شيخ الأزهر: تجار الحروب برعوا في استغلال الدين كوقود للقتل والدمار
القاهرة - (أ ش أ):
قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، إن "المستفيدين من الحروب برعوا في استغلال الدين كوقود يضمن اشْتعال الحرب واستمرار الخراب والدمار، خاصة في منطقة العالم العربي والإسلامي".
وأضاف الطيب - في كلمة أمام ملتقى "مقومات السلام في الأديان" بجامعة مونست الألمانية، وحصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منها، اليوم الخميس - أن "الإسلام - أَو الأديان - لا يمكن بِحال من الأَحوال أَن يكون من وراء هذا الجحِيم الَذي اندلع وفقَد السيطَرة عليه"، لافتًا إلى أن "الأديان السماوية ما نزلَت إلا لترسِم للإنسان طَريق السعادة في الدنيَا والآخِرة، وتعلمه قيم الرحمة والحق والخير، وأن الله كرمه على سائر الكائنات الأخرى، واتخذه خليفَة له على الأرض، وحرم دمه وماله وعرضه".
وبين أنه "إذا سمعتم أو قَرأتم أن دينا من الأديان السماوية سمح بِإراقة الدماء واغتيال الحقوق، فاعلموا أن ها هنا تدليسا في تصوير حقيقَة هذا الدين".
وأعرب عن أسفه الشديد في اشتعال الحِزام العربي والإسلامي، بهذا النوع من الحروب الجدِيدة، "حيث لا يتوجه الصراع المسلَح فيهَ إلى عدو خارجي، بل يرتد إلى الداخِل بين أبناء الوطَن الواحد والشعب الواحِد، بعد أَن تمهد الأرض وتفرش بِبؤر التوتر المذهبِي، والنزاع العرقي والطِائِفي، وتصدر الأسلحة لأطْراف الصراع، لتبدأ بعد ذلك حروب ضارِية تأتي على الأَخضر واليابِس".
وتابع قائلًا: "يجب أن نبحث عن أسباب غياب السلام في هذا الخلل المقنن بين ضفتي المتوسط، وسلوك الحضارات الكبرى المعاصرة التي لا تجد بأسا في اختراع عدو موهوم، تدِير عليه رحى الحرب وتصدر له الصراع بعيدا عن أراضيها حتى تظفر هي بِوحدة الصف وبِسلامها الاجتماعي الداخلي في مواجهة عدوها الخارِجي".
وأوضح شيخ الأزهر،، أن "هذه التَعقيدات الدولية، والَتي أشرت إلى بعض انعكاساتها السلبِية مسؤولَة عن كثير أو قَليل من معاناة العالم العربِي والعالم الإسلامي الآن"، معربا عن أمله في أن تتولى مؤسسة الأمم المتحدة، التي أنشئت من أجلِ حفظ الأَمن والسلام الدوليين، المساهمة في احتِواء مشكلات الشرق الأَوسط ومحاصرة نيرانه وإنقاذ الأرامل والثَـكالى واليتامى الذين لا ناقةَ لهم ولا جمل مِن وراء هذا الصراع".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: