لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دراسة تطالب بالعودة إلى "الإسلام المنسي" وتكوين خطاب ديني جديد

04:51 م الإثنين 13 أغسطس 2018

الدكتور محمد عثمان الخشت

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد قاسم:

صدر مؤخرًا كتاب أعده 24 باحثًا وباحثة في مصر والعالم العربي، تحت عنوان "تجديد العقل الديني في مشروع الخشت الفكري"، ويدور الكتاب حول جهود الدكتور محمد عثمان الخشت في تجديد العقل الديني، باعتباره أبرز المفكرين الذين جمعوا بين علم الفقه وأصوله من ناحية، والفلسفة من ناحية أخرى، وتقديمه المعلومة بلغة عصرية مفهومة عبر رحلة طويلة من الفقه إلى الفلسفة، حتى تؤدي إلى تكوين خطاب ديني جديد، رافضًا تجديد الخطاب الديني القديم.

وتضمن الكتاب 3 أقسام، الأول جاء بعنوان "قراءات في أعمال الخشت المبكرة"، والقسم الثاني جاء عنوانه "العقلانية النقدية في مشروع الخشت"، وجاء القسم الثالث بعنوان "الخشت وتكوين خطاب ديني جديد".

وكشفت أقسام الكتاب، أن الخشت قدم مشروعًا جديدًا لتجديد الفكر الديني مرتكزًا على العقلانية النقدية، إذ يرى ضرورة تطوير علوم الدين، وليس إحياء علوم الدين القديمة، نظرًا لتجمدها الذي يحول القرآن من نص ديناميكي يواكب الحياة المتجددة إلى نص استاتيكي يواكب زمنًا مضى وانتهى. ويُؤسس الخشت لتفسير جديد ينتقل من الوعظ والتخويف إلى التعقل والتفكير.

وأبرز الكتاب، أن الخشت يجمع بين التعمق في التراث الإسلامي والفكر الغربي، وتتميز مؤلفاته بالجمع بين المنهج العقلي والخلفية الإيمانية، والتعمق في العلوم الإنسانية والعلوم الشرعية، وتاريخ الأديان والفلسفة، وبلغت مؤلفاته حتى الآن 41 مؤلفًا، و24 كتابًا محققًا من التراث الإسلامي، كما أن له 27 بحثًا علميًا محكمًا ومنشورًا وتُرجمت بعض أعماله إلى لغات أجنبية.

ودعا الخشت، كما أكد الباحثون والباحثات الذين أعدوا الكتاب، إلى تكوين خطاب ديني جديد في كتابه "نحو تأسيس عصر ديني جديد"، وافتتح مشروعه بالتأكيد على أن الإسلام الذي نعيشه اليوم خارج التاريخ ومنفصل عن واقع حركة التقدم، ومن ثم بات من الضروري العودة إلى "الإسلام المنسي"، ولذلك رأى الخشت تكوين خطاب ديني جديد وليس تجديد الخطاب الديني القديم، بإقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة ولغة جديدة ومفردات جديدة وتهجينها بلغة ومفردات العلوم الاجتماعية والإنسانية وفق متغيرات العصر وطبيعة التحديات التي تواجه الأمة، ونشر ممارسة مفاهيم التنوع والتعددية وقبول الآخر.

ولفت الكتاب، إلى أن الخشت عمل من خلال مشروعه الفكري في تجديد "العقل الديني" على مجموعة من المهام العاجلة التي شكلت رؤيته نحو عصر ديني جديد، مثل تفكيك الخطاب الديني، وتفكيك العقل المغلق، ونقد العقل النقلي، وفك جمود الفكر الديني المتصلب.

وخلص كتاب "تجديد العقل الديني في مشروع الخشت الفكري"، إلى أن النظرة الشاملة لمنهج الخشت من أجل الدخول بالأمة "إلى عصر ديني جديد"، يدعو فيها إلى العودة إلى أصول الفكر الإسلامي، من قرآن كريم وسنة نبوية صحيحة، ويدعو إلى التفاعل العقلاني لهذه الأصول مع الواقع.

وفي ضوء ما أشار إليه الكتاب عن اجتهادات الخشت حول تجديد العقل الديني، وتوضيح بعض الاجتهادات الفقهية له، وبيان كيف أن بعضها كان جريئًا وقت كتابته في الثمانينات من القرن العشرين، وإن أصبح اليوم في عشرينيات القرن الحادي والعشرين، شيئًا مألوفًا، فإن الخشت قد كُتبت له الريادة في هذا الشأن.

وأوضح الكتاب، أن ما نعيشه في العالمين العربي والإسلامي من انتشار ظاهرة الإرهاب والطائفية التي مزقت الكثير من مجتمعاتنا العربية، مرجعه إلى الفكر المتعصب الذي يرفض الآخر، ويتعصب لوجهة نظر سياسية توظف الدين لتحقيق غايات سياسية، ولهذا سعى الدكتور محمد عثمان الخشت إلى تجاوز "عصر الجمود الديني" الذي طال أكثر من اللازم في تاريخ الأمة العربية من أجل تأسيس عصر ديني جديد، وتكوين خطاب ديني من نوع مختلف.

ويرفض الخشت تجديد الخطاب الديني التقليدي، فهو يرى أنه عملية أشبه ما تكون بترميم بناء قديم، والأجدى هو إقامة بناء جديد بمفاهيم جديدة وبمفردات جديدة، وتفكيك كل التأويلات المغرضة.

وذكر الكتاب الذي اشتمل على أبحاث متعددة، أن الخشت يُنبه إلى أن التفكير العقلاني لا ينبغي أن يكون مذهبًا فلسفيًا فحسب، بل ينبغي أن ينزل إلى أرض الواقع باعتباره منهج حياة حتى يكون ذلك فاتحة لدخول الأمة إلى عصر علمي جديد.

فيديو قد يعجبك: