لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الاحتباس الحراري".. مُهدد الثروة الداجنة في مصر - (تقرير)

11:11 م الخميس 02 يونيو 2016

الاحتباس الحراري".. مُهدد الثروة الداجنة في مصر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

كتب ـ مصطفى الجريتلي:

تتعرض عدد من محافظات مصر، خلال هذة الأيام لحالات متعددة لنفوق الدواجن؛ إثر الاحتباس الحراري، حسبما أعلن عدد من مُربي الدواجن وخبراء، مما أدى إلى خسارة العديد من التجار وعزوف آخرين عن التربية الفترة القادمة، وقلة المعروض ومن ثمّ ارتفاع الأسعار في السوق.

التربية العشوائية

يُعلل عبد الرحمن منصور، صاحب مزرعة دواجن في قرية البتانون بمحافظة المنوفية، ظاهرة نفوق الدواجن، بقوله: "التربية العشوائية للدواجن بتدمرنا وتحبسنا".

ويُشير منصور ـ في حديثه لـ "مصراوي"، إلى أنه تعرض لضربة قاسية هذا الموسم، فقد شهدت مزرعته نفوق 3500 داجنة من أصل 5000 رافضًا الإفصاح عن خسارته المادية: "مش أول مرة تحصلنا أنا شغال في المجال من 12 سنة لكن المرة دي كانت شديدة أنا هوقف كام شهر لحد ماعوض الخسارة، والمفروض الدولة توقف التربية لفترة لحد ماتظبط التربية العشوائية دي بتخرب الدنيا بالذات في المزارع اللي جنب بعض الفيروسات بتتنقل".

وينوه إلى وجود وحدة بيطرية بالقرية، ولكن يتقابل مع العاملين بها حال حاجته لفيتامينات أو أعلاف فقط: "المشكلة إن محدش من الوحدة البيطرية بيعدي على المزارع والتربية العشوائية منتشرة فتلاقي التسمين بيتربى مع البياض وده مينفعش لكن غياب الرقابة بتخلي كله يربي".

وعن الاستفسار حول قوله عن "موت قرابة ثلثي دواجنه بالرغم من اتباعه الأساليب السليمة"، قال: "المشكلة إن المرض بينتشر ممكن حد من مزرعة فيها تربية عشوائية ينقل مرض لمزرعة سليمة وده اللي حصل معايا بالإضافة إلى الاحتباس الحراري اللي حصل وكمان محدش بيمر من الطب البيطري فده مخلينا عُرضة لأمراض التربية العشوائية".

"السوق عرض وطلب"

علي الدهراوي، مدير بورصة الدواجن العمومية، يرى أن أسعار الدواجن في المزارع في الفترة القادمة سترتفع إلى 25 في المزارع لتصل إلى المستهلك بزيادة 4 أو 5 جنيهات: "المربي هو اللي بيخسر مش التاجر والسوق عرض وطلب ومتعرفش تتحكم فيه والمعروض قليل وأصحاب المزارع خسرانة فبتحاول تقلل خسارتها".

ويٌشير "الدهراوي"، ـ خلال حديثه لـمصراوي، إلى أن الحكومة قد تقلل السعر في حالة واحدة وهى استيرادها لدجاج من الخارج مجمد: "حتضرب المربي المحلي وده حيدمر الصناعة وكمان مافيش ناس كتير بتحب الدجاج المجمد"، ولكن قد تعمل الحكومة على متابعة التحصينات واللقحات خلال الشهرين القادمين إذا أردات المساعدة؛ حيث سيؤدي ذلك إلى ضبط الدورة القادمة للإنتاج ومن ثمّ تعويض الخسارة.

واستنكر مدير بورصة الدواجن، عدم الرقابة على الدواء واللقاحات البيطرية مثلما يحدث مع الأدوية البشرية، قائلاً: "الدواء اللي في السوق مغشوش هو واللقاحات.. إحنا بنجيب تحصينات ضد فيروس الجنبورة مثلاً فتُصاب الدواجن بالفيروس بدلاً من الوقاية منه وغيرها من التحصينات وهذه هى المشكلة الأكبر وليس الاحتباس الحراري.. الفيروس زي النار بياكل الدواجن".

ويلفت الإنتباه إلى أن إذا استمر تقاعس الحكومة في الرقابة على اللقاح وتخزينه والإشراف على المزارع ستتدمر تلك التجارة التي يعمل بها حوالي 5 مليون مواطن: "نص مربي الدواجن بيشتروا الكتكوت والتحصينات وغيرها (آجل) لحين البيع ثم يسدد المبلغ وفي حالة النفوق يتعرض لخسارة كبيرة تعرضه للسجن لكثرة الديون".

ارتفاع الدولار يُزيد الأزمة

كان للدكتور محمد بيومي، من الإدارة العامة للدواجن بالقليوبية، تفسير لذلك، حيث أشار إلى أن معظم الحالات الحالية لنفوق الدواجن ناتجة عن الاحتباس الحراري وحالات قليلة جدًا من فيروس IB، ولكن في فترات سابقة كانت ترجع لسرطان الدواجن وفيروس IB.

وأوضح "بيومي" خلال حديثه لـ "مصراوي"، أن نفوق الدواجن أدى لزيادة كبيرة في أسعار الدواجن؛ حيث وصلت لـ 27 و28 بالنسبة للكيلو الحي، منوهًا إلى انخفاض سعر الكتكوت من 7 جنيهات في الأسابيع الأخيرة لـ جنيهين اثنين فقط؛ لعزوف أصحاب المزارع عن شرائهم لعد رغبتهم في التربية حاليًا.

ونوه الطبيب بالإدارة لعامة للدواجن في القليوبية، إلى أن أسعار الأعلاف شهدت ارتفاعًا هى الأخرى لارتفاع أسعار الدولار؛ حيث وصل طن العلف إلى 5000 جنيه تقريبًا بزيادة 900 جنيه عن الأسابيع القليلة الماضية مما يزيد الوضع صعوبة.

وأوضح أنهم قاموا بعدة خطوات للتعامل مع الأزمة: "نزلنا لجان تحصينات وآخذنا عينات وأرسلناها لمعهد البحوث لعمل تحاليل لها، وعملنا تحصينات للمنطقة المصابة والمحيطة بها بالإضافة إلى الحضانات بشكل إجباري وقمنا بإرشادات بيطرية عن طرق الحماية والوقاية للدواجن".

كيف يتجنب المربي الاحتباس الحراري؟

الدكتور محمد نبيل علي، أستاذ تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أوضح أن كل عام يتم التحسين الوراثي لكل جيل من الدواجن فيتم جلب كتاكيت مُحسنة، "الفرخة بقت سريعة النمو واحتياجتها التسمينية أعلى".

وأشار أستاذ تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، خلال حديثه لـ "مصراوي"، إلى أن مربي الدواجن في مصر يعتمدون على التكيف لحماية الدواجن من الحر ووضع فيتامين c في الماء ووضع ثلج في خزانات العنابر بالإضافة إلى رفع العلافات من 6 ص حتى 6 مساءًا؛ حيث فترة الإجهاد الحراري :" لو جعان مقاومتك للحراة أعلى"، ثم وضع الطعام لها بعد السادسة مساءً.

ووجه الدكتور محمد نبيل علي، 3 نصائح لمربي الدواجن جاءت: "يجب العودة إلى كتالوج السلالة فكل منها لها الفيتامينات والاحتياجات الخاصة وحال عدم توافرها مع الإجهاد الحراري وغيرها من العوامل تموت، استخدام الخلاصات النباتية الطبيعية المعتمدة كمضادات للأكسدة؛ حيث تخلص الجسم من الشقوق الحارة التي تؤدي للوفاة وقد نجد تلك الخلاصات في "الزعتر والكمون..)، بالإضافة إلى وضع المياه الباردة في فصل الصيف بوضح الثلج في خزانات المياه ورفع العلافات خلال فترة الإجهاد الحراري واستخدام فيروس c و بيكربونات الصوديوم.

في الوقت الذي شدد فيه الدكتور ياسر الصيرفي، كبير أطباء البيطريين في المنصورة، على عدة نقاط أخرى يجب على مُربي الدواجن القيام بها في فصل الصيف تجنبًا لموت الدواجن بالاحتباس الحراري: "لابد من تقليل عدد الدواجن في العنبر فإذا كان يُربي 10 دجاجات في المتر مثلاُ فلابد من تخفيض عددهم على ذات المساحة، لذا لابد من وجود عنبر احتياطي يتم نقل الدواجن به، رش رزاز المياه بطريقة يعلمها المربي على الدواجن باستمرار بالإضافة إلى جدران العنبر من الخارج وتغير مياه الشرب باستمرار حتى لا تأخذ درجة حراراة العنبر، بالإضافة إلى عدم تربية دواجن مختلفة الأعمار في ذات العنبر حتى لايضرب الكبير الصغير منهم وزيادة عدد الغذايات والسقايات في العنبر حتى لايحدث افتراس بينهم".

وتعرض الكثير من أبناء قرية منصور لنفوق في الدواجن بسب الاحتباس الحراري ـ بحسب قوله ـ" في مننا اللي هيتحبس بسبب الخسارة اللي اتعرض لها وبيلف يجمع فلوس ويستلف الموضوع صعب وأكيد سعر الدواجن حيرتفع عشان الناس تعوض اللي خسرته وصغار التجار حيريحوا شوية لحد مايعوضوا الخسارة".

 

فيديو قد يعجبك: