
وأشار الوزير إلى أن هناك تعاونًا مع شركات عالمية للبدء في المناقشات والدراسات لتنفيذ مشروعات تجريبية لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر كخطوة أولى نحو التوسع في هذا المجال وصولًا إلى إمكانية التصدير باعتبارها من كبرى الشركات العالمية ذات الخبرات الكبيرة في مجال الطاقة النظيفة على مستوى العالم، وسيتم تحديث استراتيجية الطاقة 2035 لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، مؤكدًا استعداد القطاع للتعاون مع مختلف الأطراف في هذا المجال.
وأكد شاكر أن الهيدروجين الأخضر يحظى أيضًا باهتمام كبير باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل القريب؛ حيث تعمل حاليًّا لجنة وزارية على المستوى الوطني لدراسة الهيدروجين كمصدر للطاقة في المستقبل القريب في مصر والبحث في جميع البدائل الممكنة لتوليد واستخدام الهيدروجين مع الأخذ في الاعتبار التجارب الدولية في هذا المجال؛ حيث سيتم تحديث استراتيجية الطاقة 2035 لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة.
وأوضح وزير الكهرباء الاهتمام الذي توليه الحكومة المصرية لتعظيم الاستفادة من الطاقات المتجددة في تحلية المياه؛ حيث تم إعداد خطة استراتيجية لتحلية المياه من مصادر الطاقة المتجددة بالتعاون بين وزارة الإسكان ووزارة الموارد المائية؛ إذ تم تحديد الأرض المطلوبة مع خطة مدتها 5 سنوات تبدأ من عام 2020-2050 بهدف إنتاج نحو 3 ملايين م3/ يوم
وأكد شاكر اهتمام وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالربط الكهربائي مع دول الجوار، مشيرًا إلى أنه تم توقيع عقود ترسية مشروع الربط الكهربائي بين السعودية ومصر؛ لزيادة اعتمادية التغذية الكهربائية بين البلدين، بالإضافة إلى حجم المردود الاقتصادي والتنموي لتبادل كمية تصل إلى 3000 ميجاوات من الكهرباء.
وأشار وزير الكهرباء إلى الربط القائم مع كل من الأردن وليبيا والسودان، بالإضافة إلى مشروعات الربط مع قبرص واليونان؛ حتى تصبح مصر مركزًا إقليميًّا لتبادل الطاقة مع أوروبا والدول العربية والإفريقية.
وأشاد نيجل توبينج، بطل العمل المناخي البريطاني رفيع المستوى، بما يمتلكه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري من خبرات كبیرة في كل المجالات، والإصلاحات التي نجحت مصر في تحقيقها والإنجازات التي نجح قطاع الكهرباء المصري في تحقيقها خلال فترة القليلة الماضية.
وأكد توبينج رغبته فى زيادة حجم التعاون وزيادة مساهمة الطاقات المتجددة حتى نصل إلى صفر انبعاثات.
وأشاد بطل العمل المناخي البريطاني بكل الجهود التي قام بها القطاع، وأنه بما حققته مصر في مجال مكافحة التغير المناخي أصبحت دولة رائدة في المنطقة؛ مما يشجع على نقل تلك الخبرات إلى الدول الأخرى بالمنطقة، مؤكدًا أهمية استمرار التعاون وتبادل الرؤى خلال الفترة المقبلة، وقبل عقد مؤتمر اتفاقية تغير المناخ COP 26؛ سعياً لتحقيق الأهداف المرجوة من المؤتمر.
فيديو قد يعجبك: