لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالمستندات- القصة الكاملة لـ"هبة العيوطي".. وتقرير نقابة الأطباء يبرئ "الفورمالين"

08:43 م الجمعة 22 مايو 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شيماء الليثي:

أثارت نقابة أطباء القاهرة، جدلاً جديداً بشأن قضية هبة العيوطي الشهيرة بضحية "الفورمالين"، بعد أن نشرت تقريراً يفيد أنه لا يوجد دليل طبي واحد يشير إلى أن الطبيب "محمد صلاح"، المتهم في القضية، قام بحقن المجني عليها بمادة "الفورمالين" الكاوية بدلاً من الصبغة.

بداية القصة

كانت هبة العيوطي تحت العلاج والبحث كحالة عقم أولى، وبعد أن تلقت جرعة أولى من عقار لتنشيط التبويض، طلب منها استشاري النساء والتوليد عمل أشعة بالصبغة على الرحم، فتوجهت لعملها بمستشفى "النيل بدراوي".

مع بداية الحقن بالصبغة، شعرت هبة بألم شديد طلبت على إثره عدم استكمال الحقن، وتعاطت حقنة "فولتارين" بسبب الألم، وكان ذلك في يوم 11 مايو 2014، بعدها انتقلت المريضة لمستشفى "أندلسية النخيل"، ومنها سافرت إلى مستشفى "بارك كلينك" بألمانيا، ولكنها توفيت بعد يومين فقط.

أثيرت بعد ذلك أقاويل تشير إلى أن هبة توفيت بسبب إهمال طبي، حيث قام الطبيب المتهم وممرضتين، بحقنها بمادة "الفورمالين"، بدلاً من الصبغة، وثارت تلك الأقاويل نظراً لفقدان الممرضات زجاجة "فورمالين"، فظنوا أنها هى التي تم حقنها للمريضة بدلاً من الصبغة.


الطب الشرعي

أفاد تقرير الطب الشرعي، بأن المريضة انتقلت إلى مستشفى "أندلسية النخيل"، بعد أن تدهورت حالتها بمستشفى "النيل بدراوي"، واستمرت في مستشفى النخيل لمدة 27 يوم، وكانت تعاني من القيء الكثير وفي حالة هذيان، بعدها تم عمل ثلاث عمليات، الأولى في يوم 12 مايو، حيث تم عمل منظار وغسيل بريتوني للمريضة، والثانية بتاريخ 13 مايو، حيث تم استئصال 80سم من الأمعاء، والثالثة بتاريخ 31 مايو حيث تم استئصال 27 سم و9 سم، من الأمعاء، بسبب إصابة الأمعاء "بغرغرينا".

وأضاف تقرير الطب الشرعي أن فحص الباثولوجي للقطاعات المأخوذة من الأمعاء، تفيد وجود انسداد بالوريد المساريقي وغرغرينا بالأمعاء الدقيقة، وانسداد معوي والتصاقات التهابية بالأمعاء، لوجود رد فعل جسم غريب، وبسؤل فني الأشعة القائم بتصوير الحالة أثناء الصبغة، قال إنه قام بتصوير المريضة ثلاثة مرات ولم تظهر الصبغة، وأثناء ذلك خرج الطبيب محمد صلاح، وبيده الزجاجة التي تم الحقن منها وأعطاها له فشم منها رائحة نفاذة وأخبره بأنها "ليست صبغة".

بعدها رفضت المريضة استكمال الفحص وانصرف الطبيب في الحال وطلب عدم إخبار أي أحد أنه تم حقن المريضة، وقالت ممرضة إنه تم تجهيز عينات "فورمالين" في عبوات "صبغة" فارغة لفحوص المستشفى، وإحدى هذه الزجاجات قامت الممرضة الثانية، بوضعها بجوار عبوات "الصبغة، وتم استخدام تلك الزجاجة في حقن المتوفاة، مما أدى إلى تسرب الفورمالين إلى تجويف البطن وما ضاعفه من حدوث تآكل وغرغرينا بالأمعاء.

ورأى الطب الشرعي أن تشريح الجثة لن يجدي في تحديد سبب الوفاة، وأن التقارير الطبية التي أصدرتها المستشفيات التي تعاملت معها المتوفاة كافية، وبالتالي لم يتم تشريح الجثة.


القضاء

بناءً على تقرير الطب الشرعي قضت محكمة جنح دار السلام، في نوفمبر الماضي، بمعاقبة محمد صلاح عبد الحميد السيد، الطبيب المتهم، بالسجن حضورياً لمدة ٥ سنوات مع الشغل والنفاذ، وعلى الممرضتين دعاء نبيل عبد المجيد وناهد حسن على بالسجن ٣ سنوات لكل منهما مع الشغل والنفاذ وإلزامهم بالدعوى المدنية.

وبعد الاستئناف على الحكم، قررت محكمة جنح مستأنف دار السلام برئاسة المستشار وائل الشيمى، بحجز الحكم في واقعة مقتل هبة العيوطى لجلسة 25 مايو الجاري، أي بعد ثلاثة أيام من الآن.


الحديث عن براءة الطبيب

شكلت نقابة أطباء القاهرة لجنة، لبحث سبب وفاة هبة العيوطي، لتبين ما إذا كانت وفاتها بسبب إهمال طبي أم لا.

وبعد الحصول على كافة التقارير الطبية، بما فيها التقرير الطبي الوارد من مستشفى "بارك كلينك" الألمانية، وسماع شهادات الأطباء الذين عرضت عليهم الحالة، أصدرت اللجنة "تقريراً جراحياً عن حالة هبة العيوطي والأسباب المحتملة لحدوث غرغرينا بالأمعاء ومضاعفاتها انتهت بالوفاه"، والذي يفيد أنه ليس هناك دليل طبي واحد يشير إلى أن هبة العيوطي تم حقنها بمادة "الفورمالين".

وأشار التقرير الطبي الموقع من الدكتور محمد منير مقرر لجنة الشكاوى بالنقابة، إلى أن الجرعة القاتلة من "الفورمالين"، لكائن حي وزنه 60-70 كيلو جرام، حوالي 12 جم، وبالتالي في حالة الفرض بأن المريضة تم حقنها بالفورمالين، وبأعلى تركيز ممكن وهو 37%، وتم امتصاص كل الكمية المحقونة ووصولها للدم، فإن الكمية المحقونة في تلك المريضة ستكون من "10- 15" سم أي لا تتجاوز نسبة الـ30% من الجرعة القاتلة.

وأشار مصدر بنقابة أطباء القاهرة، إلى أن الألم الذي شعرت به المريضة عند بداية الحقن بالصبغة، طبيعي، وتشعر به كافة النساء اللاتي تقمن بعمل أشعة الصبغة، ولا يدل على أن المادة التي حقنت بها حارقة.

وأضاف المصدر لمصراوي، أنه إذا فرضنا أن المريضة حقنت بمادة حارقة، فالأولى أن يحدث لها تهتك بالرحم- وهو موضع الحقن- اولاً قبل إصابة الأمعاء.

ولفت التقرير الصادر عن النقابة إلى أن الألم الذي شعرت به المريضة، يدل على أن قنوات "فالوب" مسدودة بدرجة كبيرة، وهذا الانسداد يجعل احتمال تسرب المادة المحقونة إلى داخل البطن ضعيف جداً وربما منعدم، فكيف تحدث تلك المادة "غرغرينا بالأمعاء".

ولفت التقرير إلى أنه لا يوجد بأوراق القضية أو الطب الشرعي تحليل كيميائي واحد يشير إلى استخدام مادة "الفورمالين"، مشدداً على أن عدم تشريح الجثة، أدى إلى غياب العديد من المعلومات حول سبب الوفاة، منها سبب حدوث الغرغرينا الوريدية للأمعاء، بالإضافة إلى سبب انسداد الوريد المساريقي العلوي بالمريضة.

ولفت التقرير إلى أن العلاج الذي تم تقديمه للمريضة بالمستشفى المصري كان وفق الأصول العلمية، ولم يتم تعديله بالمستشفى الألماني الذي انتقلت إليه المريض، موضحاً أن وفاة المريضة بالمستشفى الألماني كان غالباً بسبب جلطة كبيرة بالوريد الرئوي.


الإصابة بـ"الاندوميتروبوزيس":

حاولت نقابة الأطباء إيجاد تفسير علمي لسبب انسداد الوريد المساريقي العلوي لهبة العيوطي، موضحة أنه يحدث في إحدى حالتين:

الحالة الأولى، إذا كان قد حدث للمريضة تجمع شديد للسوائل داخل الجويف "البريتوني" -وهذا أمر مشكوك فيه- فتكون الحالة هي صورة شديدة من متلازمة التنشيط الزائد للمبايض، ونادراً ما تكون هذه المتلازمة شديدة الحدة ولكن في حالات أكثر ندرة يمكن أن يحدث فيها انسداد لوريد المساريقي العلوي وغرغرينا وريدية بالأمعاء.

والحالة الثانية، وجود أحد تورمات مرض "الاندوميتربوزيس" – خلايا بطانة الرحم- والذي كانت تعاني منه المريضة، حول المريد المساريقي العلوي وضغطها عليه لدرجة انسداد.

ولفت تقرير النقابة إلى أنه لا يمكن التأكد من صحة أحد الاحتمالين دون تشريح الجثة، وهو ما لم يحدث.



شبهات حول الوفاة

قال مصدر بنقابة أطباء القاهرة، إن السبب الرئيسي لوفاة هبة العيوطي، هو حدوث انسداد بالوريد المساريقي العلوي، أدى إلى إصابتها بغرغرينا وريدية بالأمعاء، ولكن سبب انسداد الوريد المساريقي غير معلوم بسبب عدم قيام الطب الشرعي بتشريح الجثة.

وبالنسبة للمستشفيات التي تلقت فيها المريضة العلاج، أشار المصدر إلى أن هناك تساؤلات حول "طبيب الأشعة"، فالطبيب المتهم بالقضية تخصصه نساء وتوليد، وأخصائي الأشعة الذي ذكر بتقرير الطب الشرعي، ليس طبيباً، وهذا يشير إلى أزمة تنظيمية بمستشفى "النيل بدراوي"، فأخصائي الأشعة لا يغني عن طبيب الأشعة، كما أن إحدى الممرضات المتهمات بالقضية تحمل مسمى وظيفي "مساعدة تمريض"!.

أما بالنسبة لمستشفى أندلسية النخيل، فالتحاليل التي وردت منها بها بعض الاختلافات والتباين، فالتحاليل المتعلقة بنسبة "الهيماتوكريت" "والمسؤل عن ارتفاع درجة لزوجة الدم مما يؤدي لتجلطه"، في الدم نسبته وصلت لـ62.8%، فيما أشارت تحاليل أخرى لنفس المريضة في نفس المستشفى ونفس اليوم تشير إلى أن النسبة تقل عن ذلك بكثير 32.5%- 45%، وتحاليل ثالثة تشير إلى أن النسبة انخفضت إلى 6800/. CC

وفي النهاية، أفاد مصدر مطلع بنقابة أطباء القاهرة، بأن النقابة قدمت هذا التقرير، وتقرير المستشفى الألماني إلى المحكمة للفصل في قضية الطبيب والممرضتان، المقررة بعد ثلاثة أيام.

وكشف المصدر عن أن الطبيب المحتجز، يعمل ضابط نقيب طبيب بالقوات المسلحة، تخصص نساء وتوليد، ومع ذلك لم يتدخل أي أحد من القوات المسلحة لبحث حالة الطبيب والتعرف عما إذا كان مداناً أو بريئاً.

ولفت المصدر إلى أن النقابة تقصد من نشر هذا التقرير، إنارة الرأي العام، ونشر قضية الطبيب، خاصة أن المحكمة لم تتخذ بالأدلة والبحث الدقيق في البداية، وأصدرت حكمها على الطبيب والممرضتان بالسجن.

فيديو قد يعجبك: