خلال الـ24 ساعة الماضية.. ماذا فعلت الدول الكبرى لحل لغز الطائرة المصرية؟
كتب - محمود أحمد:
منذ إعلان القوات المسلحة المصرية في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، عن العثور على أجزاء من حطام الطائرة "إيرباص 320" التابعة لشركة مصر للطيران وبعض المتعلقات الخاصة بركاب الطائرة التي اختفت فجر أمس الأول الخميس وعلى متنها 66 شخصًا، وهي في طريقها إلى القاهرة عائدة من باريس، بمنطقة شمال الإسكندرية على مسافة 290 كيلومترًا، وسارعت عدة دول كبرى وعلى رأسها روسيا وأمريكا وفرنسا، لتكثيف عمليات البحث عبر طرق مختلفة وأساليب جديدة بالاعتماد على القمر الصناعي والاستشعار عن بعد والموجات الصوتية بعيدًا عن الطرق التقليدية.
لا يزال البحث جارياً
في الوقت الذي صرحت فيه شركة مصر للطيران بأن القوات المسلحة والبحرية المصرية تمكنت من انتشال المزيد من حطام الطائرة وبعض من متعلقات الركاب والأشلاء والحقائب ومقاعد الطائرة، وأن لا يزال البحث جاريًا، مؤكدةً أن مركز أزمات الشركة، يتابع تطورات الموقف أولًا بأول، وسيُعلن كافة التفاصيل فور ورودها.
اللجوء للأقمار الصناعية
ولجأت روسيا بعدها، بحسب ما أعلن فاليري زايتشكو، رئيس قسم المنظومات الفضائية في وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، مساء الجمعة، أن الأقمار الصناعية الروسية وأقمار الاستشعار عن بعد، تبحث عن مكان تحطم الطائرة المصرية التابعة لشركة مصر للطيران.
وأوضح زايتشكو - في تصريحات بثتها وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية - أن الأقمار الصناعية تقوم بالتقاط الصور في العديد من المواقع المحتملة لسقوط الطائرة المصرية، بهدف العثور على حطام الطائرة وقوارب النجاة والسترات، وقد يكون هناك بعض الأماكن التي يتواجد فيها الوقود الخاصة بالطائرة، لافتا إلى أنه سيتم إرسال هذه الصور إلى المركز الوطني الروسي لإدارة الأزمة، وسيجري تحليلها.
الموجات صوتية
بينما تخلت فرنسا عن عمليات البحث التقليدية في البحر المتوسط، ودفعت بسفينة ضخمة للقوات البحرية الفرنسية للمشاركة في عمليات البحث عن آثار طائرة مصر للطيران المنكوبة، وصندوقيها الأسودين. ووفقًا لوكالة اسوشيتد برس الأمريكية، فقد تم تجهيز السفينة التي يصل طولها إلى 80 مترًا (262 قدمًا)، بجهاز موجات صوتية للتعرّف على الأصوات في موقع الحادث تحت الماء، لمُطابقتها بأصوات قُمرة قيادة الطائرة المنكوبة ومُسجّلاتها.
وقالت البحرية الفرنسية، إن السفينة وطاقَمها المُكوّن من 90 فردًا سيستغرقون من يومين إلى ثلاثة أيام للوصول إلى منطقة البحث، في منتصف المسافة بين مدينة الإسكندرية وجزيرة كريت اليونانية.
يُحتمل أن تستغرق بعض الوقت - بعد وصولها- للعثور على أي مُسجّلات، إذ يتراوح عُمق الماء من 8 آلاف إلى 10 آلاف قدمًا (2440 إلى 3050 مترًا)، في المِنطقة التي يُعتقد أن تكون قد سقطت بها الطائرة المنكوبة.
بقعة النفط
من جانبها، أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية - - أن رادار القمر الصناعي (سانتينال 1A) رصد بقعة نفط في البحر المتوسط، قرب موقع تحطم الطائرة المصرية التي فقدت فجر أمس بينما كانت عائدة من باريس إلى القاهرة وعلى متنها 66 شخصا.
وأوضحت الوكالة - التي تتخذ من باريس مقرا لها - إن القمر الصناعي التقط تلك الصورة أمس (الساعة 16 بتوقيت جرينتش)، مشيرة إلى أن بقعة النفط التي يبلغ طولها 2 كم تم رصدها على بعد 40 كم جنوب شرق أخر موقع للطائرة. وأنها أرسلت هذه الصورة للسلطات المعنية لتسهيل عمليات البحث، مؤكدة أنه بالرغم من عدم وجود ضمانات بأن هذه البقعة تابعة للطائرة المصرية، إلا أن المعلومة قد تكون مفيدة في عمليات البحث الجارية.
وأفادت الوكالة أن قمرا صناعيا آخر تابع لها سوف يمر فوق موقع البقعة المكتشفة - الأحد المقبل - وأنه سيتم دراسة الصور التي سيتم توفيرها للوصول لأي دلائل حول مصير الطائرة المفقودة.
حاملة الطائرات الأمريكية
وبحسب جيف دايفيس المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ، إن الجيش الأمريكي أرسل طائراته إلى الموقع الذي يعتقد أن الطائرة تحطمت فيه، كما ذكرت وكالة اسوشيتد برس. وأن حاملة الطائرات أوريون بي-3 التابعة للقوات البحرية الأمريكية في قاعدة سيونيلا البحرية الجوية في صقلية بإيطاليا تقوم بعمليات البحث.
وأضاف أن طلعة جوية انطلقت الخميس وانطلقت طلعتان جويتان الجمعة. وأن طائرات تركية ويونانية وفرنسية وفرطاقة يونانية ودوريات أمريكية ومصرية، تشارك في العثور على الطائرة.
تحقيقات شارل ديجول
وفي محاولة للعثور على أي معلومات من داخل مطار شار ديجول الذي خرجت منه الطائرة، بدأ مُحقّقو الطيران الفرنسي، تحقيقاتهم باستجواب الطاقم الأرضي بالمطار ، ممن كانوا على صلة مباشرة أو غير مباشرة برحلة مصر للطيران رقم 804، التي أقلعت مساء الأربعاء من باريس وسقطت في مياه البحر المتوسط، وفقًا لمسؤول قضائي فرنسي.
وحسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، فإن الطاقم الأرضي للمطار يضم كل من يعمل على متن الطائرة أو يتعامل مع البضائع التي تُحمّل بها، بما في ذلك عُمّال نقل الحقائب، عُمّال الصيانة، حراس الأمن، ويحمل كل منهم "شارات حمراء" تمنحهم صلاحية الوصول إلى المناطق المحظورة بالمطار.
تُمنح تلك الشارات من جانب السلطات المحلية وليس المطار، وتستمر صلاحيّتها لمدة 3 سنوات، وقد شهد العام الماضي سحب العشرات من الشارات الحمراء بسبب ظاهرة "التطرّف". كما يفحص المحققون قائمة رُكّاب الطائرة المنكوبة، وطاقمها، للبحث عن تسجيلات إجرامية أو ذات صلة بقوائم مُراقبة الإرهاب.
فيديو قد يعجبك: