لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عبدالرحمن الشرقاوي.. فارس الكلمة (بروفايل)

03:26 ص الأحد 07 يناير 2018

الكاتب الكبير الراحل عبدالرحمن الشرقاوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد عاطف:

"اذكرو أن جميلة لم تكن إلا فتاة كملايين سواها.. لم تكن تحلم إلا أن تعيش كملايين البنات.. ثم تغدو بعد هذا زوجة تمنح الأرض صغارا طيبين مثلها"، هذا نموذج من الكلمات التي أبدعها الكاتب الكبير والشاعر والأديب والصحفي والمفكر الإسلامي الراحل عبدالرحمن الشرقاوي، في مجال المسرح، كمقدمة لمسرحية "مأساة جميلة"، التي تتناول السيرة الذاتية للمناضلة الجزائرية جميلة بوحريد.

ومازالت المسرحية، تحتل مكانًا عميقًا من الإبداع والوجدان المصري والعربي، ثم تحولت إلى عمل سينمائي كتب "الشرقاوي" السيناريو له أيضًا.

مسرحية "مأساة جميلة" كانت كلمة السر في اختيار "الشرقاوي"، شخصية للدورة التاسعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، التي تنطلق فعالياتها أواخر الشهر الجاري، لما لهذه المسرحية من مكانة كبيرة لدى الجزائر، باعتبارها الدولة ضيف شرف الدورة الجديدة، ونجح الشرقاوي في التعبير عن أيقونة المقاومة الجزائرية "جميله".

وُلِد عبد الرحمن الشرقاوي، في 10 نوفمبر 1920 بقرية الدلاتون محافظة المنوفية، وبدأ تعليمه في كتاب القرية ثم انتقل إلى المدارس الحكومية حتى تخرج في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول عام 1943.

ترك الشرقاوي المحاماة بعد فترة واتجه إلى الأدب، وبدأت موهبته من خلال ابنه البكر وهو "الشعر" الذي أجاده وتميز فيه وظل عاملا مشتركا في جميع أعماله، وكان يحفظ الكثير من المعلقات إلى أن تأثر بمقوله أستاذه عباس العقاد الذي نصح الشعراء الشباب وقتها بألا يضيعوا وقتهم في الحفظ، فأبت ذاكرته أن تحفظ أي أبيات من الشعر حتى الأشعار التي نظمها هو نفسه.

كان الشرقاوي يرى أن الشعر والآداب تراجعت في العالم كله وليس في مصر والعالم العربي فقط، وأن هناك إفلاسًا وانحسارًا للأدب العالمي كما ذكر بعض الكتاب الأمريكيين، مؤكدًا أن هناك أجيالا قادمة من المثقفين والكتاب سيكون لهم أدوار كبيرة في الأوساط الأدبية وهو ما كان.

ذروة إبداع الشرقاوي تمثل في ملحمة "الحسين ثائرًا وشهيدًا"، التي اكتسبت مكانتها من الجدل الذي مازال يثار حولها حتى يومنا بعد أن فشل المخرجون في تقديمها رغم افتتانهم بها ووقعوهم أسرى لها، إلا أن تجسيد شخصية الحسين حال دون الموافقة على المسرحية، وخلالها تمكن الشرقاوي أن ينطلق ويحلق بالكلمة البلاغية نحو الإبداع والسمو المشحون بالعاطفة، كما عالج موضوعًا تاريخيًا شغل بال كل الأحرار الذين اتخذوه طريقا للخلاص على مر الأجيال.

وتوقف دون تجسيد على خشبة المسرح على الرغم أن أشهر مقطع منها مازال يجد من يردده في كل مناسبة باعتباره واحدًا من أشهر المقاطع بكلاسيكيات المسرح العربي، وكثيرًا ما تجد ممثلًا مسرحيًا يستدل على أهمية الكلمة قائلا: "أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة في كلمة، دخول النار على كلمه، وقضاء الله هو كلمه، الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور، الكلمة نور، بعض الكلمات قبور، وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري، الكلمة فرقان بين نبي وبغي، الكلمة حصن الحرية، إن الكلمة مسؤولية، إن الرجل هو كلمة".

من أشهر أعماله مسرحية الحسين ثائرًا، ومسرحية الحسين شهيدًا، مأساة جميلة عن الجزائرية جميلة بوحريد ومسرحية الفتى مهران، والنسر الأحمر، وأحمد عرابي، أما في مجال التراجم الإسلامية، فكتب محمد رسول الحرية وعلي إمام المتقين، والفاروق عمر.

وشارك في سيناريو فيلم الرسالة بالاشتراك مع توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار.

وحصل "الشرقاوي" على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1974 والتي منحها له الرئيس السادات، كما منحه معها وسام الآداب والفنون من الطبقة الأولي، وتوفي الشرقاوي في 24 نوفمبر عام 1987م.

فيديو قد يعجبك: