صباحي يشرح: كيف يحقق نقل تبعية الجزيرتين "مشروع صهيوني قديم" يؤثر على قناة السويس
كتبت- عبير القاضي:
علّق حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، على قرار تبعية جزيرتي صنافير وتيران، للمملكة العربية السعودية، قائلًا: "هنا مربط الفرس، لاحظ فرق المسافة على الخريطة بين البحر الميت والبحر المتوسط وهى أقصر منها بينه وخليج العقبة وأبعد عن حدود مصر وفلسطين".
وقال صباحي، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اليوم الأحد، "إن هذا هو المسار المرجح لقناة البحار وهى مشروع صهيوني قديم إذا تحقق فقدت قناة السويس أهميتها الاستراتيجية وفقدنا عائدها وأثرها الاستراتيجي، لكن قناة البحار الصهيونية لا قيمة لها مهما انفقوا من مليارات مادام الوصول إليها مستحيل إلا عبر ممر واحد فقط هو مضيق تيران، وهو ممر ملاحي مصري تمامًا لأنه يقع داخل إقليم الدولة المصرية بين سيناء المصرية وتيران المصرية رغم ما ذكرته نصوص كامب ديفيد من وصفه بالممر الدولي لأن عبوره يبقى مشروطا بالعبور الآمن البريء".
كانت قد وقع الأردن وإسرائيل الخميس 26 فبراير اتفاقا لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع بناء قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت الذي قد تجف مياهه بحلول عام 2050.
كانت أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" بأنه تم توقيع اتفاق تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع "استكمالا لمذكرة تفاهم وقعت في واشنطن في ديسمبر 2013، مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحضور دولي رفيع المستوى".
وأضاف مؤسس التيار الشعبي، "أنه بالقطع لن يكون تشغيل قناة البحار الصهيونية وضرب قناة السويس المصرية وتحويلها إلى حمام سباحة ونزع أهميتها استراتيجيا وتضييع عائدها وهو خسارة فادحة لاقتصاد مصر وضربة موجعة لأمنها القومي لن يكون هذا كله آمنا ولا بريئا مما يعطى مصر الحق في منع المرور من مضيق تيران حماية لمصالحها ودفاعا عن حقها وأمنها".
وتساءل صباحي: "هل ينفق الصهاينة 11 مليار دولار لوصل خليج العقبة بالبحر الميت، ثم ينفقون اضعافها لوصل الميت بالأبيض المتوسط بينما مصر تمسك بهذا المشروع الصهيوني من رقبته عبر تحكمها في مضيق تيران الذى يقع داخل أراضيها وتحت سيادتها؟" مضيفًا: "بالطبع لا، لأن مصر هي مصر مهما تكالب عليها أعداء أقوياء وحكام ضعاف وكبلوها باتفاقيات مهينة مثل كامب ديفيد، لهذا لن تأمن لنا (إسرائيل ) أبدا".
وتابع قائلا :"من هنا كان الهدف الصهيوني هو نزع مضيق تيران من يد مصر، فك اليد المصرية عن رقبة قناة البحار الصهيونية، الصراع إذن على تيران ليس مجرد صراع على قطعة أرض وهذا وحده كاف لخوضه صيانة لاستقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه، لكنه أيضا صراع على ماء الوطن وسيادتنا على مياهنا الإقليمية وهذا أخطر وأشد وبالا على امننا واقتصادنا ومصالحنا الحيوية ودورنا الإقليمي ووزننا الدولي، إذا مرت هذه الاتفاقية المهينة لترسيم الحدود البحرية فنحن لا نفرط فقط في الأرض والكرامة والأمن بل نفرط في المصالح الاقتصادية، نفرط في قناة السويس، وما أدراك ما قناة السويس".
وحذر صباحي المواطنين قائلا :"ننبه إخوتنا في الوطن الذين يوافقون السلطة لأنهم مازالوا يثقون فيها أن الصراع الآن ليس على سلطة أو حكم أو نفوذ بين المصريين وهو أيضا ليس صراع مع إخوتنا شعب السعودية الشقيق بل هو صراع بين مصر كلها وبين العدو الصهيوني، أنه صراع بين قناة السويس المصرية وقناة البحار الصهيونية، هذا المنطقة الجيوسياسية في قلب العالم لا تتسع لمشروعين ولا تتسع لقناتين".
واستكمل :"إما أن تكون مع مصر والعروبة وقناة السويس المصرية، أو تكون مع العدو الصهيوني وقناة البحار الصهيونية، لقد آن لكل مصري وعربي أن يدخل في الحساب أو يسقط من كل حساب".
وفي ديسمبر 2013 وقعت السلطة الفلسطينية والأردن وإسرائيل في مقر البنك الدولي في واشنطن، اتفاقا لتقاسم موارد المياه وبناء محطة تحلية على خليج العقبة ودراسة مد خط أنابيب يربط البحر الميت بالأحمر.
وقال وزير المياه والري الأردني حازم الناصر إن "الأردن سيبدأ خلال الأسابيع المقبلة تحضير وثائق عطاء مشروع ناقل البحر الأحمر – البحر الميت تمهيدا لطرحه للتنفيذ خلال العام الحالي".
وبحسب الناصر فإنه سيتم سحب 300 مليون متر مكعب سنويا من مياه البحر الأحمر في المرحلة الأولى لتصل إلى 2 مليار متر مكعب سنويا بعد استكمال المراحل المستقبلية للمشروع الذي سيوفر للجانب الفلسطيني 30 مليون متر مكعب من المياه المحلاة الصالحة للشرب سنويا.
كما سيجري "تنفيذ خط ناقل لتزويد العقبة (325 كم جنوب عمان) بطول 22 كلم وخط آخر إلى الجانب الاسرائيلي بطول 4 كلم مع بناء محطتي رفع لضخ المياه الناتجة" إلى البحر الميت.
وحضر توقيع الاتفاق ممثلون عن البنك الدولي والولايات المتحدة الأمريكية.
وكان البنك الدولي قدر كلفة المشروع بحوالي 11 مليار دولار.
وأعلن الأردن في أغسطس 2013 أنه سيمضي قدما في تنفيذ المشروع بهدف منع جفاف البحر الميت، البحيرة الطبيعية الأكثر ملوحة على سطح الأرض والأكثر انخفاضا في العالم، إضافة إلى تأمين مياه محلاة للمملكة التي تعد من أكثر عشر دول في العالم افتقارا للمياه.
فيديو قد يعجبك: