رسالة شاب زملكاوي من داخل "زنزانة بلا أبواب"

كتب - أحمد جمال:

كَتب زياد وحيد، أحد مشجعي الزمالك الذين يخضعون للمحاكمة العسكرية في قضية "أحداث برج العرب"، رسالة من داخل محبسه، يتحدث فيها عن خسارة طموحاته وأحلامه، مؤكداً أنه يواجه تهمة لا يعرف عنها شيئاً.

كانت قوات الأمن ألقت القبض على 236 مشجعاً، مساء 9 يوليو الماضي، عقب مباراة الزمالك وأهلي طرابلس الليبي، في بطولة دوري أبطال أفريقيا، التي أقيمت بملعب برج العرب بالإسكندرية، وجرى إحالتهم للمحاكمة العسكرية بتهمة "الإتلاف والتخريب العمدي، والتعدي على رجال الشرطة ومقاومتهم أثناء ممارسة عملهم"، ولم يصدر حكم بحقهم حتى الآن.

وإلى نص الرسالة:

ربما تكون تلك الكلمات هي آخر ما يربطني بكم، بعدما تحوّلت هويتي من طالب إلى مُتهم.
صرت أجلس وحيداً في زنزانة بلا أبواب أو ألوان، في سن الـ17، جلست وتحدثت مع من قَتل وخَطف، تحوّل مساري من كل الطرق إلى طريق واحد "فقط المحكمة العسكرية"!.

أقف في قفص الاتهام أمام القاضي ولا أدري ما هي تهمتي. اليوم لأول مرة أعلنها و بكل صراحة: لقد خسرت كل شيء. خسرت كل طموحاتي وأحلامي بعدما تحوّل كل شيء إلى جحيم.

توقفت ساعتي في اليوم التاسع من الشهر السابع عندما كنت أقف وحيداً أمام بوابة الاستاد أنتظر أخي وصديقي، وجدت من يجذبني نحوه بلا أية مقدمات أو سبب لأجد نفسي في مواجهة أكثر من 5 أشخاص، ولا أدري لماذا؟!.

لم أكن أدري ماذا يحدث قبل أن أجد قدم أحدهم ترتطم في صدري، فألقت بي أرضاً ليتغير كل شيء منذ ذلك الحين. لا تتركوا للحزن مكانا بداخلكم فجميعكم لم يلق من غدر الأيام إلا قليلاً. أشعر بقرب الموت ولا أرى غيره، وبصراحة أصبحت أشتهيه. إذا رحلت تذكّروني، تذكروا أنني في يوم من الأيام كنت بجانبكم قبل أن أقبع خلفكم بآلاف الأميال.

قد تكون أخر مرة أحدثكم فيها، لذلك أود شكركم جميعا يا من وقفتم بجانبي، ووقفت حياتكم من يوم وقعت في هذا المكان، وأشكر الله على وجودكم. لن أستطيع ذكر أسمائكم لأنني سأنسى الكثير.

أستودعكم وأودعكم. أما أن اصل لنهاية الطريق أو لنهايتي فلا فارق.