"جزء مهم من حضارتنا دُمر".. "حواس" يكشف خسائر مصر في حريق متحف البرازيل
كتب- يوسف عفيفي:
قال عالم المصريات الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، إن الآثار المصرية الموجودة في البرازيل دُمرت بالكامل في حريق المتحف الوطني بالعاصمة "ريو دي جانيرو"، والبالغ عددها 700 قطعة أثرية ترجع لجميع العصور التاريخية المختلفة.
ونشب حريق هائل بالمتحف الوطني بالبرازيل، حيث يضم ما لا يقل عن 20 مليون قطعة أثرية، ومعارض في علم الإنسان البيولوجي، وعلم الآثار، وعلم الأعراق، والجيولوجيا، وعلم الحفريات وعلم الحيوان.
وأضاف حواس لـ"مصراوي": "الحقب التاريخية للآثار المصرية التي كان يضمها المتحف ترجع للدولة القديمة والدولة الوسطى والعصر المتأخر والعصر اليوناني والعصر الروماني".
وأوضح أنه زار هذا المتحف منذ 5 سنوات وشاهد فيه أهم مجموعة من الآثار المصرية تخص المومياوات التي يهتم بها طلاب المدارس والجامعات وتابوت من الأسرة 26 لسيدة مطربة للإله آمون.
وتابع: "حريق المتحف الذي يرجع تاريخه لحوالي 200 عام يوم حزين على كل الأثريين في العالم أجمع وللعاملين في المتاحف والمهتمين بالحضارات ويوم حزين للمصريين بالأخص لأن هناك جزء مهم جدا من حضارتنا تم تدميره بالكامل".
وأكد حواس، أن مصر لا تملك استعادة هذه الآثار من الخارج، لأن أغلبها خرج بطريقة قانونية سواء عن طريق القسمة مع البعثات الأجنبية، أو الهدايا من المسئولين، بالإضافة إلى أن الآثار المصرية كانت تصدر للخارج وتباع رسميًا حتى عام 1973.
وقال إن الآثار المصرية التي كانت موجودة بمتحف البرازيل الوطني ودمرت بالكامل خلال الحريق آثار "غير مسروقة" وبيعت رسميًا، لذلك لا تستطيع مصر استردادها وفقًا للقانون الدولي.
وتابع: "أرسلت بيان رسمي للمسئولين بالبرازيل، أعربت فيه عن حزني الشديد للحريق"، لافتًا إلى أن الصحفيين البرازيليين يتواصلون معه باستمرار لمعرفة ماذا يفعل الجانب المصري تجاه حريق الآثار المصرية هناك.
وطالب حواس، بمحاسبة مدير المتحف والمسئولين عنه لأنهم على علم بأن المتحف غير مؤمن من الحريق ورغم ذلك تم حرق المتحف.
وشدد على ضرورة مطالبة الدول ذات الحضارات التي لها آثار معروضة في الخارج أن تطلب من منظمة اليونسكو أن يكون للدولة الأم مسئولية أدبية بأن تراجع الإجراءات التأمينية الخاصة بهذه الآثار في المتاحف.
يضم المتحف مجموعة رائعة من التحف المصرية القديمة تتخطى 700 قطعة أثرية، مثل المومياوات والتوابيت والتماثيل والمنحوتات الحجرية، منها 6 مومياوات بشرية "4 بالغين وطفلين"، فضلا عن عدد من المومياوات وتوابيت للحيوانات "القطط، والأسماك، والتماسيح"، كما يضم 3 توابيت أخرى، لكهنة آمون ينتمون للفترة الانتقالية الثالثة وعصر المتأخر، وهم: (حوري - بستيجف - هارسيس).
وكشف عالم المصريات بسام الشماع، عن القطع الأثرية المصرية القديمة النادرة التي يضمها المتحف منها، تابوت نادر لمنشد آمون واسمه "شا آمون ان سو"، ويرجع التابوت للأسرة 23 فترة التاريخ المصري القديم الوسيط الثالث، والتي استمرت من 830 إلى 715 قبل الميلاد، وآثار هذه الفترة غاية في الندرة، وقد خرج التابوت من مصر كإهداء من الخديو اسماعيل ووصل لمتحف البرازيل.
ونوه الشماع في تصريحات خاصة، أن المتحف يضم أيضًا مومياء نادرة تعود لأميرة من العصر الروماني تدعى كربمة، بالإضافة إلى عدد من تماثيل الأوشابتي "تماثيل المجيبون" وهم الذين يساعدوا المتوفى لإجراء الأعمال في الحياة الأخرى حسب الطقس المصري القديم، والأوشابتي يرجع للملك سيتي الأول.
وأضاف: "يضم المتحف أيضًا ثلاثة توابيت من العصر الوسيط الثالث والعصر المتأخر، كما يوجد لوحات حجرية طقسية جنائزية، ومومياوات لعدد من القطط التي تمثل الربة باستت، ومومياوات بشرية وجدت في مصر، ومومياوات لطائر أبي منجل، ومومياوات تماسيح".
وبالتواصل مع المسئولين بوزارة الآثار، رفضوا التعليق على حرق الآثار، معللين ذلك بانشغالهم في الاجتماعات.
وكانت وزارة الآثار، طالبت وزارة الخارجية، بتقرير مفصل وعاجل عن حالة الآثار المصرية الموجودة بمتحف البرازيل القومي بعد الحريق الذي تعرض له المتحف بالكامل.
وأعلنت الوزارة تضامنها الكامل مع المتحف واستعدادها لتقديم المساعدات الأثرية والفنية وتوفير الخبرات اللازمة لترميم القطع الأثرية بالمتحف في حالة طلب الحكومة البرازيلية ذلك.
قال مصدر مسئول، إن الوزارة طالبت وزارة الخارجية المصرية، بتقرير مفصل وعاجل عن حالة الآثار المصرية الموجودة هناك بعد الحريق الذي تعرض له المتحف بالكامل.
وقال المصدر- الذي رفض ذكر اسمه- "لا نملك تأكيد حالة الآثار المصرية هناك بأنها سليمة من عدمه لحين ورود تقرير الخارجية".
فيديو قد يعجبك: