الفتاة الإيزيدية الهاربة من داعش: "كانوا يجبروننا على الصلاة ثم يغتصبونا"
كتبت- سحر عزام:
طالبت نادية مراد، فتاة كردستان العراق الإيزيدية ـ التي تعرضت للاختطاف من قبل تنظيم داعش بالعراق ثم استطاعت الهروب ـ المجتمعات الإسلامية، بالتوحد معًا لمحاربة التنظيم الذي يرتكب الجرائم ويقتل الأطفال والرجال ويغتصب النساء باسم الدين الإسلامي.
وأضافت مراد ـ خلال كلمتها بقاعة المؤتمرات في جامعة القاهرة التي تستضيفها اليوم الأحد ـ "أنا كنت واحدة من آلاف النساء اللاتي تعرضن للسبي، وأنا جئت للعالم الإسلامي لأطالب بوقفة إسلامية وعربية، فلا يوجد دين يقبل بسب النساء وهتك الأعراض والشرف وقتل الأطفال، وداعش كان يخيرنا بين القتل أو الإسلام، وهم لا يعتبرون الإيزيدين أهل كتاب، ويعتبروننا كفار ومشركين ويحق لهم وفق تفسيرهم للقرآن قتلنا وسبينا، وقد قتلوا أغلب الرجال والصبيان عندما وصلوا سنجار".
وأضافت الفتاة الإيزيدية: "قتلوا أمي وبعدها تم نقلي مع 150 امرأة للموصل وتم التعدي على شرفي، وكان يتم اختيار النساء وفق أعمارهن وجمالهن، ورأيت كيف تقوم داعش باغتصاب النساء، حيث اغتصبوا فتاة في التاسعة من العمر، وكانوا يجبرونا على الصلاة ثم يتم اغتصابنا بعد ذلك، ولا توجد كلمات تستطيع أن تصف بشاعة ما حدث لي ولمجتمعي، والجميع عانى في العراق ولكن الأقليات الدينية كان لها النصيب الأكبر".
واستنكرت نادية مراد في كلمتها عدم تنظيم العالم مظاهرات للتنديد بما قام به تنظيم داعش بحق الإيزيدين أو صدور فتاوى تحرم ما قام به داعش بحق هذه الأقلية الدينية، لافتة لإيمان الإيزيدين بالنبي إبراهيم وبالحب والسلام وعدم اشتراكهم يوما ما في إيذاء المسلمين.
لقاء السيسي
كان قد استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس السبت، "نادية"، حيث قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن المواطنة العراقية أعربت خلال لقائها مع الرئيس عن خالص شكرها وتقديرها باسم المواطنين الأيزيديين لاستجابته لطلبها الالتقاء به خلال يومين، مؤكدة تقديرها لدور مصر الكبير في العالم الإسلامي، وفي مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المواطنة العراقية استعرضت خلال اللقاء الهجمات الوحشية التي تعرض لها الأيزيديون من قبل تنظيم داعش الإرهابي في منطقة سنجار شمالي العراق، حيث أوضحت أن الإرهابيين يبررون ذلك باسم الدين الإسلامي، مشيرة إلى التاريخ الممتد من التعايش السلمي بين المسلمين والأيزيديين في العراق.
وتابع المتحدث الرسمي إن الرئيس رحب بالمواطنة العراقية في القاهرة، مؤكداً إدانة مصر القاطعة لكافة أشكال وصور الإرهاب والممارسات الآثمة التي يقوم بها تنظيم داعش باسم الدين الإسلامي وهو منها براء، مشدداً على إعلاء الدين الإسلامي لقيم الرحمة والتسامح وقبول الآخر.
وأكد الرئيس خلال اللقاء وقوف مصر إلى جانب الشعب العراقي وحرصها على تقديم كافة أشكال الدعم له. كما أكد الرئيس أن مصر ستظل داعمة لجهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مشيراً إلى أن الأزهر الشريف يبذل جهوداً دؤوبة للتعريف بصحيح الدين وتفنيد التفاسير الملتوية التي يستند إليها البعض لتبرير أعماله الوحشية باسم الدين، الذي هو أبعد ما يكون عنها، بل حرمها تحريماً قاطعاً.
وقال الرئيس إن الحضارة الإسلامية استوعبت كافة المواطنين من مختلف الديانات والأعراق، وقدرت إسهاماتهم في شتى مناحي الحياة، واعتمدت على النابغين منهم في الإدارة وغيرها لتقدم للبشرية نموذجاً واقعياً للتعايش السلمي بين مختلف الأديان والمذاهب والأعراق.
وأشارت المواطنة العراقية الأيزيدية إلى أنها طلبت الالتقاء بعلماء الأزهر الشريف من أجل تقديم مزيد من الإيضاح حول الجرائم التي يتم ارتكابها باسم الدين الإسلامي، مؤكدة ضرورة أن تعمل الدول الإسلامية على إبراز رفضها لتلك الأعمال الوحشية التي تُرتكب باسم الدين الإسلامي الحنيف، وحماية الأقليات من تلك الممارسات غير الإنسانية.
فيديو قد يعجبك: