بعد طلبها.. كيف يجري الأعلى للإعلام حوارًا مع "BBC"؟

القاهرة- مصراوي:

بعد إعلان "BBC" مناقشتها للسلطات المصرية فيما تبثه من أخبار، عقب التقرير الأخير الذي أذاعته، وأثار أزمة كبيرة، بشأن مزاعمها في التقرير بوجود ما أسمته الاختفاء القسري في مصر، قال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إنه بصدد تنظيم حوار بشأن تنظيم العمل الإعلامي، يحضره المراسلون الأجانب، وليس مراسلو "BBC" فقط.

جاء ذلك بعد أن أصدر النائب العام بيانا، أمس الأول، يأمر فيه السلطات باتخاذ إجراءات قانونية ضد وسائل الإعلام التي "تبث أخبارا أو بيانات أو إشاعات كاذبة".

من جانبه، قال جمال شوقي شاروبيم، عضو المجلس الأعلى للإعلام، إن الحوار الذي دعا إليه المجلس "مبدأ وليس جلسة" لتصحيح الصورة المصرية أمام وسائل الإعلام الأجنبية، بحيث يحضره المراسلون الأجانب بجانب BBCP لأنه يخص مصداقية الإعلام ككل.

وأضاف شوقي لـ"مصراوي"، اليوم الخميس، أن الإعلام الأجنبي تسبب في فقدان ثقة المواطن المصري فيما يبثه من تقارير تضر بمصداقية الإعلام وتضر بأمن الدولة في نفس الوقت، وللأسف يتعامل الإعلام الأجنبي مع المواطن المصري باعتباره محدود الذكاء، وهو أمر غير مقبول، ومن ثم فإن الحوار يمثل فتح نقاشات مطوّلة عن موقف الإعلام الأجنبي من مصر.

وعن إعلان BBC، أنها ستتواصل مع السلطات المصرية بشأن الشكوى المقدمة ضدها، قال: "نتمنى أن يكون بيانها سرعة استجابة، ونحن ننتظر منها سرعة تصحيح التقرير الخاطئ، ثم نبدأ بحوار لأن الحوار مطلوب في جميع الأحوال، لأن الـ"بي بي سي" كيان عريق، لكن في الفترة الأخيرة أخذ منحى غلّب مصالح دولته على المعايير الإعلامية، وغلّب رؤية شخصية على المعايير المهنية، فما ارتكبته بي بي سي يمثل جريمة إعلامية وليس خطأ فقط."

وأكد أن الحوار الذي دعا إليه المجلس يهم "بي بي سي" نفسها أكثر منا كمؤسسات إعلامية مصرية، لأن مصداقية الهيئة اهتزت كثيرًا، ووقعت في أخطاء جسيمة، والأمر أكبر من مجرد تقرير لكنه سياسة تنتهجها، بشكل يثير استياء المصريين ويضر بسمعتها في مصر، والتي أصبحت على غير المستوى الذي يليق بكيان إعلامي عريق مثلها.

وتابع شوقي: "من حق بي بي سي أن تدافع عن مصالح الدولة التي تنتمي إليها ومن واجبنا أن ندافع أيضًا عن وطننا والشعب المصري في حقه للحصول على معلومة صحيحة، ومن دورنا أن نتدخل بكل السبل الممكنة لمنع العبث الأجنبي في تشكيل الرأي العام المصري، لأن جميع دول العالم تحمي الرأي العام الخاص بها من أي تدخلات أجنبية، وهذه قاعدة أساسية في الإعلام الدولي."

وواصل شوقي: "من واجب الهيئات الإعلامية وفي مقدمتها المجلس أن يساند مطالب هيئة الاستعلامات في هذا الأمر، كما أن القانون يعطي صلاحيات عديدة للمجلس الأعلى في التصدي لأي تجاوزات قد تصدر عن البي بي سي أو غيرها فيما يخص الشأن المصري، والمجلس بدعوته للحوار في بيانه الرسمي الصادر أمس أمر يحسب له وننتظر قرار البي بي سي في هذا الشأن."

وكشف عن أنه في اجتماع المجلس أمس حرص رئيس المجلس على تبني لغة الحوار في البيان، وقال إن بي بي سي كيان إعلامي كبير يجب أن يتحلى بالشجاعة لتصحيح الخطأ الذي وقع به.

وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، قال إنه تابع باهتمام بالغ تطورات التقارير الأخيرة التي بثتها قناة الـ B.B.C عن الأوضاع في مصر.

ودعا المجلس بصفته السلطة المختصة بحكم الدستور والقانون عن البث الإعلامي الفضائي والمعايير الإعلامية، إدارة الـ B.B.C إلى ضرورة الرد بشكل سريع على الاعتراضات التي أبدتها هيئة الإستعلامات والتي اتسمت بالموضوعية وأيدتها بالأسانيد، وأكد المجلس أن هيئة الاستعلامات المصرية استطاعت بالفعل أن تؤكد عدم مهنية الـ B.B.C في هذه القضية، لذا يدعو المجلس هيئة الإذاعة البريطانية إلى مراجعة موقفها وتصحيحه بشكل لائق.

وفي نفس الوقت أبدى المجلس استعداده لإجراء حوار بين الـ B.B.C وبين الإعلام المصري، إذا رغبت في ذلك – حرصًا منا على حقوق الإعلام في متابعة ما يدور داخل البلاد وحرصاً أيضاً على دور هيئة الاستعلامات في متابعة مدى الالتزام بالمعايير المهنية والقانونية المتبعة.