في ذكرى تأسيسها.. أين ذهبت حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات؟
كتب- محمد قاسم:
في التاسع من مارس 2003، تأسست "مجموعة العمل من أجل استقلال الجامعات"، الشهيرة بـ"حركة 9 مارس"، التي تنادي باستقلال الجامعات، لتحل ذكراها الرابعة عشرة في وقت تتزايد فيه القضايا الجامعية مع خفوت نشاط الحركة البارزة.
يعود تسمية الحركة نسبة ليوم 9 مارس 1932، يوم استقلال الجامعات المصرية، الذي قدم فيه الدكتور أحمد لطفي السيد، المفكر والفيلسوف المصري استقالته من جامعة القاهرة احتجاجاً على تدخل وزارة التعليم في شئون الجامعة وفصلها الدكتور طه حسين من هيئة التدريس بها.
يقول الدكتور خالد سمير، أستاذ الجراحة بجامعة عين شمس، وعضو الحركة، إنها عبارة عن مجموعة فكرية غير رسمية ليس لها إدارة أو رئاسة يتفق أفرادها على أسلوب العمل فيما بينهم، ويدعى للمشاركة فيها جميع المهتمين باستقلال الجامعات بغض النظر عن توجهاتهم السياسية.
وتتواصل هذه المجموعة عبر البريد الإلكتروني لمناقشة القضايا التي تواجه المجتمع الجامعي، وغالبًا ما يعقد اجتماع غير دوري يحضره بعض الأعضاء داخل الجامعات ونواديها، كما تتخذ الخطوات اللازمة للدفاع عن الأعراف الجامعية والأكاديمية والتنديد بأي مساس بها، حسبما ذكر سمير.
وتصدت الحركة منذ نشأتها عام 2003 لنظام مبارك، واعترضت على بيع مقر جامعة الإسكندرية التاريخي، وكذلك محاولات الاستيلاء على المستشفى الخاص بها لضمها لمكتبة الإسكندرية، إرضاءً لسوزان مبارك، زوجة الرئيس المخلوع، ووقفت أمام دعوات خصخصة التعليم في عهد وزير التعليم الأسبق هاني هلال.
وكان لها دور نضالي في إبعاد حرس وزارة الداخلية عن الجامعات، بحصولها على حكم قضائي من محكمة القضاء الإداري في 2010.
وفي عهد الإخوان، تصدت الحركة، لقرارات رئيس الوزراء الأسبق الدكتور هشام قنديل، بداية من إقرار اللائحة الطلابية الجديدة، دون أخذ رأي الطلاب، مرورًا بخطاب الوزراء إلى الجامعات بعدم الدخول في مشاريع بحثية أجنبية دون إخطار الجهات الأمنية، وانتهاء بربط صرف بدل الجامعة ضمن المرتب، بتقديم تقرير عن الفصل الدراسي الأول، لمتابعة مؤشرات الأداء داخل الجامعات.
مع نهاية 2013، تراجع دور الحركة وأوقفت نشاطها لانشغال بعض قيادات الحركة بالعمل السياسي، ومن بينهم الدكتور محمد أبوالغار الأب الروحي للحركة، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، والدكتور عبدالجليل مصطفى والدكتور أحمد دراج أعضاء جبهة الإنقاذ، بجانب ظهور تيارات مهنية أخرى تطالب باستقلال الجامعة، وانسحاب البعض منها.
لكن في مارس 2017، في ذكراها الـ13، أعلن عدد من أساتذة الجامعات والقيادات بحركة 9 مارس، عن عودة نشاط "مجموعة العمل من أجل استقلال الجامعات" (الشهيرة بحركة 9 مارس)، مجددًا، لكن لم يُر للحركة دور بارز خلال العام الماضي.
وعن خفوت نشاط الحركة، قال الدكتور سمير: "لم تنقطع الحركة تماماً عن عملها، لكن توقفت قليلاً، وللأسف جاء هذا التوقف من داخل الحركة، ففي السنتين الأخيرتين، حدثت انشقاقات في صفوف الحركة بعد أن امتد الخلاف السياسي والديني من الأحزاب خارج الجامعة إلى داخلها، وهو ما تسبب بشكل ما في انقطاع عمل الحركة منذ نهاية 2013 حتى الآن".
وأضاف سمير: "الحركة لا تزال موجودة وعقدنا اجتماعًا الأسبوع الماضي لمناقشة قضايا الجامعات واستقلالها، وسنصدر بيانًا قريباً باسم الحركة يوضح ما وصل إليه حال الجامعات المصرية من انتهاك لاستقلال الجامعات وسيطرة الأمن على الجامعات".
ويرى سمير، أن الجامعات والحرية الأكاديمية تواجه بعض المشكلات في ظل وجود تضييقات تواجه بعض أساتذة الجامعة بشأن الموافقات الأمنية.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في تصريحات صحفية سابقة، حرصه على استقلال القرار الجامعي، مضيفًا أن هناك تنسيقاً تاماً وتشاوراً قائماً بين الوزارة والجامعات في كل الملفات خاصة في مواجهة الأزمات التي تواجه المجتمع الجامعي.
وأضاف الوزير، أن التدخل في الأحداث التي تقع بالجامعات، يأتي من واقع مسئوليته السياسية عن الوزارة والجامعات والتعليم العالي، ولا يمس استقلال الجامعات.
فيديو قد يعجبك: