لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من الإنكار إلى المواجهة.. رحلة طبيب نفسي متعافى من كورونا (فيديو)

07:59 م الخميس 21 مايو 2020

الدكتور ناصر لوزا رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – أحمد جمعة:
فيديو – أسماء يسري:

لم يجد الدكتور ناصر لوزا، رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية، أي غضاضة أن يُعلن بنفسه إصابته بفيروس كورونا المستجد، بل يستنكر التنمر الذي يتعرض له أي مريض، للدرجة التي جعلته يتساءل "مفيش ما يستدعي إننا أخبي، ولا حاجة تكسف.. هو أنا عملت حاجة غلط؟".

قضى "لوزا" أيامه داخل مستشفى العزل بـ 15 مايو، وفي ذاكرته إلى الآن تفاصيلها بعد تعافيه وعودته لحياته الأولى، إذ بات يُناظر مرضاه، يخفف قلقهم، ويهدئ روعهم، ويلتمس في مسعاه أن يصلوا إلى الدرجة المُثلى من الاستقرار النفسي.

صورة 1


كانت نظرته إلى المرض مختلفة بعض الشيء، لم يهب الموت، ولم تدفعه الهواجس إلى وضع سيناريوهات سيئة لمصيره: "كُلنا لنا يوم، ومحدش يتخيل أنه عمر ما هيروح"، نفض تلك الأفكار عن ذاته "قعدت أبص للعالم حوليا، وأيه الدنيا دي اللي سايبنا لولادنا"، ففي قرارة نفسه هناك دين عليه وعلى من مثله "لازم نسلمهم عالم خالٍ من الأمراض يعيشوا فيه، قائم على الحب والاحترام، مش كل واحد يقول أنا".

ما رآه لوزا في رحلته مع المرض دفعته إلى التماس المسؤولية المجتمعية على الجميع "مآسي الناس اللي حوليا والظروف اللي عايشين فيها تخلينا لازم نشيل مسؤوليتها كمجتمع، ونتحمل بعض".

يمارس لوزا الطب النفسي منذ 40 عامًا، لكنه بدا مُنكرًا إصابته بكورونا في بداية ظهور أعراضها "قعدت أقول يمكن إرهاق، أو قلة نوم، أو جيوب أنفية"، حتى تصاعدت الأعراض إلى الدرجة التي أصبح لزامًا عليه أن يتحدث إلى أحد المختصين "اتصلت بالأطباء في وزارة الصحة وانبهرت من الخدمة"، وحينها أبلغوه بالاشتباه في إصابته بالفيروس وضرورة خضوعه لفحوصات وإجراء تحليل "PCR".

صورة 2

يقول "المرض ملوش كبير ووقت الجد كلنا زي بعض، ومحدش عاوز يصدق إنه عيان".

بعد خروج نتائج التحاليل وثبوت إصابته بكورونا، نقل إلى مستشفى العزل وهناك استمر لمدة 11 يومًا حتى تعافيه، يصف تلك الفترة بـ"التجربة الفريدة" التي لم يسمع خلالها شكوى من التعامل "من أفضل ما رأيته منذ عملي، مشفتش حد بيقول كفاية كده أو مشوني"، لذا كان شكره مضاعفًا للفريق الطبي القائم على علاج المصابين "في حياتي سأظل مدينًا لهم على الاعتناء بي، هؤلاء عرضوا أنفسهم لخطر العدوى لكي نُعالج ونعود سالمين".

لا يعرف لوزا إلى الآن المصدر المباشر لعدواه، فهناك الكثير من الاحتمالات التي دارت في رأسه لكن يقينه لم يستقر على أحدها "جالي إيميل من شاب قابلته في العيادة في مارس وبعد ما سافر قالي إنه اكتشف إصابته، وأتمنى مكونش عديتك"، لكنه في تلك الفترة أيضًا سافر إلى إنجلترا "الاحتمالات كثيرة.. معرفش المصدر الأساسي".

في كل الأحوال ليس هذا الذي توقف عنده رئيس الاتحاد العالمي للصحة النفسية، فبعد فترة النقاهة التي قضاها في منزله لمدة شهر، عاد ليستكمل عمله بمزيد من الإجراءات الاحترازية "قاعد على مسافة من المريض وحد مننا يكون لابس ماسك"، رغم يقينه بأنه لن يكون مصدرا للعدوى "بقى عندي مناعة مش هعدي حد"، فيما لجأ إلى الإنترنت في بعض الأحيان "جزء كبير من زملاء المهنة بدأوا يستعملوا التطبيقات الإليكترونية في متابعة المرضى".

فيديو قد يعجبك: