لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصراوي يحاور أول عميد مصري لـ"إعلام ميونخ": هذه كواليس الاختيار ورسالتي للشباب

04:22 م الأربعاء 27 يونيو 2018

دكتور محمد بدر في أحد حفلات التخرج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- مروة شوقي:
قال الدكتور محمد السيد بدر، عميد كلية الإعلام بمدينة ميونخ في ألمانيا، إن الاجتهاد والعمل المستمر، وراء حصوله على منصب أول عميد لكلية للإعلام في ألمانيا، عقب منافسه قوية مع 17 أستاذًا ألمانيًا، ليكون أول مصري أجنبي غير ألماني يحصل على هذا المنصب.

وأضاف "بدر"، في حوار لمصراوي من ألمانيا، أن السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة كانت تتابعه باستمرار، لافتًا إلى أنه على أتم الاستعداد للتعاون مع الجامعات المصرية، بشرط وجود أهداف واضحة، والعمل على تحقيقها.. وإلى نص الحوار:

كيف وصلت لهذا المنصب؟

واجهت منافسة شرسة مع 17 أستاذًا ألمانيًا، وبعد التقديم للمنصب، استعرض كل أستاذ برنامجه الخاص، وكان الاختيار من مجموعة أساتذة الجامعة ورئيسها، وكانت المنافسة بيني وبين الأساتذة الألمان، جدية، وأكرمني الله بكوني الأفضل فيما طرحته من برنامج يتعلق بتطوير العمل داخل الكلية، وحصلت على المنصب، كأول مصري أجنبي غير ألماني، يتولى هذا المنصب.

هل واجهتك عراقيل كمصري مغترب أثناء العمل على تحقيق طموحك؟

لم أواجه أي نوع من العراقيل، والاختيار جرى بشفافية، والمعيار كان اختيار الأفضل، والعمل المستمر والطموح، شعاري للوصول لأعلى المراتب، سواء أثناء عملي في ألمانيا، أو مرحلة دراستي في روما بإيطاليا، وكنت أبذل مجهودًا مضاعفًا، للوصول إلى ما أصبو إليه، ولا مكان في قاموس حياتي لتأجيل العمل ليوم غد، أو الحصول على إجازة، أعمل بشكل مستمر واجتهاد بمعدل من 17 إلى 18 ساعة في اليوم.

كيف جاء قرارك بترك مصر والسفر للخارج؟ وأهم الدوافع التي قادتك لهذا؟

كان قرارًا قدريًا بحتًا، فبعد تخرجي من كلية التجارة إنجليزي جامعة الإسكندرية، عام 1999، عملت في مجال البنوك والبترول، حتى عام 2001، ثم انتقلت إلى روما، حينما جاءتني فرصة العمل كملحق في الأكاديمية المصرية للفنون في روما، التابعة للسفارة المصرية هناك، وتوليت مشرف على أعضاء جائزة الدولة في الإبداع الفني، وكانت فرصة عظيمة للغاية كونها نقطة انطلاقي في الغربة.

ما هي الدرجات الوظيفية التي شغلتها وأهلتك للحصول على المنصب؟

ملحق في أكاديمية الفنون، كانت أول وظيفة لي في روما، ثم ترقيت بداية 2011، وتوليت منصب نائب رئيس الأكاديمية، وانتقلت بعدها إلى ألمانيا بعد حصولي على منحة جاءت للجامعة في روما؛ لدراسة الجوانب الإدارية في الإعلام، بنفس جامعتي في ميونيخ.

كيف استطعت الترقّي في المناصب حتى أصبحت عميدًا لكلية الإعلام؟

بدأت كباحث في مجال إدارة الإعلام، في الجامعة، ثم أستاذًا مساعدًا، وحصلت على درجة الأستاذية من وزارة التعليم الألمانية، لأتولى رئيس قسم إدارة الإعلام والوسائط، وعقب ذلك حصلت على منصب رئيس كلية الإعلام.

ماذا عن الإعلام وتخصصك فيه؟

كنت مُلهَمًا، في الإعلام وتخصصاته المختلفة، إلاّ أن الضغوط التي يتعرض لها أي طالب عقب الثانوية، من اختيار الجامعة، وظروف العمل، شكلّت نوعًا من التقييد في الاختيار، إلاّ أنني عدلت مساري، حينما كنت في روما، وانتهزت فرصة وجود أهم وأقدم جامعة في العالم، جامعة سابينزا، والتي يقدر عمرها بـ700 عام، وبدأت دراسة الإعلام بها عام 2001، حتى حصلت على البكالوريوس، ودرجة الماجستير والدكتوراه بمرتبة شرف عام 2010، من نفس الجامعة.

وماذا عن عملك الخاص في ألمانيا؟

في وقت دراستي للإعلام بجامعة ميونيخ، حصلت على وظيفة مدير تطوير الأعمال في شركة رويترز للاستشارات، ومن ثم أنشأت شركة خاصة بي عام 2014.

وماذا تشغل الفترة الحالية؟

في الوقت الحالي، أتولى منصب عضو في مجلس إدارة رويترز للاستشارات، وعضو في مجلس إدارة 4 شركات أخرى، بجانب رئاستي لكليه الإعلام.

هل تلقيت اتصالات من مسؤولين مصريين عقب الوصول للمنصب الجديد؟

الوزيرة نبيلة مكرم، كانت تتابعني لحظة بلحظة، وتبادر بالسؤال عني، وما وصلت إليه في طريق طموحاتي، وتشاركني برأيها في العديد من المسائل، وهنأتني باختياري كأفضل أستاذ جامعي في ألمانيا عام 2017، وكانت الأولى التي احتفت بي، وأرسلت تهانيها عقب حصولي على منصب عميد كلية الإعلام، رغم أنني لم أكن أعلم كيف وصل لها الخبر بهذه السرعة؛ لذا فأنا أقدر مجهودها وأشكرها عليه.

كيف ترى دورها في الاعتناء بالمصريين في الخارج؟

نبيلة مكرم وزيرة مجتهدة، تبذل كل ما تستطيع من مجهود مع الجاليات المصرية في الخارج، ولديها رؤية مستقبلية، وتنفذ مبادرات في منتهى الذكاء، علاوة على أنها وزيرة تعي جيدًا أهداف الدولة الاستراتيجية.

كيف يمكن لمصر أن تستفيد من الكفاءات المصرية في الخارج؟

أؤمن بالتخصص، وكل مصري في الخارج صاحب كفاءة ومتميز في تخصصه، ويستطيع خدمة وطنه في هذا التخصص، وهو منهج عمل السفيرة نبيلة مكرم، وأتمنى من جميع مؤسسات الدولة العودة إلى وزارة الهجرة في هذا الأمر، لتكون البوتقة التي تُحل فيها أغلب المشكلات.

كيف يمكن إثراء مجال الإعلام في مصر؟

ليس هناك ما يسمى بإعلام المضمون الشامل، ويجب وجود إعلام متخصص، ولا بد من وجود علاقة تعاون بين القوانين السائدة والمنظمة، للجهات الإعلامية، علاوة على العلاقة بين المحتوى والمدخلات الخاصة بالربح، والإعلانات والاشتراكات.

الدكتور محمد بدر مع مجموعة من الأساتذة

ماذا تقصد بهذه العلاقة؟

العلاقة يجب أن تُبنى على التعاون حتى يصبح لدينا إعلام مبني على مضمون ذات قيمة، يستند إلى معرفة الجمهور المتلقي، وطبيعته، لأن الإعلام الموجه للأطفال يختلف عن الموجه لكبار السن.

هل من الممكن أن نرى تعاونًا مشتركًا بينك وبين جامعات مصرية في القريب العاجل؟

لديَّ رؤية وأعلم جيدًا أهدافي ونتائجها، وأنشأت برامج مشتركة بين جامعتي ويست مينستر في لندن وماكروميديا في ميونيخ، وهو ما كان البداية في التعاون العملي والثقافي بين الجامعتين في مجال الإعلام؛ لذا فإن المشاركة تأتي في أطر معينة مع جامعات لها برامج معتمدة ومعترف بها عالميًا.

وبالنسبة للجامعات المصرية؟

بالنسبة للجامعات المصرية، لا مانع لدي بما يضمن تحقيق التخصص، وتنفيذ هذا التعاون بشكل مبني على أهداف واضحة وصريحة، والعمل والسعي على تحقيقها، في ظل وجود مؤشرات أداء لقياس مدى تحقيق تلك الأهداف على أرض الواقع.

يرى البعض أن مصر تحد من قدرات أبنائها.. ما تعقيبك على ذلك؟

الدول الأوروبية تملك العديد من الإمكانيات التي تتيح لأي مجتهد تحقيق ما يطمح إليه، أما مصر تعاني من بعض السلبيات، إلا أن ارتفاع نسبة السلبية لدى عدد من المصريين، أمر غير مطلوب إطلاقًا، وعلى كل إنسان داخل مصر، أن يطور من نفسه في تخصصه، وإن لم يجد نفسه في مجاله، عليه أن يغيره فورًا، ويبحث عن آخر يحقق فيه ذاته.

برأيك.. ما السبب في تلك المشاعر السلبية لدى شباب مصر؟

في اعتقادي.. هناك مشكلتان رئيسيتان، في مقدمتها الإنكار المستمر لدى الشخص لوجود مشكلة لديه، وثانيها خلق المبررات على الدوام للتقاعس وعدم تحمل المسؤولية، وجعل الظروف شماعة يعلق عليها المتخاذل أخطاءه، وفشله في تحقيق إنجاز في حياته.

هل يمكن تلخيص ذلك؟

المسألة برمتها تتلخص في أن "كل واحد يشتغل على نفسه، ومفيش حاجة سهلة، لإني لو مكنتش مميز مكنتش هبقى في منصبي ده".

في اعتقادك إن لم تسافر خارج مصر.. كيف كنت ترى نفسك؟

لن يختلف الوضع، إن لم أحظ بفرصة سفري للخارج، ومكثت في مصر، اجتهادي وتميزي أمر أمارسه على مدار عمري 39 عامًا، وهو نبراس حياة، و"لو مفيش مهارات جديدة أضيفت في السيرة الذاتية لمدة سنتين يبقى فيه حاجة غلط"، فالطموح والاجتهاد والتطوير الذاتي، أمر مهم.

ما هو القادم في أجندة الدكتور محمد بدر؟

لدي العديد من الأهداف والأحلام التي أعمل عليها في مجال الإعلام، وأتمنى التوفيق من المولى في تحقيق ما أتمناه.

فيديو قد يعجبك: