لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- أسبلة القاهرة التاريخية بين الإغلاق والقمامة

11:52 ص السبت 05 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- نسمة فرج:

تصوير- أحمد طرانة:

رغم التطورات والترميمات التي تشهدها "القاهرة التاريخية" منذ عشرات السنوات إلا أن شبح الإهمال مازال يخيم على بعض الأماكن الأثرية والأسبلة، والمتمثل في تشيد أبنية ملاصقة مباشرةً للآثار، ما يعد انتهاكًا صريحًا لقانون حماية الآثار.

في درب القزازين المتفرع من شارع أم الغلام بحي الجمالية، يوجد عددٌ من الأسبلة الأثرية المغلقة، ويتلاصق بها أبنية سكنية، ومنها: "سبيل بازدار الأثري الذي أنشاه محمد أفندي البازدار عام (1640م - 1050ه)، بشارع الباب الأخضر بين الجامع الأزهر وجامع المشهد الحسيني، والذي كان يعلوه كُتاب وملحق بمسجد مندثر حالياً بالقمامة، بالإضافة إلى بناء مسرح خيال الظل التابع لوزارة الثقافة".

تقول أماني توفيق، لمصراوي، مدير قطاع آثار القاهرة التاريخية، إن مسرح خيال الظل حصل على موافقة مجلس الإدارة، لافتةً إلى أنه تابع للمجلس الأعلى للآثار، ومقام على أرض تابعة للوزارة.

وبحسب المادة الثانية من القرار (90) الصادر عام (2016)، والمنشور في الجريدة الرسمية لا يجوز أن يزيد ارتفاع المباني المجاورة للآثار (جار أول) عن ارتفاع الأثر المجاور، ويحتسب ارتفاع الأثر عند منسوب سطح جسم الأثر دون المآذن والقباب والدراوي والعرانس أو أي عناصر معمارية أخرى.

ويسري هذا الشرط، بموجب القرار، على المباني المواجهة للآثار أو المقابلة لها بحدٍ أدنى طول جزء المبنى المواجه للأثر، يزيد عن 20% من واجهة المبنى في حد ذاته، ويزيد عن 10% من طول واجهة الأثر، وذلك عندما يقل عرض الطريق الفاصل بين المبنى والأثر عن ثلثي ارتفاع الأثر، مع مراعاة أحكام قانون البناء ولائحته التنفيذية أيهما أقل في الارتفاع.

ويشار إلى أنه تم نقل سبيل بازدار من موقعه الأصلي بشارع الباب الأخضر إلى موقعه الحالي في درب القزازين بالجمالية، من قبل لجنة حفظ الآثار العربية، عندما قامت الحكومة بإعادة تنظيم ميدان جامع الشهيد الحسيني، وبناء مقر مشيخة الأزهر ما بين عامي 1933- 1934

وجاء بملف السبيل المحفوظ في أرشيف قطاع الآثار الإسلامية والقبطية أن السبيل خضع للترميم والإصلاح ضمن الآثار الإسلاميّة بحي الجمالية خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين.

وأوضحت مدير قطاع الآثار بالقاهرة التاريخية، أنها ملتزمة بقرارات الحكومة، خاصةً وأن مؤسسة أسوان للإنشاء والتعمير هي المسؤولة عن البناء واستلمت جميع مستحقاتها المالية من الوزارة، وجاري استنئناف العمل في مسرح خيال الظل.

وفي مقابل سبيل البازدار، يوجد سبيل إسماعيل، والذي أنشأه الأمير إسماعيل بن أحمد الشهير بالمغلوي سنة (1657م - 1068هـ)، ولكنه مغلق، فضلًا عن التصاق البنايات السكنية به مباشرةً.

وكان سبيل إسماعيل، نقل من موضعه القديم في رأس خان الخليلي غرب المشهد الحسيني إلى موقعه الحالي في درب القزازين بشارع المشهد الحسيني عام 1923م عند إنشاء المسجدين المجاورين.

ويعلو السبيل كُتاب ورواق كامل المنافع وملحق بمدفن وحوانيت جانبية، وتتخذ حجرة التسبيل شكلًا مستطيلًا، وبها شباكان أحدهما لتسبيل ماء الشرب مجاور لكتلة الدخول إلى السبيل مواجهًا لسبيل البازدار في الجهة الشمالية الشرقية والشباك الثاني للتسبيل يوجد في الواجهة الجنوبية الشرقية، وهذه الواجهة متداعية.

وتوضح مدير قطاع القاهرة التاريخية، فيما يخص سبيل إسماعيل، أن هذا السبيل يخضع للترميم واستغلاله من قبل التنمية الثقافية.

في يناير الماضي، أعلن محمد عبد العزيز، المشرف العام على القاهرة التاريخية عن تفاصيل مشروع التوظيف الحديث للأسبلة في القاهرة التاريخية، ويتضمن المشروع تحويل أنشطة المباني التاريخية التي كانت قديمًا تعرف بدورها في توفير المياه للمارة وسكان المنطقة إلى نوادى ثقافية، من خلال المشروع الذي أعدته وزارة الآثار، والذي يهدف إلى إعادة توظيف مباني "السبيل ـ والكُتّاب"، إلى أماكن خدمية.

وكان من المقرر توظيف سبيل إسماعيل مغلوى، كنادٍ ثقافي (أثر رقم 57)، حيث تم استغلال الدور الأرضي في السبيل في إيجاد غرفه أنشطة، كما سيتم إخلاء الجزء المستغل من السبيل كحضانة لتوسعة الفناء المكشوف للسبيل، ويواجه هذا سبيل إسماعيل، الـ"بازدار" المستخدم حالياً كناديٍ ثقافي أيضًا، حيث يمكن التنسيق بين المركزين في النشاطات.

أما عن المبنى الملاصق للسبيل، قالت أماني توفيق، مدير قطاع آثار القاهرة التاريخية، إنه تم بناؤه منذ السبعينات أي قبل صدور قانون حماية الآثار سنة 1983 وتم تعديله في 2010.

وعلى بعد أمتار من "إسماعيل"، والـ"بازدار" نجد سبيل أمين أفندي بن هيزع، الذي أنشأه السيّد على بن هيزع سنة (1646م - 1056هـ)، مغلق وأمامه قمامة

​وبجواره أغنام تعود ملكيتها لأحد سكان المنطقة.

ويعد سبيل ابن هيزع، هو أول سبيل قاهري عثماني مازال باقياً حتى الآن يحتوي على حجر المُصاصة الذي يُعرف باسم ششمه في اللغة التركية أي "عين"، وهو من العناصر المضافة إلى الأسبلة القاهريّة وهو تأثير وارد من الأناضول وهو عبارة عن لوح من الرخام أو الحجر مركب في أسفله بزبوز أو بزبوزين من النحاس يُركب في الواجهة الخارجية للسبيل ومتصل بحوض ماء كبير داخل السبيل لتغذيته بالماء.

وتوضح أماني توفيق، أن هذا السبيل وغيره من الأسبلة المغلقة بسبب الترميم وتبحث اللجان المشكلة الآن عن كيفية استغلالها بالشكل الذي يتناسب مع مكانتها وقيمتها.

وورد في محاضر جلسات لجنة حفظ الآثار العربية، أن السبيل يخضع لعملية ترميم وإصلاح والكشف عن صهريجه منذ السنوات الأخيرة للقرن العشرين في إطار مشروع تطوير الآثار الإسلامية بحي الجمالية وإحياء القاهرة التاريخية، ويتبع منطقة آثار شمال القاهرة ومسجل أثر برقم 23.​

فيديو قد يعجبك: