عضو الأعلى للشؤون الإسلامية: العالم الإسلامي يحتاج إلى إعادة ترتيب أولوياته بعد جائحة كورونا
الإسكندرية- (أ ش أ):
قال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والمدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية أحمد علي سليمان، إن الإسلام قدم منظومة قيمية متكاملة وفريدة، من شأنها إصلاح الفرد والمجتمع والحياة، وتحقيق التقدم والازدهار للأمة الإسلامية، مشيرًا إلى أنه لما تمسك المسلمون بمنهج الله أسسوا حضارة عظيمة شامخة أضاءت جنبات الدنيا، وأسهمت في تغيير وجه الحياة، واستفاد منها الشرق والغرب على حد سواء.
وأضاف خلال ورقة عمل حملت عنوان "القيم الإسـلامية والإنسانية.. معانيها ومراميها وأهميتها الفائقة في الحياة" خلال مشاركته بمؤتمر "دور الجامعات في خدمة المجتمع وترسيخ القيم"، اليوم الأحد، أن منظومة القيم الإيمانية والحضارية والعلمية والأخلاقية التي تأسست على الوحيين الشريفين (القرآن والسنة) هي التي نهضت بالأمة في عصورها الزاهرة، وجعلت من المسلمين العالم الأول آنذاك.
وأوضح أن القيم الإسلامية تعد مطلبًا دينيَّا أصيلًا؛ الأمر الذي أعطاها قيمة مضافة فوق قيمتها، ومنحها ميزة التطبيق الإيماني والتعبدي والإرادي على أرض الواقع في كل وقت وفي كل مكان، ذلك لأن القيمة عندما تستمد قداستها من العمق الديني فإن حرية ممارستها تنبعث من أقوى المشاعر تأثيرا في حياة الإنسان هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن أقوى أنواع الضبط للسلوك الإنساني هو الضبط الإرادي، وهذا الضبط لا يمكن أن ينتج إلا من القيم والأخلاق والمبادئ التي يدعمها الإيمان الجامع بها.
وقال إن أزمة كورونا التي يمر بها العالم حاليا، تسببت في تعطيل عجلة الحياة، وجعل البشرية تعيد حساباتها آلاف المرات، مشيرًا إلى أن واجب المرحلة التي نعيشها يحتم علينا العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ففيهما النجاة الحقيقية، وأن نتكاتف ونتوحد خلف قيادتنا وحكومتنا وجيشنا وشرطتنا في ظل هذه الظروف العصيبة.
وأضاف أن المرحلة تتطلب كذلك الرجوع إلى أهل الذكر وهم في هذه الحالة الأطباء والعاملون في الحقل الطبي، والبعد التام عن الفتوى في الشأن الطبي أو غيره بغير علم، وأن نقدم كامل الدعم المادي والنفسي والأدبي والمعنوي لجيش مصر الأبيض والإكثار من العطاء، لاسيما في هذا الوقت الذي يحتاج إلى مزيد من بذل الخيرات والصدقات والهبات فهناك فقراء تؤلمهم الحاجة وعمال تعطلت أعمالهم، وعلينا أن نرعاهم وننفق عليهم ونعطيهم من خيرات الله الكثيرة التي بين أيدينا.
وحذر من الشائعات التي يروجها أعداء الوطن، مطالبا بالالتزام التام بالقيم الإسلامية والإنسانية النبيلة والتي من شأنها أن تسهم في تحقيق النجاة لاسيما في هذا الظرف الخطير الذي يمر به العالم حاليا، ومن بينها تفعيل ثقافة المسئولية، وتحري الصدق والدقة المطلقة ومواجهة الشائعات، وتفعيل ثقافة التكافل الاجتماعي ومساعدة المرضى والضعفاء، وترشيد الاستهلاك وعدم التبذير، وتفعيل قيم الاعتدال بمعناه الشامل.
ورأى أن العالم الإسلامي بعد جائحة كورونا في حاجة ماسة إلى إعادة ترتيب أولوياته؛ خصوصا ما يتعلق بالتعليم والبحث العلمي، وإعادة صياغة أهداف مؤسساته التربوية؛ ليسهم في توظيف كنوز التراث الإسلامي، وما تزخر به مؤسساته التعليمية والتربوية حول العالم من معامل ومراكز بحوث وكوادر بشرية، قادرة على التنبوء بالتحديات والأزمات والجوائح والتصدي لها، فضلا عن تسخير كل الإمكانات للباحثين كافة في جامعاتنا، ومساعدتهم حتى يكون لهم قصب السبق في اكتشاف الأمصال والعلاجات للأوبئة والجوائج وما يستجد من مشكلات وأزمات.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: