ما هو مشروع "بنك المعرفة" الذي يطلقه السيسي رسمياً اليوم؟
كتب- باسل محمود:
وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ قليل، لدار الأوبرا للمشاركة في احتفالية يوم الشباب المصري وإطلاق مشروع بنك المعرفة، وذلك كخطوة نحو بناء مجتمع متعلم عن طريق إتاحة العلوم والمعارف الإنسانية بشكل ميسر لكل مواطن على أرض مصر.
وكان قد صرح الدكتور طارق شوقي أمين عام المجالس التخصصية التابعة لرئيس الجمهورية ورئيس المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي - في مؤتمر صحفي عقد في منتصف نوفمبر الماضي بقصر الاتحادية - أن المشروع يمثل خطوة نحو بناء مجتمع متعلم عن طريق إتاحة العلوم والمعارف الإنسانية بشكل ميسر لكل مواطن مصري علي ارض مصر.
وأضاف أن البنك هو أكبر مكتبة رقمية في العالم تتكون من المحتوي المعرفي لأكبر دور نشر في العالم مثل سبرنجر نيتشر ، وناشيونال جيوجرافيك ، وديسكفري ، وايلسفير ، وكامبريدج ، واكسفورد ، وثومسون رويترز ، والعشرات من الناشرين.
وأوضح أن الناشرين المشاركين في المشروع يتخصصون فى مجالات مختلفة من المعرفة ، كما أن منتجاتهم تتضمن وسائط رقمية متنوعة ، كما أن الباقة المعرفية المكونة " لبنك المعرفة المصرى" تحتوى على دوريات علمية فى كافة مجالات المعرفة "كتب إلكترونية ، مجلات إلكترونية ، مناهج دراسية للتعليم الأساسى والجامعى ، قواعد بيانات ، محركات بحث ، مكتبات رقمية للفيديو والصور ، وكذلك برامج للحاسبات فى مجالات الرياضيات وغيرها" ، وأن هذه الباقة الإلكترونية مصممة ليستفيد منها كافة أطياف المجتمع من مختلف التخصصات والإهتمامات ومختلف الأعمار ، حيث يجد الباحث الأكاديمى فيها كل ما يفيده للإرتقاء بالبحث العلمى ، كما يجد فيها الشاب المتطلع للمعرفة أحدث ألوان المعرفة الإنسانية فى كافة المجالات و يجد فيها المعلم كل ما يساعده على تطوير طرق التدريس ، ويجد فيها الطالب ما يجذبه إلى التعلم ، وأن "بنك المعرفة المصرى" هو طريق مصر إلى التقدم و التنافسية العالمية فى عصرٍ بات فيه العلم هو السلاح الأعتى و الأشد بأساً.
وأكد أن العمل الفعلي فى هذا المشروع يبدأ عقب الإنتهاء من مرحلة توقيع الشراكات والإتفاقيات مع مصادر المعرفة من الناشرين حول العالم ، وتم التفاوض مع الناشرين عن طريق المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى التابع لرئاسة الجمهورية منذ أن كلفهم الرئيس السيسي بذلك فى مارس 2015 ، وأنه تم توقيع الإتفاقيات فى 12 نوفمبر 2015 على أن يبدأ العمل الفورى فى بناء البنية الرقمية أو الوعاء الإلكترونى الذى يجمع هذه المعارف من مختلف المصادر فى مكان واحد يسهل على المستخدم الوصول إليه ، ويستغرق هذا العمل التقنى مدة 8 أسابيع على أن يتاح هذا الموقع للمستخدمين فى الأسبوع الأول من يناير 2016.
وأضاف أن المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى شرع فى تشكيل مجلس أمناء لوضع الرؤية و الإستراتيجية للمشروع ولإدارة أعماله و أنشطته المختلفة ، ويتعاون فريق العمل مع كافة مؤسسات الدولة المعنية للتنسيق وترشيد الموارد والإستفادة من الخبرات الكبيرة المتوفرة فى هذا المجال الهام ، وانه سيتم الإعلان قريبا عن عنوان الموقع الإليكترونى الذى تتاح من خلاله هذه الباقة الكبرى من المعارف الإنسانية وسوف يتمكن المواطنون و الدارسون من الوصول إلى هذا الموقع من الحاسبات و أجهزة المحمول الذكية و الأجهزة اللوحية.
وأكد أمين عام المجالس التخصصية التابعة لرئيس الجمهورية ورئيس المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمى أن هذه الباقة الإليكترونية تعتبر حجر الأساس لإطلاق العديد من المشروعات والمبادرات المعتمدة على توافر هذه المواد والأدوات المعرفية ، وستشهد السنوات الأربع للبرنامج مشروعات لتطوير مناهج التعليم الأساسى ولاسيما تدريس العلوم والرياضيات ، وتطوراً كبيراً فى جودة مقررات التعليم العالى وأنشطة كبرى على مستوى الجمهورية فى مجالات زيادة الوعى والثقافة والتعليم المستمر.
وأوضح أن الرئيس السيسى استعرض هذا المشروع الذي يعد ثورة حقيقية لم يتم في دول أخري ، وأن دور النشر عادة تتعاقد مع الجامعات ، ولكننا عقدنا معهم شراكة لاستخدام المحتوي ليس لأساتذة الجامعة فقط ، وانما لحوالى٩٠ مليون مصري يمكنهم الوصول الي هذا المحتوي العلمي لتكون مصر مجتمعا " يفكر ويتعلم ويبتكر".
وأضاف أن المشروع يسهم في إصلاح التعليم والبحث العلمي من المحتوي العلمي المتاح عبر الانترنت، مشيرا الى أنه سيتم الاستفادة من هذا المحتوي فى تدريب مدرسين وتطوير البحث العلمي والنشر في الدوريات العلمية وزيادة براءات الاختراع ، لإحداث نهضة في المجتمع المصري والقضاء على الأفكار المتطرفة والإسهام في بناء الإنسان والاستثمار في أبنائنا وجعل الطفل المصري شغوف بالعلم والمعرفة والمنافسة وحل مشكلات المجتمع.
وقال شوقي إن المشروع هو بنك للمعرفة يتضمن توجيها للمستخدمين وفقا للسن والتخصص للاستفادة من المحتوي المطلوب لكل فئة ، وأن المحتوي يوجد به جزء معرب ومدبلج ولكن جزء كبير سيكون بالانجليزية ، بالإضافة الي مشروعات ترجمة تتوقف علي احتياج الناس.
وأوضح أن عدة جهات في مصر كانت تشتري هذا المحتوي منفردة كل على حدة ، وتدخل المجلس التخصصي لترشيد النفقات ، وتم التفاوض مع دور النشر للحصول على هذا المحتوي بصورة جماعية بل والحصول على محتوي اكبر بكثير ، مشيرا الى الجهود التى تبذل لإغراء الناس من خلال تطوير المحتوي للتقليل من الأمية وانعدام الثقافة.
وقالت الدكتورة هدى أبو شادي عضو المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي - في نفس المؤتمر الصحفي المنعقد في منتصف نوفمبر الماضي - أن المشروع هو عًبور لمصر نحو مجتمع المعرفة ومحاربة الجهل والفكر المستنير والعمل على تلقي الحياة بصورة مختلفة ، منوهة بأن المشروع لا يهتم فقط بالعلماء وانما بربة البيت والطفل والطبيب الذي يمكنه الاستفادة بحلول لمشاكل يواجهها.
وأضافت أن المشروع سيتبعه مشروعات اخري موازية منها النسخة الممصرة من مجلة "العالم الأمريكي" تحت اسم "العالم المصري" لتبسيط العلوم ، وأوضحت أن هناك محتوي أيضا بالفرنسية والأسبانية واللاتينية ايضا لتلبية احتياجات المعرفة للإنسان المصري ، فضلا عن ترجمة الأبحاث المصرية.
وأشارت أبو شادي الي أنه سيتم أيضا ترجمة المحتوي العلمي المصري للانجليزيه لزيادة انتشار هذا المحتوي بما يساعد في رفع تقييم المؤسسات التعليمية والبحثية المصرية عالمياً.
وأشارت جويس رفلة عضو المجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي أن المشروع يشجع أيضا التعليم التفاعلي ويجعل المعلم والطالب من الباحثين ، وأضافت أن الطلبة يمكنهم مشاهدة الفيديوهات والمذاكرة بمفردهم في المدارس مع استغلال الفصول في التدريب.
فيديو قد يعجبك: