لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خلايا لا تعرف الراحة.. مصراوي في اختبارات الكليات العسكرية (معايشة)

12:40 م الخميس 24 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد سامي ومحمد نصار:

مكان يبدو في قمة الهدوء وكأنه خالٍ من البشر، لكن داخله خلية عمل لا تعرف للراحة معنى، ما إن تطأ قدماك داخل أسوارها ترى أناسًا؛ النشاط عنوانهم والالتزام أسلوب حياتهم، هكذا كانت الكلية الحربية فترة اختبارات القبول للالتحاق بالكليات العسكرية.

عبر إحدى بوابات الكلية الحربية، تقودك قدماك إلى مجموعة من درجات السلالم وصولًا إلى بهو كبير، يقف عشرات الطلاب مرتدين زيًا موحدًا من الأعلى؛ قميصًا أبيض اللون، ومن الأسفل بنطالًا وحذاءً أسود اللون، في انتظار مقابلة مديري الكليات والمعاهد العسكرية.

يتراص الطلاب مستعدين للوقوف أمام مديري الكليات العسكرية لإجراء كشف الهيئة، والذي يأتي في مراحل متأخرة جدًا بسلسلة اختبارات القبول.

يقول الطالب محمود عبدالناصر، إنه يضع أملًا كبيرًا في الالتحاق بالكلية التي يريدها وسعى لها منذ سنوات، لم يكن وصول محمود إلى كشف الهيئة بالأمر الهين فكان عليه اجتياز اختبارات رياضية وطبية ونفسية وسمات: "استغرق الأمر ما يزيد على شهر في عملية الاختبارات بمختلف أنواعها حتى وصلنا لكشف الهيئة".

بعيدًا قليلًا داخل نطاق الكلية الحربية توجد مساحات مكشوفة عبارة عن ساحات لممارسة الرياضة بمختلف أنواعها عشرات الطلاب يصطفون في طابور يؤدى إلى سلم ومنصة ترتفع حوالي 7 أمتار تفضي إلى حمام سباحة.

تبادل الطلاب الأدوار لتأدية قفزة الثقة، والتي تعد اختبارًا إجباريًا رغم كونه لا يضاف إلى المجموع الكلى لدرجات اختبارات اللياقة البدنية ولكنها تتسبب في رسوب الطالب حال عدم تأديته لها.

وعلى جانبي حمام السباحة يقف داخل المياه اثنان من المنقذين للتعامل مع أي طالب لا يمكنه السباحة بعد تأدية قفزة الثقة، وعند أحد أطراف المسبح تسجل لجنة التحكيم نتيجة كل طالب في حينها بشكل دقيق.

بعيدًا عن حمام السباحة ببضعة أمتار، يتمدد عدد من الطلاب مستلقين على ظهورهم وفي مقابل كل طالب يجلس حكم لتسجيل واحتساب العدات، ومع انطلاق إشارة البدء تبدأ الأجساد المستقرة على الأرض في التحرك صعودًا وهبوطًا بالجزء العلوي من الجسد لتأدية اختبار البطن.

وبجوار الطلبة الذين يؤدون اختبارات البطن يوجد عدد آخر من الطلاب يؤدون اختبار العقلة، وعلى امتداد مسافة ليست بالقريبة تجد القومسيون الطبي العسكري العام، ومئات الطلاب في حشود منظمة يمرون بالتناوب على غرف الاختبارات المختلفة والتي تشمل العظام والنفسية والأنف والأذن والرمد وغيرها من الفحوصات الطبية الأخرى التي تتسم بمستوى عالِ من الكفاءة والدقة.

خلايا النحل البشرية هذه ورغم كثرة الأعداد وحالة الزحام الواضحة في مختلف مراحل الاختبارات التأهيلية للالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية، إلا أنك تجدها منظمة للغاية بفضل القائمين على هذه الاختبارات وحالة الانضباط التي تقتضيها طبيعة نظام القوات المسلحة.​

فيديو قد يعجبك: