كيف استعدت "جوهرة النيل" لملتقى الشباب العربي الأفريقي؟
كتب- محمد قاسم:
بفكرة ورعاية مصرية، تنطلق السبت المقبل، فعاليات ملتقى الشباب العربي الأفريقي على مدار 3 أيام في مدينة أسوان بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، تنفيذًا لتوصيات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم الذي عقد نوفمبر 2018 بمدينة شرم الشيخ.
في 6 نوفمبر الماضي، أعلن السيسي، في ختام منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، مدينة أسوان عاصمة للشباب الأفريقي وعقد منتدى الشباب العربي والأفريقي بالمدينة.
ومنتدى شباب العالم، والذي يُقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو حدثٌ سنويٌ عالميٌ أُقيمت آخر فاعلياته بمدينة شرم الشيخ، نوفمبر ٢٠١٨. وكان المنتدى قد انطلق عام 2017 في نسخته الأولى بدعوة من شباب مصر لشباب العالم؛ ليرسل رسالة سلام وازدهار وتنمية إلى العالم أجمع.
استعدادات مكثفة
تعكف الحكومة على إنهاء استعدادتها للملتقى، منذ شهر يناير الماضي لتجهيز المدينة لاستقبال الحدث المنتظر وسط جولات لمسؤولي ووزراء الحكومة لأماكن استضافة الملتقى، حيث اعتمدت الحكومة، زيادة استثمارات محافظة أسوان في خطة العام المالي الحالي بنحو 47 مليون جنيه.
وفي 10 فبراير الماضي، تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ أسوان، استعدادات استضافة الملتقى بالمدينة الشبابية بأسوان، ونُزُل الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة تلتي تتضمن نحو 96 غرفة تستوعب حوالى 500 طالب، والمطعم، وعددا من الغرف، وأماكن المعيشة، وغرف الأنشطة، وغيرها من مكونات المدينة.
وتعرف على العديد من الأنشطة التي تقدمها المدينة، وأبرزها برنامج رحلات "اعرف بلدك" الذي يقوم على تنظيم رحلات جماعية منخفضة التكاليف للشباب تتضمن جولات للتعرف على المعالم السياحية بمحافظة أسوان.
أعقب زيارة مدبولي بشهر، جولة أخرى أجراها 3 وزراء للمحافظة، حيث تفقد الوفد أعمال تطوير مطار أسوان، وإجراءات تحسين ورفع كفاءة ساحات الانتظار والحدائق بفناء المطار الخارجي.
كما تفقد الوفد الوزاري الأعمال الخاصة بتركيب بلدورات وتطوير الأرصفة وتجميل وتشجير وتركيب أعمدة الإنارة على جانبى الطريق، كما تفقدوا أيضًا موقع إقامة ملتقي الشباب العربي الافريقي لمتابعة التجهيزات الخاصة بالمقر.
كما تابع الوفد، أعمال تطوير مرسي معبد فيلة ومتابعة أعمال الترميم الجارية في المعبد، كما استمعوا الي شرح من الدكتور مصطفي وزيري أمين المجلس الاعلي للآثار حول تاريخ نقل آثار معبد فيلة، وعقب ذلك توجهت الزيارة الى محطة المعالجة الثلاثية (كيما) لمتابعة أعمال تطوير المنطقة المحيطة بها والطريق المؤدي للمحطة.
وقالت إدارة ملتقى الشباب العربي والإفريقي، إن الملتقى لا يكلف خزينة الدولة شيئاً، وإنما على العكس تماماً، فإنه يساعد في الترويج السياحي والثقافي لمدينة أسوان بشكل خاص ومصر بشكل عام، كونها تم اختيارها عاصمة للشباب الإفريقي 2019.
أجندة مزدحمة
تتضمن أجندة الملتقى مجموعة من الموضوعات الثرية تتنوع ما بين الجلسات الحوارية، وورش العمل، ومائدة مستديرة، ويُفتتح الملتقى يوم السبت الموافق 16 من مارس في تمام السادسة مساء باحتفالية تسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي.
وتنطلق الجلسات وورش العمل باليوم الثاني بجلسة افتتاحية بعنوان "منتدى شباب العالم: آفاق جديدة"، كما تعقد في نفس اليوم جلسة نقاشية عن مستقبل البحث العلمي وخدمات الرعاية الصحية من الساعة 30.11 صباحا، وجلسة نقاشية أخرى بعنوان "أثر التكنولوجيا المالية والابتكار على إفريقيا والمنطقة" في تمام الثانية ظهرًا كما تُعقد مائدة مستديرة بعنوان "وادي النيل ممر للتكامل الإفريقي والعربي" من الساعة 1.30 ظهرا حتى 3 ظهرا.
وبالتوازي مع الجلسات المختلفة، تُعقد ثالث ورش عمل الأولى بعنوان: "كيف تصبح رائد أعمال ناجح"، والثانية حول ريادة الأعمال من منظور إفريقي، والأخيرة عن تنفيذ أجندة الشباب والأمن والسلم في منطقة الساحل من الساعة 2 ظهرا حتى 4 عصرا، وتختتم أعمال اليوم الثاني بالجلسة الختامية للملتقى من 7.30 م حتى 9 مساء.
وخصصت إدارة الملتقى اليوم الثالث لقيام المشاركين بجولات حرة لزيارة معالم مدينة أسوان السياحية والأثرية، واحتفال بإعلانها عاصمة الشباب الأفريقي لعام 2019.
ويتزين شعار الملتقى بألوان متعددة مستمدة من ثقافة وروح مدينة أسوان؛ المنطقة الحضارية التي طالما ظلت بوابة مصر على إفريقيا.
وشهد المنتدى في نسخته الثانية لعام 2018 مشاركة أكثر من 5 آلاف من شباب العالم؛ للتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات، في حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة. ويعد ملتقى الشباب العربي والإفريقي أحد منصات منتدى شباب العالم.
وسبق وأن استضافت أسوان، المؤتمر الوطني الدوري للشباب، في 27 و 28 يناير 2017، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي ومئات من شباب الجامعات والأحزاب السياسية.
رئاسة مصرية للاتحاد الأفريقي
تزامن انطلاق المؤتمر مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي لعام 2019، بعدما تسلمها الرئيس السيسي في فبراير الماضي من نظيره الرواندي بول كاجامي في أديس أبابا.
وفي كلمته بقمة الاتحاد الأفريقي، أعلن السيسي إطلاق النسخة الأولى من مُنتدى أسوان للسلام والتنمية المُستدامة خلال عام 2019، ليكون منصة إقليمية وقارية يجتمع بها قادة السياسة والفكر والرأي وصناع السلام وشركاء التنمية في مدينة أسوان جوهرة النيل، لبحث آفاق الربط بين السلام والتنمية بشكل مُستدام بما يصنع فارقاً ملموساً فى حياة الشعوب ويبث الأمل في نفوسهم.
وتعهد السيسي، بوضع خطط عمل تنفيذية تُحصن الدول الأفريقية الخارجة من النزاعات ضد إخطار الانتكاس، وتساعد على بناء قُدرات مؤسسات الدولة لتضطلع بمهامها فى حماية أوطانها، وتساهم في التئام جروح مجتمعاتها.
منصة لمواجهة التحديات
قالت السفيرة نميرة نجم المستشار القانونى للاتحاد الإفريقي، إن ملتقى الشباب العربي والإفريقي يعتبر منصة للشباب من المنطقتين لتبادل الخبرات، حيث ستتم إتاحة الفرصة للمشاركين لمناقشة مُختلَف الموضوعات التي تهم كل من الشباب من أجل تعزيز التعاون بين الدول العربية والإفريقية.
وأضافت نجم -عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه من المقرر أن تلقى كلمة في افتتاح الملتقى الذي يأتي تنفيذًا لإحدى توصيات منتدى شباب العالم 2018، والتي نصّت على إقامة منصة تفاعلية ومنبر للشباب العربي والإفريقي لمناقشة التحديات المهمة التي تواجه كلا المنطقتين، على أن تُعقَد في مدينة أسوان، عاصمة الشباب الإفريقي.
وأوضحت أن فعاليات الملتقى تشمل العديد من الجلسات النقاشية وورش العمل والمائدة المستديرة التي من شأنها سدّ الفجوة بين القادة من الشباب الواعدين وبين صُنّاع القرار والسياسيين والخبراء من مختلَف المجالات لصياغة رؤية شبابية من أجل مستقبل أفضل.
وأشارت إلى أن الملتقى يرى أن الشباب في المنطقة العربية وإفريقيا يجمعهم الكثير من التاريخ، بالإضافة إلى الظروف الحالية، وهو ما يجعل التعاون بينهم ضرورة لتنمية بلادهم، كما يجد الملتقى أن الشباب العربي والإفريقي قادر على صياغة رؤية واعدة للتكامل بين القارة الإفريقية والعالم العربي.
فيديو قد يعجبك: