خبراء: 5 رسائل وراء حادث كنيسة مارمينا بحلوان
كتب - أحمد جمعة:
قبل أيام من الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيد، وفي خضم مناقشة الكونجرس الأمريكي مشروع قانون لحماية الأقباط في مصر، أطلق مسلحان النار على كنيسة مارمينا بحلوان، ما أسفر عن استشهاد 9 مواطنين بينهم شرطي، وإصابة 5 أخرين.
وقالت وزارة الداخلية في بيان عقب الحادث، إن المعلومات تشير إلى أن إرهابي استهدف اختراق النطاق الأمني للكنيسة من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير العبوة الناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين، إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حال دون ذلك.
وبرزت عدة دلالات ورسائل من وراء الحادث -بحسب خبراء ومسؤولين- دفعت الإرهابيين إلى تنفيذ تلك الجريمة.
"توقيت هذا الحادث أمر معتاد ومتوقع".. حسبما ذكر حلمي النمنم وزير الثقافة، حيث جاء بالتزامن مع أعياد الميلاد التي يحتفل فيها المسيحيون، موضحًا أن الجماعات المتطرفة أقدمت على هذا الحادث؛ اعتقادًا منها أن الكونجرس الأمريكي يمارس مزيدًا من الضغط على مصر بسببه، ويثبت الفكرة التي لديهم عن المسيحيين في مصر.
وأشار "النمنم" لمصراوي إلى أن "الإرهابيين اختاروا هذا التوقيت بعد حادث مسجد الروضة، الذي شهد هجوما مكثفا، وجاءت جميع ردود الفعل سلبية تجاهه، ومن هنا اتجهوا إلى استهداف الكنائس مرة أخرى؛ ليكتسبوا مزيدا من التعاطف لدى المؤيدين لهم، باعتبارهم يخوضون حربا مقدسة، لكن الأمن كان يقظًا، وعالج الأثر السلبي الذي تركه حادث الروضة".
ويرى محمد جمعة، الباحث في شئون الإرهاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن الجماعات الإرهابية تجدد طريقتها لتوظيف العامل الطائفي لضرب الساحة المصرية، موضحًا أن استهداف المدنيين بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص أصبح أحد أهم بنود الأهداف لهذه التنظيمات، وضرب الأقباط لإحداث فتنة طائفية.
وقال جمعة لمصراوي: "هذه خامس عملية تستهدف دور خلال 2017، وأتصور أن العمليات الإرهابية تمر حالياً بمنحنى دقيق جدا ويعملون على زيادة النشاط الإرهابي في العام المقبل"، مشيرًا إلى أن من بين دلالات هجوم كنيسة حلوان؛ تشتيت قوات الأمن في مواجهتهم وتعدد مسرح العمليات؛ فهم يهاجمون الجيش والشرطة في سيناء، ثم يستهدفون محطة تحصيل رسوم ببني سويف، وأخيرًا يفتحون النار على المسيحيين داخل كنيستهم.
وأوضح اللواء خالد خلف الله، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن الهجوم على الكنائس في هذا التوقيت ممنهج ومدروس وله أهداف وأجندات خارجية، منها لتصدير صورة سلبية عن الوضع الداخلي في مصر، وإفساد فرحة المصريين بالأعياد، كما أن مناقشة الكونجرس الأمريكي، لمشروع قانون لحماية الأقباط ليست بعيدة عن هذه الأحداث.
"نشر الفوضى في الدولة".. هكذا يرى اللواء أشرف أمين، مساعد وزير الداخلية السابق، دلالات هجوم كنيسة حلوان، موضحًا أن هذا الهجوم لا يندرج تحت خطط الذئاب المنفردة، التي أطلقها تنظيم داعش الإرهابي، لكنه حادث يهدف لإثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.
فيديو قد يعجبك: