أطفال نقابة الصحفيين.. قلوب صغيرة تعتصم ضد حبس الآباء -(صور)
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتب- محمد قاسم:
تصوير- علاء أحمد ومحمود بكار:
وسط جمع لشباب وفتيات وكهول الصحفيين وقفت أطفال، على سلالم نقابة الصحفيين في شارع عبد الخالق ثروت، تشارك في وقفة غاضبة تندد باقتحام الشرطة لمقر بيت الصحفيين حملت شعارين أولها إقالة وزير الداخلية، والإفراج عن الصحفيين المعتقلين.
في وجه مستدير يعلوه شعر قمحي مُهذَب، وملبس صيفي رماديٍ اللون، وقف "سيف" صاحب الـ15 عاما حاملا حقيبته، يهتف مع الجمع الغاضب لحادث الأحد الأسود. تقدمت نحوه فسألته فعرّفني بنفسه بأنه "سيف" الابن الأكبر للصحفي إبراهيم الدراوي المحبوس منذ عام 2013، المحكوم عليه بالمؤبد في قضية التخابر مع حماس المتهم الرئيسي فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي وعدد من القيادات الإخوانية، حضر برفقة والدته وأشقائه أربعة على سلالم النقابة العريقة للمطالبة بالإفراج عن أبيهم مثل أسر عدد من الصحفيين الآخرين.
يأتي "سيف" إلى مقر نقابة الصحفيين مع والدته، منذ أن كان بالصف الأول الإعدادي بعد القبض على أبيه بعد انتهاء استضافته كمحلل سياسي في حلقة ببرنامج الإعلامي تامر أمين، على قناة روتانا مصرية على خلفية سقوط مرسي، إذ تم اتهامه بقضية تخابر".
يضيف سيف المتابع جيدا لعمل والده، كصحفي بجريدة المصري اليوم، ثم مديرا لمركز الدراسات الفلسطينية، ومحلل سياسي للشئون الفلسطينية، أن أبيه كان يخرج ويدخل إلى فلسطين في مهمات عمل منذ عام 2006، دون أن تعيقه السلطات وبإذن من السلطات والمخابرات الحربية فكيف يلاقي هذا الحكم القاسي والحبس لمجرد أن كان يخرج ليقول رأيه بحكم مهنته وعمله، وفي قنوات مؤيدة للسلطات قبل المعارضة.
خلال الأعوام الثلاث الماضي، وجد " سيف" نفسه مضطرًا لحضور مؤتمرات ووقفات تفاوتت سواء بعد مقتل الصحفية ميادة أشرف، مرورا بحالات الاعتداء على الصحفيين والقبض عليهم من آن لآخر، نهاية باعتصامه مع أسر صحفيين آخرين محبوسين على أمل الإفراج عن والده.
بمجرد أن تدخل نقابة الصحفيين في ركنها الأيسر حيث مدخل قاعة كبار الزوار، يجلس سيف وبجواره والدته وشقيقته "رُبىَ"، وأشقائه "متصم - معتز - جواد"، ويرافقهم في الاعتصام أسر أمثال زوجة الصحفي مسعد البربري، حسن القباني، ومجدي حسين، هشام جعفر وشوكان، وغيرهم. فتجد اللافتات بجانبهم تحمل صور ذويهم، ويعلم الجميع تجمعهم، ويجلس معهم بين الحين والآخر أعضاء مجلس النقابة أمثال محمد عبد القدوس، وخالد البلشي، وإبراهيم عليوة.
في 9 إبريل، أصدرت رابطة "الحرية للصحفيين" بيانا قالت فيه "جئنا اليوم بعد 3 أعوام وكلنا أمل أن يسفر تحرك مجلس نقابة الصحفيين عن حرية 90 صحفي معتقلا من ذوينا، ولا تتبخر وعودهم كما تبخرت مع الجمعية العمومية السابقة"، ودخلت اعتصاما بالتزامن مع حفل النقابة بعيدها الماسي والعام 75 على إنشائها".
"إلا أن أسر الصحفيين علقت اعتصامها يوم 19 إبريل، في انتظار تحقيق ووعود بالسعي للافراج عن جموع الصحفيين المحبوسين، مثل آخرين عفا عنهم الرئيس السيسي. ولأن قضية والده أجبرته على المتابعة، يقول الفتى "لولا ارتباط والدي مع الرئيس الأسبق مرسي في قضية واحدة، لخرج مثل صحفيي الجزيرة مثل "محمد فهمي"، لكنه لا زال يمتلك الثقة في أن والده سيعود للمنزل قريبا".
الدروس منعت سيف من المشاركة مع والدته أكثر من مرة، لكن المذاكرة لم تمنعه فالكتب في حقيبته بجانب الكرة للتسلية مع الصحافيين الشباب وقت الاعتصام فالمترددين من الصحفيين الشباب على النقابة يداعبوه بمجرد أن يعلموا اسم والده كصحفي محبوس ظهر ذات مرة في جلسة المحاكمة يضع لاصق على فمه والتقطته عدسات المصورين قبل أن تنطق محكمة الجنايات برئاسة المستشار شعبان الشامي بالمؤبد، ولم تمنعه الشرطة المحاصرة لشارع النقابة فقد وصل إلى سلالم النقابة قبل أن تضع الشرطة متاريسها منذ بدء الحصار.
رغم ما يراه الطفل من اقتحام للنقابة أو تضييق، إلا أن رغبته في العمل الصحفي زادت بعد القبض على والده، فوعده الأب بإنشاء مجلة للأطفال يكون هو أحد صحفييها أثناء إحدى زياراته له التي تتم كل 15 يوما في سجن طرة.
ضاعف اعتصام الصحفيين خلال اليومين الماضيين، أمل سيف في الإفراج عن والده، بعدما حل مطلب الإفراج عن جميع الصحفيين ثانيا على إقالة وزير الداخلية، فيما زادت على رابطة "الحرية للصحفيين.. أسر الصحفيين المعتقلين" أسرتين جديدتين لعمرو بدر ومحمود السقا بعد اقتحام الشرطة الأخير. "أملي في ربنا ومجلس النقابة كبير كي يشهد أبي إنهائي مرحلة الإعدادية إلى الثانوية" يختتم سيف حديثه لمصراوي.
وبين أجواء مشحونة وصمت الترقب، ينتظر أسر الصحفيون ما تسفر عنه الجمعية العمومية للنقابة غدا، على أن يكون المطلب الثاني بالإفراج عن الصحفيين، جديا مثل المطلب الذي تصدر صفحات الصحف إقالة وزير الداخلية.
وبين هتافات هنا وهناك تنديدا باقتحام الشرطة للنقابة، دخلت "رُبىَ" 10 سنوات، شقيقة سيف الصغرى، مرتدية تيشرت أبيض مطبوع عليه صورة والدها مصحوبة بعبارة"الصحافة ليست جريمة" متقدمة المصطفين على سلالم النقابة، انتهزت فرصة خفوت الهتافات حاملة ورقتها وقلمها لتهتف في الجمع الحاضر "أكتب على حيطة الزنزانة .. حبس الصحفي عار وخيانة".
فيديو قد يعجبك: