فوزي فهمي.. رحيل "سيد البنائين"
(مصراوي):
صدمة ثقيلة تلقاها الوسط الثقافي والأدبي، برحيل الروائي الدكتور فوزي فهمي رئيس أكاديمية الفنون الأسبق، وأحد أعضاء المجلس الأعلى للثقافة الدائمين منذ 2014، وأحد أهم رجال الثقافة في عهد الوزير فاروق حسني على مدار أكثر من عقدين.
وتحول الفضاء الأزرق في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى سرادق عزاء افتراضي في حب "سيد البنائين"، كما وصفه الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية.
ينتمي فهمي إلى المثقفين الموسوعيين الذين برعوا في العمل الإداري وتركوا بصمة لا تخطئها عين، في كل المؤسسات التي أدارها، ولذا يعتبره الكثير من المتابعين من سلالة ثروت عكاشة وفتحي رضوان ويوسف السباعي وأحمد أمين وغيرهم ممن أداروا مؤسسات ثقافية هامة.
ومن أهم بصماته في أكاديمية الفنون، إنشاء الأكاديمية الجديدة التي افتتحت مبانيها منذ عدة أشهر بعد تعطل سنوات طويلة.
تميز فهمي بابتعاده عن الأضواء وحب الظهور، وكان يكتفي بالعمل دون ضوضاء، وجسد التفاني في عمله ومساعدة زملاءه وتلاميذه وكان بحق نموذجًا للعالم الملهم وصاحب الفضل على أجيال كثيرة دفع بهم إلى تولي المسئولية في مواقع عديدة وشاركوا في مهرجانات كثيرة.
لم يزاخم أحدًا على المناصب ولم يسع لجمع التكريمات وكان يرفض أي ترشيح للجوائز الكبري، وكان يرى أنه قد أدى واجبه وكفى.
وعلى مدار 22 دورة كان يتلقى هجوما كاسحا كل عام مع تجدد إقامة دورة جديدة من مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، الذي ترأسه منذ دورته الأولى عام 1988 حتى دورته الثانية والعشرين عام 2010، وكان يستقبل الهجوم الحاد بصدر رحب، رافعا شعار دع الأيام ترد عني وتكشف أهمية ما نفعل، إلى أن اندلعت ثورة يناير وتوقف المهرجان بعدما اعتبره البعض أحد الأهداف الثورية، إلا أنه عاد في ثوب جديد ليضم المهرجان التجريبي والمعاصر في آن واحد.
ولم يتوقف عطاؤه عند العمل الأكاديمى فقط بل أبدع عددا كبيرا من المسرحيات وترجم أكثر من 100 عمل للطفل.
ولد فوزي فهمي، في يوم 21 اغسطس 1938، في القاهرة تلقي تعليمة الابتدائي بمدرسة المعهد العلمي الابتدائي وتعليمة التانوي بمدرسة علي باشا مبارك.
حصل على درجة دكتوراه في علوم المسرح عام 1975، وبكالوريوس من "المعهد العالي للفنون المسرحية" قسم الدراما.
وقد تنقل في عدد مناصب فانتدب سنة 1978 عميدا للمعهد للنقد الفني ثم وكيلا لوزرارة التقافة ورئيسًا للمركز لتفافة الطفل، ورئيسًا للجنة الثقافة والإعلام في "مجلس الشورى المصري" لعام 2018.
شغل عدة مناصب في "أكاديمية الفنون في مصر"، منها أستاذ، ونائب الرئيس، ورئيس، وتولى منصب عميد "معهد النقد الفني"، وعميد "معهد العالي للفنون المسرحية".
من مؤلفاته المسرحية: "عودة الغائب" عام 1978، و"الفارس والأسيرة" عام 1979، ولعبة السلطان" عام 1986، كما ترجم 100 كتاب للطفل.
فيديو قد يعجبك: