لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الشرطة لحقتنا".. أصحاب المحال بميدان الجيزة يروون لحظات تفكيك العبوة الناسفة

06:10 م الجمعة 15 فبراير 2019

هشم دوي الانفجار زجاج السيارات المحيطة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- دعاء الفولي وأسامة عبدالكريم:
تصوير- فريد قطب:

عقب انتهاء صلاة الجمعة اليوم، استعد محمود إبراهيم لفتح محل الملابس الذي يمتلكه بميدان الجيزة، أنهى الشاب الثلاثيني إفطاره للتو قبل أن يسمع صوت مرتفع يُشبه الانفجار لا يعرف مصدره، فوجد نفسه يركض داخل أحد الشوارع الجانبية بالميدان فزعا.

هدأ "محمود" قليلاً وأخذ يستجمع قواه بعد رجوع الحياة الطبيعية في أرجاء الميدان عقب الانفجار، ثم عاد ليطمئن على مكان "أكل العيش".

كانت قوات الأمن قد اشتبهت اليوم، في وجود جسم غريب أسفل كوبري الجيزة، وتم إبلاغ الحماية المدنية، التي حضرت لمسرح الحدث، وقامت بتفكيك عبوة بدائية الصنع، عن طريق مدفع المياه، ما أدى لدوي الانفجار، حسبما قالت مصادر أمنية لمصراوي.

منذ عشر سنوات، يعمل إبراهيم كبائع ملابس في ميدان الجيزة "مشوفتش حاجة زي دي قبل كدة"، الفزع الذي دب في نفسه لم يكن بسبب حياته فقط "كنت خايف على المحل يجراله حاجة"، إذ لم يفصله عن موقع الحدث سوى حوالي 50 مترا.

انفجار عبوة ناسفة بالجيزة (1)

حين عاد إبراهيم للمحل "عرفت إن الأمن كان هنا وهو اللي فكك القنبلة"، لم يفكر البائع في إغلاق المحل اليوم "مادام الدنيا أمان فخلينا شغالين أحسن، اليوم اللي بيروح مبنعوضوش".

في الجهة المقابلة لمكان الانفجار، حاول بعض الشباب تنظيف محل أحذية شهير بالميدان، وإزالة آثار حطام الزجاج الناجم عن الانفجار، بعدما هشم دوي الانفجار واجهته بالكامل، حيث يعد المحل الوحيد الذي تضرر بالمنطقة المحيطة بالحادث.

"خراب بيوت .. حسبي الله ونعم الوكيل" بهذه الكلمات، يحكى "عبده" صاحب المحل عن حجم الخسارة الذي تعرض لها بعدما تهكم زجاج واجهة المحل والرفوف، والتي تحتاج إلى إصلاحات تزيد عن 10 آلاف جنيه، ما سيضطره لإيقاف العمل مدة يومين على الأقل، لحين الانتهاء من إعادة التجهيز مرة أخرى.

أمام واجهة زجاجية تملؤها الأحذية، كان زين عبدالغني يُرتب بضاعته، بعد سقوط بعضها جراء الانفجار.

انفجار عبوة ناسفة بالجيزة (2)

"كنت واقف قدام المحل ومتابع الهرج وقوات الأمن بتحاول تفككها"، لكن البائع الأربعيني لم يبرح مكانه "اتهزيت جامد بس أجري وأسيب المحل لوحده إزاي؟"، تلك المرة ليست الأولى التي يمر بها الميدان بحالة طوارئ "أيام الثورة وبعدها ياما شفنا، بس دلوقتي الواحد مبقاش مستحمل" حسبما يحكي عبدالغني.

التوقف عن العمل ليس اختيارا أيضا أمام عبدالغني "إحنا في عرض جنيه نجيبه"، يقول فيما يشير للميدان "أروح لعيالي بفلوس ومتعور أحسن من مفيش".

ما أن فككت قوات الأمن العبوّة، حتى عادت الحياة للميدان المزدحم، كذلك استقرت حركة البيع والشراء في الشوارع المحيطة، وإن بدا الخوف على بعض الباعة، كحال سمير أحمد، صاحب كشك بأحد الشوارع المقابلة للكوبري، والذي أخذ يسرد على زبائنه ما جرى قبل ساعات "كنا هنروح في شربة ماية والشرطة لحقت الحمد لله"، يُشير لبضاعته الموجودة داخل الكشك ويقول بلهجة صعيدية "طبت كلها عليا وانا واقف"، قبل أن يستطرد "بس دلوقتي أحسن من زمان، بقى فيه استقرار عن الأول بكتير".

"شفنا حاجات فيها لبش كتير".. هكذا قال إبراهيم بائع العرائس المحشوّة على أحد الأرصفة المتاخمة للميدان. عقب صلاة الجمعة، تجمهر عدد كبير من الناس، وأصيب الميدان بالشلل التام، وتكدست السيارات في جميع الاتجاهات، رأى الشاب المشهد عن قُرب "قوات الشرطة عملت كردون أمني حول مكان القنبلة، وبعدت الناس عن المكان، وفيه ضابط من المفرقعات كان لابس البدلة الواقية دخل فككها وساعتها سمعنا الصوت".

بعد لحظات من وقوع الانفجار، ترك إبراهيم "الفرش" المحمل بالبضاعة، وتوجه لمساعدة رجال المرور في تسيير حركات السيارات، فيما لم يفكر في مغادرة المكان، فالأمور أصبحت مستقرة وعادت حركة الهدوء.

فيديو قد يعجبك: