مثقفون في معرض الكتاب: سهير القلماوي أثرت الحركة الثقافية وخدمت قضايا المرأة
القاهرة- (أ ش أ):
نظم معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ50، اليوم الجمعة، ندوة عن الكاتبة الراحلة الدكتورة سهير القلماوي، وذلك ضمن محور الاحتفاء بشخصيتي المعرض والأحداث المئوية بقاعة ثروت عكاشة، بمشاركة كل من الدكتورة ميرفت تلاوي المدير العام السابق لمنظمة المرأة العربية والناقد الكبير الدكتور صلاح فضل، والكاتبة الروائية مي التلمساني.
وأكد الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل أستاذ النقد الأدبي أن أفضل ما جاء في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هو الاحتفاء بالآباء المؤسسين للمعرض وعلى رأسهم الدكتورة سهير القلماوي التي أسست المعرض بالتعاون مع ثروت عكاشة وزير الثقافة في ذلك الوقت والذي أسند إليها مهمة تنظيم معرض للكتاب.
وقال: إن القلماوي تعد أول طالبة تلتحق بالجامعة المصرية وأول من ارتدت ثوب الأستاذية بالجامعة، إضافة إلى أنها أول من حصل على الدكتوراه في الجامعة، مشيرا إلى أنها تأثرت في مسيرتها بجناح عميد الأدب العربي طه حسين كمعين لها في مسيرتها العلمية في ظل شعورها بوجوب عدم الصدام مع المجتمع الذكوري، إلا أن هذا لم يمنعها من أن تكون لها شخصيتها الأدبية والثقافية المستقلة.
وأضاف فضل أن كل من سهير القلماوي ودرية شفيق وأم كلثوم استطعن تأسيس حركة النساء المصريات وهن يخترقن الحياة العامة في المجتمع، وكانت القلماوي في مسيرتها من الشخصيات المتقبلة للآراء المختلفة إلى حد بعيد، لافتا إلى أنها استطاعت أن تكون أول امرأة تتولى رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وتعتبر الفترة التي تولت فيها مسئولية الهيئة العامة للكتاب من أثرى الفترات على مستوى الازدهار الثقافي للهيئة العامة للكتاب
وأشار إلى أن القلماوي كانت خلال مسيرتها تحرص على تقديم النصح لتلاميذها في المجال الأدبي، ويعتبر الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق هو آخر عنقود تلاميذها.
من جانبها، قالت السفيرة ميرفت تلاوي إن المرأة تعتبر جزءا أصيلا من المجتمع ودورها في نهضة الدولة والمجتمع لا يقل أهمية عن دور الرجل في نهضة المجتمع، لافتة إلى أن سهير القلماوي كانت طوال حياتها حريصة على خدمة قضايا المرأة بطرق متعددة، وفى كل مرحلة من مراحل حياتها تضع المرأة نصب أعينها باعتبارها جزء من المجتمع سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أوالاقتصادي.
وأضافت تلاوي أن القلماوي سعت لإقناعي بأن أشارك في البرلمان المصري في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، إلا أنني رفضت نظرا لأني أكافح في مجال تقدم المرأة في العمل الدبلوماسي خاصة وأنني كنت من أوئل السيدات اللاتي التحقن بالخارجية المصرية وكنت أسعى لتحقيق نجاح في المجال حتى أحقق للمرأة انتصارا في أن أكون أول امرأة تعمل سفيرة، وتعرضت لهجوم شديد بسبب رفضي الانضمام للبرلمان في ذلك الوقت"، لافتة إلى أنها واجهت مصاعب عديدة أثناء مشاركتها في لجنة كتابة الدستور من أجل تحقيق مكاسب لحقوق المرأة.
وأشارت إلى أن مكانة المرأة في المجتمع تنبع من تحول المرأة لقوة بشرية منتجة وليست فقط مستهلكة، ومن ثم ينبغي أن تهتم المرأة في المجتمع بقضية تنظيم الأسرة خاصة أن أي جهود تقوم بها الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين أحوال المرأة والأسرة، من الممكن أن تتلاشى آثارها في ظل الزيادة المطردة للسكان التي تؤدى بدورها إلى خفض فرص تحسين مجالات الصحة والتعليم.
وأكدت تلاوي "إننا في أشد الحاجة في الوقت الحاضر لما كانت تنادى به القلماوي في مساعيها أن تتحول المرأة إلى فرد منتج في المجتمع يشارك في الحياة السياسية والاقتصادية وسوق العمل".
وبدورها، قالت الكاتبة الروائية مي التلمساني إنها من تلاميذ الراحلة سهير القلماوي من خلال كتاباتها، مشيرة إلى أنه على الرغم من اختلافها مع فكر القلماوى المحافظ إلا أنها تحترم الدور الذي قدمته في تحقيق مكاسب للمرأة المصرية، لافتة إلى أن القلماوي اختارت أن تناضل بهدف تحقيق مكاسب للمرأة من داخل النظام وليس من داخل المجتمع المدني، حيث إنها لم تكن مقتنعة بدور المجتمع المدني رغم أهميته الكبيرة في تحقيق مكاسب للمرأة في مصر.
وأضافت التلمساني أن أصول سهير القلماوي الكردية والشركسية لم تؤثر على مصريتها وانتمائها لمصر، وهذا ما كان عليه الوضع في ذلك الوقت، فقد كانت مصر محتضنة لمختلف الحضارات التي مرت على أرض مصر.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: