بطريرك اللاتين السابق يحذر من بيع أراض الكنيسة الأرثوذكسية بالقدس لشركات إسرائيلية
الفاهرة - (مصراوي):
وجّه البطريرك ميشيل صبّاح، بطريرك اللاتين السابق، رسالة إلى الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين والأردن وإسرائيل، حذر فيها من مخطط إبرام صفقة بيع أراضٍ وقفية تابعة إلى الكنيسة الأرثوذكسية في مدينة القدس، وتقدر مساحتها بنحو 500 دونم، لشركات إسرائيلية، مشددًا على أن القضية ليست فقط أرثوذكسية وإنما "مسيحية وفلسطينية ووطنية".
وقال صبّاح- في رسالته -حصل مصراوي على نسخة منها-: "إلى إخوتي في الكنيسة لا يكون لي حق لمخاطبتكم، ولكن مرة ثانية أكرر أن القضية ليست فقط أرثوذكسية، فهي قضية مسيحية وفلسطينية ووطنية، واعتبر أن جميعنا كنيسة وجميعنا قلب واحد ينبض بروح واحدة في كنيسة الأرض المقدسة، وفي هذا الوطن الذي قضي فيه علينا حتى الآن بالموت وبالحرب، ونريد أن نجد في كنائسنا أمام هذا الموت المهدد لنا في كل لحظة روحا يسندنا ويمدنا بالحياة، وقد جاءت قضية بيع الأوقاف لتزيد من صعاب واقعنا الإنساني الكنسي والوطني".
وأضاف: "وبكل محبة للكنيسة الأرثوذكسية وجميع رؤسائها ومؤمنيها أتكلم، شاهدت الحلقتين في نقاش قضية بيع أوقاف الكنيسة، على قناة الميادين وعلى قناة "معًا"- بيت لحم، وفي كلتا المقابلتين تكلم رجال صادقون غيورون على الكنيسة وعلى الوطن، وعلى أرض الكنيسة وأرض الوطن التي تباع، ولكن بدا لي، وأرجو أن أكون مخطئًا، شَبَحُ واقع جديد خطير وهو شبح الانقسام بين مؤيّد لرئاسة الكنيسة ومعارض".
وتابع "كلُّنا مع ضرورة الحل لهذه القضية، وكلنا نرى أن كل الرؤساء الكنسيين والمدنيين يتحملون المسئولية لوجود الحل، ولوقف استنزاف الكنيسة والوطن، وأرجو أن نكون جميعًا على موقف واحد وهو أن الانقسام في الكنيسة ليس هو الحل على الإطلاق. نصيحتى، وكلنا قلب واحد، ووطن واحد، أن نبقى على رأي واحد، كما قال الرسول بولس: "أنَاشِدُكُم بِالمسِيح وَبِمَا فِي المحَبَّةِ مِن إقنَاعٍ، وَبِالمشَارَكَةِ فِي الرُّوحِ، وَبِالحَنَانِ وَالرَّأفَةِ أن تُتِمُّوا سُرُورِي بِأن تَكونُوا عَلَى رَأيٍ وَاحِدٍ وَمَحَبَّةٍ وَاحِدَةٍ وَقَلبٍ وَاحِدٍ وَفِكرٍ وَاحِدٍ" (فيلبي 2: 1-5)".
واختتم الرسالة: "أنا أرى أن السلطة المدنية في الأردن وفي فلسطين لم تقم بعد بما يمكن أن تقوم به للبت في هذه القضية، وهي المسئولة عن الوطن، والمسئولة عن كل ما هو "وطن" في روحانية الكنيسة. تسير في الطرق القانونية والسياسية والكنسية الممكنة، لوجود الحل، على أن تبقى الكنيسة الأرثوذكسية الجليلة واحدة، تحتضن وتشارك جميع أبنائها، وجميع أبنائها يجدون فيها غذاء الروح وقوة البقاء في الوطن. وفي هذه المرة، مع اشتداد الأزمة، أرجو التوصل إلى موقف حاسم يبعث روحًا جديدة في مواقف كل المسئولين في هذه القضية، الكنسيين والمدنيين، فيقدم الرؤساء الروحيون للمؤمنين في الكنيسة الواحدة غذاء الروح، ويوقفون بصورة نهائية كل أزمة في المستقبل بين الروح والمادة، وبين الكنيسة والوطن والمواطنين".
وذكرت جريدة الحياة اللندنية، أن ممثلي المجلس المركزي الأرثوذكسي الفلسطيني والشباب العربي الأرثوذكسي تعهدوا بمواصلة تحركهم لإلغاء صفقات بيع أملاك للكنيسة الأرثوذكسية في القدس أو تأجيرها لشركات استيطانية.
وأعلنوا في مؤتمر صحافي في بيت لحم أمس: "نؤكد سلمية نضالنا الأخير واستمراريته، ونؤكد أمامكم التزامنا مقاطعة البطريرك ثيوفيلوس ومجمعه وكل من يمثله"، متهمين البطريرك ثيوفيلوس ببيع أوقاف وعقارات تابعة للكنيسة الأرثوذكسية إلى شركات استيطانية، وعدم إبطال صفقات بيع وتأجير قام بها سلفه البطريرك إيرينيوس.
فيديو قد يعجبك: