لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصير المصالحة الفلسطينية بعد استهداف "الحمدالله": مسمار أخير أم حافز للتسوية

08:05 م الأربعاء 14 مارس 2018

رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

تناثرت الاتهامات بين المناصرين لحركة فتح والآخرين المؤيدين لحماس في فلسطين خلال الساعات الماضية بعد استهداف موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله في قطاع غزة، وبرفقته رئيس المخابرات ماجد فرج. فألقيت بالمسؤولية على حركة حماس بسبب مسؤوليتها الأمنية عن القطاع، بينما رأى بعض المناصرين للحركة الإسلامية أن ما جرى كان "مسلسل" بهدف إحراج حماس.

كان الحمدالله في طريقه لافتتاح مشروع تحلية المياه بقيمة تبلغ 105 مليون دولار، قبل أن بُستهدف الموكب بمتفجرات مزروعة تحت الأرض تسبب في إصابة 7 أشخاص من المرافقين.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح وكبار قادتها العملية واعتبروا أن حركة حماس هي المسؤول الأول عنها، ولم يشيروا في تصريحاتهم إلى أن الحركة هي من نفذت بل باعتبارها المتحكم في الأمور الأمنية في القطاع الساحلي.

وقال رامي الحمد الله في كلمته بعد محاولة الاغتيال إن "ما حدث اليوم على حاجز بيت حانون سيزيدنا إصرارا، ولن يمنعونا" من تحقيق المصالحة الفلسطينية، ولم يحدد من يقصدهم بحديثه، كما أشار إلى إن هناك "مؤامرة كبيرة تحدق بنا ويجب ألا نسمح لهذه المؤامرة بأن تمر".

كما قال وحوله حراسه الذين وقفوا متأهبين بعد التفجير بوقت قصير: "سأعود إلى قطاع غزة قريبا واللي مش عاجبه يشرب كل بحر غزة".

ومن جانب آخر خرج قال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس، أمس الثلاثاء، إن التصريحات من جانب السلطة الفلسطينية أظهرت "شكوكا كبيرة" في الهدف من وراء التفجير، مضيفًا أن أهداف التفجير أكبر بكثير من حجمه.

فيما زعم مناصرون لحماس عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، أن محاولة الاغتيال كانت "محسوبة ومخطط لها".

"المصالحة ستعاني"

هذا الجدل الدائر بعد تفجير أمس، يظهر بشكل واضح الضربة القوية التي تلقتها جهود المصالحة والتقريب بين فتح وحماس من أجل إنهاء الانقسام. وبرغم إعلان الوفد المصري بقاءه في قطاع غزة واستمرار الجهود من أجل إنهاء الأزمة، وقرار الحمدالله الاستمرار في القطاع بعد استهدافه، إلا أن الفجوة التي كانت موجودة يبدو أنها اتسعت بالفعل.

ويقول الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن رئيس الوزراء قال إنه سيعود إلى غزة مرة أخرى.

وأضاف في تصريحات خاصة لمصراوي، أنه بحسب "نية القيادة الفلسطينية ورغبة مصر" فإن "العمل لن ينال من مساعي الوحدة لأن المصالحة والوحدة ليس مطلبًا حزبيًا او سياسيًا بل رغبة من الشعب الفلسطيني بأكمله وبالتالي القيادة والشعب بما في ذلك بعض القادة في حماس أو ربما غالبهم يؤيدون المصالحة."

وأشار إلى أن عودة الوفود الحكومية تحتاج إلى كشف ملابسات الحادث من قبل حركة حماس وأجهزتها الأمية المسيطرة على قطاع غزة.

فيما اعتبرت صحيفة هآارتس الإسرائيلية أنه على الرغم من نجاة المسئولين الكبيرين الفلسطينيين من محاولة الاغتيال في قطاع غزة، فإن جهود المصالحة التي تقودها مصر في هذا الشأن بين حماس وفتح ستعاني من ضربة قاضية. كما أشارت إلى أنه من غير المحتمل أن يعود الحمدالله مرة أخرى قريبًا إلى قطاع غزة.

وأضافت أن تفجير الأمس سوف يزيد من التوترات بين المعسكرات الفلسطينية المختلفة، متابعة أن عدد من قيادات السلطة الفلسطينية أشاروا بأصابع الاتهام سريعًا نحو حركة حماس وتسببها في تعريض حياة المتواجدين في الوفد الحكومي الفلسطينية.

أما موقع تايمز أوف إسرائيل، فأشار في تحليل إلى أن التفجير تسبب في رفع درجة عدم الثقة بين فتح وحماس. وأشارت إلى أن بعض الفلسطينيين وصفوا ما حدث بأنه المسمار الأخير في نعش المصالحة والوحدة الفلسطينية.

فيما رأى متفائلون أن محاولة الاغتيال قد تتسبب في الإسراع من الجهود التي تهدف لإنهاء المصالحة، وأشارت الصحيفة إلى أن البعض رأى أن الحادث سوق يجعل مصر تكثّف من مجهوداتها لإنهاء الانقسام بين فتح وحماس.

"اتهامات متسرعة"

وفي هذا السياق، قال محمد أبو سمرة، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن الهدف من الهجوم على موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله كان يهدف بالأساس إلى إنهاء جهود المصالحة التي قطعت فيها مصر شوطًا كبيرًا.

وأضاف في تصريحات خاصة لمصراوي، أنه رأى الكثير من الاتهامات التي تلقيها أطراف مختلفة في كل جانب، واعتبرها متسرعة وطالب بانتظار التحقيق الذي تجريه القوات الأمنية التابعة لحركة حماس في القطاع.

كما أشار إلى أن المستفيد الأول من الهجوم هو الاحتلال الإسرائيلي بالطبع، لكنه لم يُشر إلى أي طرف قد يكون وراء الأمر، معتبرًا أن استكمال الحمدالله لجولته وافتتاح محطة تحلية المياه دليلًا على أن الهجوم لن يؤثر بشكل كبير على جهود المصالحة.

بينما ذكر أحد أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح، أن الأمور عادت "إلى المربع صفر"، وأضاف العضو الذي لم يسمه موقع تايمز أوف إسرائيل: "نحن في أزمة حرجة جدًا، وسنحتاج إلى وقت لعلاج جراحها. الأمر يعود الآن إلى الجانبين حيث سيقرران إما تصعيد الموقف أو العمل على التهدئة". وأضاف: "نأمل ألا تُعلق مصر جهودها في الوساطة".

وتعمل مصر من أكثر من شهرين بشكل قوي على منع انهيار اتفاق المصالحة الذي تم الوصول إلى وتوقيعه في القاهرة خلال العام الماضي.

فيديو قد يعجبك: