إعلان

كيف تعامل المسئولون مع أزمة مياه الأمطار في القاهرة الجديدة؟

12:37 ص الجمعة 27 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد عبدالناصر:

صباح أول أمس الثلاثاء، كانت حالة الجو مستقرة بعض الشئ، وسط توقعات بسقوط أمطار على بعض المناطق، مدينة القاهرة الجديدة كانت تسير بها الحياة بشكل طبيعي، لم يتخيل أحد أن شوارع المياه ستغرق بالكامل في مياه الأمطار.

حتى ذلك الوقت كان سكان القاهرة الجديدة يتفاخروا بطرق المدينة وتصميمها وما فيها من خدمات تجارية وترفيهية، فهي المدينة الأغلى في أسعار الأراضي، ومع حلول المساء هطلت الأمطار بشدة على المدينة استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء. وسرعان ما انتشرت على السوشيال ميديا صور لغرق الميدنة في ساعات قليلة.

سكان المدينة بالكامل حاولوا أن يتواصلوا مع أي مسؤول لإنقاذهم من الغرق داخل منازلهم حيث وصل معدل ارتفاع المياه إلى ما يقرب من متر، لكن جهاز المدينة لم يكن مستعدًا لمواجهة مثل هذه الأزمات، فمع تساقط الامطار بغزارة انقطعت الكهرباء عن بعض المناطق، مما أدى لتقف روافع المياه في محطات الصرف، الأمر الذي انعكس على النراكم المياه في الشوارع.

جهاز المدينة لا يملك الامكانيات المتاحة لمواجهة هذه الأزمة، حيث بدأت بضخ 3 عرابات لشفت المياه ظلت تعمل طوال الليل حتى وصلت الامدادات من المدن المجاورة، ووصل عدد السيارات صباح يوم الأربعاء إلى أكثر من 14 سيارة -وفقا لتصريحات المهندس مصطفى فهمي رئيس جهاز القاهرة الجديدة.

في صباح اليوم التالي، انتشرت صور غرق المدينة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مما استدعى انتباه كافة المسؤلين في الدولة، فالمواطنين وجهوا انتقادات شديدة لرئيس الجهاز والمسؤلين عن كل شئ في المدينة.

لكن هاني يونس المتحدث الرسمي لوزارة الإسكان رد على الانتقادات الموجه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً إن أوروبا بها أمطار يومية لذلك تحتوي شبكة تصريف أمطار مستقلة، على عكس الوضع في مصر التي تصرّف مياه الأمطار في شبكة الصرف الصحي.

وأشار المتحدث باسم وزارة الإسكان إلى أن مصر لا تحتاج نظرًا لطبيعة الأمطار الموسمية التي تهطل على أرضها لإنشاء شبكة أمطار مُنفصلة؛ لأنها ستكلف مليارات.

وحول المسئول عن شفط المياه من الشوارع، أكد يونس، صدور قرار جمهوري بتولي أجهزة المدن الجديدة لهذه المهمة لكبر مواردها المالية مقارنة بشركات مياه الشرب التي تعاني ضغوطًا مادية بسبب ارتفاع تكلفة المياه.

بينما كانت تعمل عربات شفت المياه في شوارع المدينة، حاول المسئولون في وزارة الاسكان تهدئة المواطنين، فقال المهندس عبدالمطلب ممدوح، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لتنمية وتطوير المدن: "منذ اللحظات الأولى لهطول الأمطار تواجد رئيس جهاز المدينة، ومسئولي المرافق، بالمعدات، لمتابعة شقط المياه من الشوارع، ولم يتركوا مواقع عملهم".

وأضاف ممدوح، أنه تمت الاستعانة بشفاطات من شركات مياه الشرب والصرف الصحي من المحافظات القريبة، حيث يعمل حاليا 10 شفاطات، بخلاف 10 شفاطات أخرى فى الطريق، والموقف الحالي هو رفع المياه من معظم المناطق المتجمعة بها، وجار استكمال العمل بباقى المناطق.

وتابع: هناك غرفة عمليات على أعلى مستوى، من مسئولي الرقابة الإدارية، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وجهاز المدينة، تتابع أولا بأول جهود مواجهة هذه الظاهرة الجوية، وتقوم بالتنسيقات اللازمة.

ومع نهاية أمس الأربعاء، زار الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عددًا من المواقع بمدينة القاهرة الجديدة، لمتابعة جهود شفط المياه من الشوارع، والمناطق المنخفضة، والتأكد من أن المدينة عادت إلى طبيعتها مرة أخرى.

كما تفقد اللواء محمد عرفان جمال الدين، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، مساء الأربعاء، منطقة التجمع الخامس، التقى خلالها عددًا من المواطنين واستمع إلى شكواهم.

وفاجئ عرفان، العاملين بمحطات الكهرباء والمياه بالمنطقة لتفقد كفاءة تشغيلها، والتأكد من عدم وجود تقصير في عمليات سحب وشفط المياه، قائلاً لأحد العاملين بإحدى محطات الكهرباء في المواقع المتضررة: "دي معمولة على مساحة قد إيه (المحطة)، وأنت شايف المنظر عامل إزاي، وأنت بتقول إنك لسه بتستلم دلوقتي" ليرد عليه الموظف: "هناك خطة شاملة لتطوير المحطات كلها، لأنه لم يحدث لها تطوير منذ 10 سنوات".

لكن رئيس الجهاز، أرجع غرق الشوارع بمياه الأمطار، لتعطل روافع محطات الصرف في المدينة نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي الأمر الذي نتج عنه تراكم المياه في الشوارع بهذا الشكل.

وأضاف فهمي، أن "مياه الأمطار تفوق قدرة محطات الصرف بشكل كبير جدا، لكن مع مرور الوقت استطعنا أن ننتهي من رفع كافة المياه المتراكمة في الشوارع"، لافتُا إلى أنه لا يوجد محطات مخصصة لصرف الأمطار فقط، ومحطات الصرف في المدينة تسير بشكل جيد ولا يوجد بها أي مشاكل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان