لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مفتي الجمهورية يدعو إلى تبني الفكر الإسلامي والأبحاث الفقهية لقضية المياه

04:12 م الإثنين 02 ديسمبر 2019

الدكتور شوقي علام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود مصطفى:

أكد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن الفكر الإسلامي بحاجة إلى الاهتمام بالبحوث والدراسات المؤصلة التي تُبين أهمية إدارة ما خلقه الله تعالى للإنسان في هذا الكون، وتؤكد أن عمارة الأرض لا تنفك عن عبادة الله تعالى؛ ليكون ذلك دافعا للعمل وتأدية الدور الحضاري للإسلام والمسلمين في أرجاء المعمورة.

جاء ذلك في بحث استعرضه مفتي الجمهورية بعنوان (فقه الماء في القرآن الكريم)، خلال فعاليات الندوة الدولية حول "تطور العلوم الفقهية"، التي بدأت في سلطنة عمان أمس وتستمر لمدة ثلاثة أيام.

واستعرض علام أبرز دلالات ألفاظ الماء في القرآن الكريم وما ارتبط بها من تخريجات فقهية، مشددا على أن الماء من النعم التي امتنَّ الله تعالى بها على بني آدم؛ لأن به قوام الحياة، ولذلك كان من الملائم أن يكون غير مملوك لأحد، وأن يكون الانتفاع به حقا مشتركا بين البشر جميعا.

وقال "لا ريب أنه ينبغي أن يعظُم أثر هذا الاهتمام القرآني في تعامل المسلمين مع الماء من حيث الحفاظ عليه وتقدير أهميته واتباع الوسائل العلمية في تعظيم الاستفادة به وتنمية مصادره وإدارة منافعه؛ وهو ما يوجه إلى وجوب تقديم الدعم البشري والمادي إلى البحث العلمي الرصين في هذا السياق، ويربط الدين بالعلم باعتباره محفزا عليه لا منافيا له".

وأضاف "أنه مع تلك المكانة المستقرة للماء في النفوس البشرية جاء القرآن الكريم ليؤكد تلك الأهمية ويبرزها، معبرا باللغة العربية التي أوضحت -بما فيها من ثراء دلالي- أهمية الماء بوجه عام، فأبرز القرآن أهمية الماء في كونه أصل القوت من الطعام والشراب بتسميته "رزقا" كما في قوله تعالى: {هو الذي يرِيكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا} [غافر: 13]، وقوله: {وما أنزل اللَّه من السماء من رزق فأحيا بِه الأَرض بعد موتها} [الجاثية: 5]، فسمى الماء رزقًا مجازا من باب إطلاق اسم السبب على المسبب؛ لأن الرزق سبب غائي للمطر".

وعن الأهمية الشرعية للماء، أوضح مفتي الجمهورية أن القرآن الكريم أصل لأهمية الماء في باب الطهارات الشرعية، حيث بين أن الأصل في الماء الباقي على خلقته هو الطهورية، فقال تعالى: {وأنزلنا من السماء ماء طهورا} [الفرقان: 48]، وعليه فإن الماء أداة التطهير الأصلية، فكانت شرطا في الوضوء مفتاح الصلاة، وكذا في الغسل من الجنابة حيث قال تعالى: {يأيها الذين آمنوا إِذا قمتم إِلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيدِيكم إِلى المرافق وامسحوا بِرُءُوسِكُمْ وأرجلكم إِلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا} [المائدة: 6].

وأشار إلى اهتمام فقهاء الإسلام بقضية الماء وملكيته، لافتا إلى أن الفكر الفقهي الإسلامي خلص إلى أن المياه المباحة للجميع على حد سواء لا يجوز لأحد الاستئثار بها، ولا تصلح لأن تكون محلا للتمليك الشخصي، وهذه المياه هي المياه التي تنبع في مواضع لا تختص بأحد ولا صنع للآدميين في إجرائها كمياه الأنهار والعيون في الجبال وسيول الأمطار، فالناس فيها سواء على ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (الناس شركاء في ثلاثة.. في الماء والنار والكلأ).

جدير بالذكر أن البحث الذي استعرضه الدكتور شوقي علام أمام الندوة يتكون من مبحثين: الأول: حول أهمية الماء في ضوء القرآن الكريم وأقسامه، وهو بمثابة توطئة لموضوع البحث الرئيسي، الذي تناول فيه أهمية الماء بوجه عام عند البشر، مشيرا إلى مكانته وموقعه في الثقافات والحضارات المختلفة مع بيان تلك الأهمية والمكانة في القرآن الكريم.. والثاني: حول موضع البحث وغايته، وتناول فيه أبرز الدلالات للماء في آيات الكتاب الحكيم، واتبع كل دلالة منها ما ارتبط بالآيات محل تلك الدلالة من تخريجات فقهية استندت إلى تلك الآيات في استنباط الحكم الشرعي.​

فيديو قد يعجبك: