مفتى الجمهورية: الأمة العربية تتعرض لحرب استنزاف والالتفاف حول القيادة فرض عين
كتب ــ محمود علي:
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إنه تلقى ببالغ الحزن والأسى، نبأ مقتل إخوة لنا في الوطن على يد منشقي القاعدة بليبيا الشقيقة.
وأوضح المفتي في بيان أصدره اليوم أن المصريين ومعهم دول العالم قد تلقوا نبأ هذا الفعل الإجرامي الوحشي ببالغ الأسى والاستنكار، مشددًا على أن هؤلاء يثبتون دومًا أن قلوبهم لا تعرف سماحة الإسلام العظيم، وعقولهم لم تفقه معاني القرآن الكريم، فراحت تعيث في الأرض فسادًا تقتل وتدمر وتحرق لتشويه صورة الإسلام وإخراج الناس من دين الله أفواجًا.
وأشار المفتي في بيانه أن الأمة العربية والإسلامية تتعرض في هذه الفترة إلى محنة حقيقية فيما يشبه حرب استنزاف شرسة تستهدف تشتيت طاقات الأمة في اتجاهات عديدة، أهمها الفتنة الطائفية والاحتراب الداخلي بين المسلمين وإخوانهم المسيحيين؛ مبينًا أن الغرض من مقتل واحد وعشرين مصريًّا بهذه الطريقة البشعة تأجيج نار الفتنة وإشعال الصراعات الطائفية الداخلية، والتي تزيد من حالة السيولة الأمنية التي تمر بها البلاد.
وأشار المفتى إلى أن تنظيم منشقي القاعدة يعملون على إدخال مصر في دوامات من الفوضى والصراع حتى تلحق بغيرها من الدول التي دخلت طور التقسيم، أو التي قسمها الاحتراب الداخلي بالفعل، مؤكدًا ثقته في هزيمة الله لأعدائنا لأننا على الحق المبين ولم نكن يومًا من المعتدين.
وأكد المفتي أن الدماء كلها معصومة متكافئة عند الله سبحانه وتعالى، وأن دماء أولادنا وإخواننا المسيحيين هي نفس دماء إخوانهم المسلمين، كلها دماء محرمة لم تقترف ذنبًا إلا أنها تنتمي إلى الأمة المصرية، وأن الأمة المصرية لم تقترف ذنبًا إلا أنها تيقظت واستعصت على مؤامرة ومخطط كبير يستهدف وحدتها ويعمل على تفتيت أراضيها إلى دويلات متصارعة متناحرة تدفع من رصيد وحدتها وسلامتها وأمنها الشيء الكثير.
وأشار مفتي الجمهورية أنه لا مناص لنا من المحافظة على الوحدة التي بنيناها بدمائنا عبر عقود بل قرون طويلة جعلت من الأمة المصرية أمة قوية ثابتة صامدة في وجه الفتن والمحن، بل كانت مصر بفضل الله وصمود أبنائها هي حامية العرب وضامنة وحدة وسلامة الأوطان العربية جميعًا.
وأشار المفتي أن ما نسبه تنظيم منشقي القاعدة إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول (بعثت بالسيف بين يدي الساعة) لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو معلول من جميع طرقه، فإسناده ضعيف على نكارة في بعض ألفاظه، فابن ثوبان - وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان- اختلفت فيه أقوال المجرحين والمعدلين، فمنهم من قوى أمره، ومنهم من ضعفه، وقد تغير بأخرة، وخلاصة القول فيه أنه حسن الحديث إذا لم يتفرد بما ينكر، فقد أشار الإمام أحمد إلى أن له أحاديث منكرة، وهذا الحديث منها.
وتساءل المفتي: هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ذبح أحدًا أو أحرق أحدًا محاربًا كان أو أسيرًا كما يفعل هؤلاء المجرمون المشوهون لحقائق الإسلام وسماحته؟!
وطالب مفتي الجمهورية المصريين بكافة أطيافهم الالتفاف حول القيادة السياسية الوطنية، مؤكدًا أنه فرض عيني لا محيص عنه على كل مصري ولا جدال ولا خيار فيه، وهو المحك الحقيقي لالتفافنا حول حماية الوطن وتحقيق مصالحه والمحافظة على وحدته، وأما الاختلاف وبث أسباب الفرقة واتباع الأوهام والشائعات فلن نجني من ورائه إلا الفتنة والوقوع فيما وقع فيه غيرنا.
وختم المفتي بيانه مؤكدًا على أن قدر مصر المقدور أن تواجه هذا الشر من جهات متعددة داخلية وخارجية، وإن قدرها المقدور أيضًا أن يدفع بعض أبنائها من الجنود أو الشعب ثمن يقظة مصر لما يحاك ويخطط لها، وعزاؤنا أننا لم نفقد أبناءنا الأعزاء في معركة باطل بل في معركة حق، وحسبنا أمام الله سبحانه وتعالى أننا ندافع عن أنفسنا ضد الظلم والعدوان، فلم نبغ على أحد ولم نعتد على أحد، وأصحاب الحق دائمًا هم المنتصرون بفضل من الله سبحانه، فاللهم انصرنا على أعدائنا نصرًا مبينًا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: