لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ننشر نص كلمة السيسي بالجلسة الختامية للقاء الشهري الأول بالشباب

11:45 م السبت 10 ديسمبر 2016

الرئيس عبد الفتاح السيسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - مصطفى المنشاوي:

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم في الجلسة الختامية للمؤتمر الدوري الأول للشباب، حيث قام بتكريم عدد من الشباب الذين تميزوا في مجالات مختلفة.

وفي ختام المؤتمر طلب الرئيس من الحضور الوقوف دقيقة تحيةً وتقديرًا لشعب مصر العظيم في ضوء ما تحمله خلال الفترة الماضية من ظروف صعبة وحفاظه على مصر من الضياع، وما أبداه من عزة وكرامة وكبرياء بلا كبر، الذى أثبت بلا أدنى شك أنه شعب عبقرى وصانع للحضارة وقادر على الصمود ومواجهة التحدى.

واستهل الرئيس حديثة قائلًا، " أتحدث إليكم وأنتم تمثلون مختلف أطياف ورموز المجتمع المصري وممثلي مؤسساته المختلفة وفي نهاية يوم ذي طابع مصري منفرد، مارسنا خلاله فضيلة الحوار، تناقشنا واستمعنا لبعضنا البعض وتبادلنا الرؤى بكل شفافية وفى إطار من الوطنية من أجل تحقيق الغايات العليا لمصرنا الحبيبة التى تجمعنا على العمل من أجلها بكل تجرد وإخلاص وكان شبابنا هم درة اليوم كما عهدناهم دائما ممتلئين حماسة ونقاء".

وتابع: "إننى لا أذيع سرًا إن أعلنتها لكم بأننى أكون فى منتهى السعادة وأنا وسط أبنائى وبناتى شباب مصر أملها ومستقبلها، أستمع إليهم وأدون ما يقترحونه من ملاحظات وتوصيات، وأؤكد لكم جميعا أننا حققنا مكتسبا هاما بهذا الملتقى الجامع للحوار والذى كان من أهم نتائج المؤتمر الوطنى الأول للشباب، والذى انعقد بمدينة شرم الشيخ فى نهاية شهر أكتوبر الماضي.

وأكد "أن الصيغة الحوارية كانت ناشطة وفعالة للدولة المصرية، والتي نسعى بإرادة حقيقية للارتقاء بأداء مؤسساتها فى إطار من المدنية والديمقراطية الحديثة".

وقال: "السيدات والسادة شبابنا الوطنى المتحمس، لا يخفى على أحد حجم التحديات التى يواجهها الوطن على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والمجتمعية، فها نحن نواجه جماعات إرهابية ظلامية تسعى إلى خراب وتدمير الوطن وترتبط أيديولوجيا وماديا بقوى خارجية تسعى لبث الفوضى والعنف إقليميا من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابيـة فـى عدد من الدول المجاورة والتى تعانى من حالات اضطراب يسعى البعض لأن تطول مصرنا العزيزة وأيضا نواجه فسادا يحاول أن يعرقل كل جهود التنمية والتطوير ونحن عازمون بمشيئة الله ومن خلال استراتيجية منظمة للمضى قدما نحو القضاء على مسبباته من خلال تكثيف جهود الأجهزة الرقابية، وكذلك من خلال توسيع نطـاق الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة وتطوير المنظومة التشريعية والقانونية".

ولفت إلى "أن الدولة تواجه تحديات اقتصادية ضخمة نتجت عن مسببات عديـدة تراكمت على مدار عقود وأدت إلى ارتفاع حجم الديـن العام وازدياد مطرد فى عجز الموازنة وانخفاض الناتج القومى وتراجع حجم الصادرات إلى الخارج وانكماش قاعدة الإنتاج الصناعى والزراعى وتراجع فى القطاع السياحى، ولذلك كانت المواجهة حتمية تفرضها علينا المسئولية السياسية والضمير الوطنى والتجرد مــن أيـة اعتبارات إلا اعتبارات الصالح العام ومستقبل أبناء الوطن".

وأكد "أنه بناء على ما سبق فقد اتخذنا حزمة من الإجراءات الإصلاحية فـى مجال الاقتصاد تسعى إلى تحسين المؤشرات الاقتصادية وتحفيز مناخ الاستثمار وتهيئة البنية التحتية للدولة كى تكون مركزًا اقتصادياً إقليمياً وبما تنعكس آثاره إيجابياً على مستوى معيشة المواطن وعلى جودة الخدمات المقدمة إليه".

وتابع "إن العهد معكم كان الصدق والشفافية، فإننى أقـول لكم بكل صدق إن إجراءات الإصلاح الاقتصادي الأخيرة كانت تستلزم من القائمين على أمر هذا الوطن قدرًا من الشجاعة لاتخاذها، خاصة فـى ظل وجود بعض الآثار السلبية على المواطن، والحق أقول أيضًا إن معاناة المصريين أمر لا يمكن تجاهله أو إغفاله".

ولذا فقد كانت توجيهاتي للحكومة بضرورة اتخاذ مجموعة من إجراءات الحماية الاجتماعية بالتوازى مع إجراءات الإصلاح الاقتصادي، بحيث تضمن تخفيف حجم الآثار المجتمعية السلبية التي قد تعانى منها الطبقات الاجتماعية الأكثر تعرضًا لمخاطر الإصلاح من الطبقتين الفقيرة والمتوسطة.

وخاطب الرئيس أبناء الشعب المصري، "ما دفعني إلى السعى لحل هذه المعضلة هو هدفى الذى لا أحيد عنه بأن أرى هذا الوطن عظيمًا يليق بكم وبتضحياتكم، ولم أكن يوما أسعى إلى حصاد شعبية أو الحصول على تقدير، بقدر ما كان شاغلى وهمى الأول هو أن نقتحم مشكلاتنا المتراكمة وحلها بما يمليه علينا الواقع والضمير".

"وأظنكم - وظنى بكم يقين - بأنكم ستكونون على قدر المسئولية مثلما كنتم دائما واعين بما يحيق بالوطن من مخاطر وما يواجهه من مشكلات، بحسب قول الرئيس، مؤكدًا أن خط السياسة المصرية وثوابتها واضحا جليا للعالم كله منذ أن وليتمونى المسئولية، وهو أن علاقات مصر بكل دول العالم بصفة عامة ودول الجوار الإقليمى بصفة خاصة هى علاقات قائمة على الاحترام وتبادل المصالح وعدم التدخل فى الشئون المصرية الداخلية أو قيام مصر بالتدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة أيا ما كانت".

وقال الرئيس، "إن هذه المبادئ الحاكمة سر النجاحات المتحققة فى ملف السياسة الخارجية المصرية، والذى أعاد لمصر مكانتها السياسية إقليميا ودوليا، وأصبح صوت مصر وشعبها مسموعا فى كل العالم، لتعزيز هذه المكانة فإننى أؤكد للجميع داخل وخارج هذه القاعة بأن مصر الجديدة هى دولة مستقلة تحقق إرادتها السياسية النابعة من إرادة شعبها الحر وتؤمن بأن أحلامها ستصنع – فقط – بأيدى أبنائها، كما ستظل مصر تؤدى دورها التاريخى تجاه أشقائها العرب مؤمنة بأن الأمن العربى هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، وفى إطار من الشراكة الاستراتيجية والاحترام المتبادل".

ولفت إلى أن مصر تطمح إلى تعزيز علاقاتها مع كافة القوى الدولية، ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية والصين والاتحاد الأوروبى، وتنمية حجم التبادل التجارى وجذب الاستثمارات من كافة دول العالم، مضيفًا أنه يوجه حديثة إلى شعب مصر مباشرة دون وسيط، قائلا " ليس بينى وبين شباب مصر وسطاء، إنكم فى طليعة اهتمام الدولة المصرية أنتم الأمل فى صناعة الحاضر وأيقونة المستقبل الواعد للوطـن".

وأكد الرئيس على أن ما يتم على أرض مصر من إنجازات هو للشباب ولمستقبلهم، قائلا "بعزيمتكم نصنع سويا تاريخا مضافا لتاريخ أمتنا العظيم، مضيفًا أن توسيع نطاق مشاركتكم فى العمل العام فرض علينا وتهيئة المناخ اللازم لانطلاقكم، واجب تحتمه التركيبة الديموغرافية المصرية، والتى جعلت من أمتنا أمة شابة حقيقية. ولأننى على يقين بأن قضايا الشباب وطموحاته هى التى تشكل رؤية المستقبل وتصنع هوية الأمة.

وقال الرئيس، إنه وضع قضايا الشباب على رأس أولويات العمل الوطــنى، ويأتى فى مقدمتها قضايا التعليم والصحة والبطالة، والمشاركة السياسيــة وتجديــد الخطاب الدينى والثقافى، مؤكدًا أنه يمتلك الإرادة السياسية والعزيمة الوطنية على اقتحام هذه الملفات والقضايا والعمل على إيجاد صيغ وحلول لها تتناسب مع آمال الشباب وأحلامهم، وهذا الجمع شاهدا على إرادتنا لضمان استمرار قنوات الاتصال بين الدولة وشبابها بشكل فاعل وحقيقى.

"كما أن المصداقية التى حققتها سرعة تنفيذ توصيات مؤتمر شرم الشيخ تعد بمثابة دلالة أخرى على صدق سعينا نحو تحقيق، وآمال وطموحات شبابنا ولقد تابع بنفسه كافة التوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر، حيث استخدمت سلطاتى الدستورية فى إصدار عفو عن عدد من الشباب المحبوسين كدفعة أولى تليها دفعات أخرى، والتقى باللجنة المشكلة لفحص حالات المحبوسين واطلع على جهودهم المبذولة فى هذا الشأن".

"كما استضافت رئاسة الجمهورية عددا من الاجتماعات لمبادرة العمل التطوعى لشباب الأحزاب السياسية للقضاء على الأمية، حيث شكلت مجموعة عمل تضم مجموعة من الوزارات المعنية لتفعيل هذه المبادرة وتحقيق نتائج ملموسة لها، وفى إطار بحث تعديلات القانون 107 لسنة 2013 والخاص بتنظيم الحق فى التظاهر والتجمعات العامة وعلى ضوء الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا، فقد اطلع على المقترحات المقدمة من المجلس القومى لحقوق الإنسان والأحزاب السياسية وشباب البرلمان، وجه الحكومة بسرعة تقديم مشروع لتعديل قانون التظاهر إلى مجلس النواب خلال خمسة عشر يوماً".

"كما تم تشكيل مجموعة عمل برئاسة الجمهورية من عدد من المتخصصين وأساتذة الجامعات لبحث سبل الاستفادة من التجارب الدولية فـى مجال تدريب وتأهيل الشباب لإنشاء هيئة وطنية للتدريب تكون بمثابة وعاء لتجميع الكفاءات الشبابية وضخ دماء جديدة فى أوصال قطاعات الدولة، وأيضا تم الانتهاء من تدريب عدد خمسمائه شاب من الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب على القيادة وجار حاليا الانتهاء من موقف توزيعهم للعمل في قطاعات الدولة المختلفة".

"ويتوالى تدريب الدفعات المتتالية من هذا البرنامج لتكون بمثابة نواة لقاعدة شبابية من الكوادر القادرة على القيادة من خلال تأهيل علمى راق وحديث. شباب مصر العظيم، أدعوكم إلى مزيد من العمل والاجتهاد من أجل تحقيق أحلامكم اصنعوا الأمل بالعمل واخلقوا مساحات مشتركة على أرض الوطن بعيدا عن مناطق الاختلاف والصراع حولوا حماسكم إلى قيمة حضارية مضافة لما صنعه الآباء والأجداد من أجلنا.

اجعلوا العلم والعمل بتجرد وإخلاص من أجل الوطن هو دستوركم اجعلوا مصر هى الهدف وعزتها وكرامتها هى الغاية وثقتى فى حماسكم وطهارتكم ونقائكم بلا حدود وبقوة وعزيمة الشباب ستحيا مصر".

وأختتم الرئيس المؤتمر، تكليف الحكومة بإعداد مشروع لتعديلات قانون التظاهر على ضوء الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا، مع الوضع فى الاعتبار المقترحات المقدمة من المجلس القومى لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدنى والأحزاب، على أن تنتهى الحكومة من تنفيذ ذلك خلال خمسة عشر يوما، التوجه بالطلب إلى مجلس النواب بإعادة مناقشة قانون الجمعيات الأهلية بما يتناسب مع طبيعة عملها ودون الإخلال بالدستور واعتبارات الأمن القومى، استمرار عمل اللجان المشكلة لبحث حالات الشباب المحبوسين وكذا مبادرات العمل التطوعى والحوار المجتمعى لبحث قضايا التعليم والخطاب الدينى ."

فيديو قد يعجبك: