الصحة: تنفيذ حملة التطعيم ضد الحصبة لحدوث تفشي وبائي للمرض
كتب ـ مصطفى الجريتلي:
أعلنت وزارة الصحة والسكان بدء تنفيذ الحملة القومية للتطعيم ضد الحصبة والحصبة الألماني يوم 31أكتوبر القادم وتستمر لمدة ثلاثة أسابيع، وتستهدف الحملة تطعيم الأطفال من عمر 9 شهور وحتى 10 سنوات، مشيرة إلى أن هذه الحملة القومية للتطعيم بناءً على توصيات اللجنة العليا للتطعيمات وهي أعلى لجنة فنية في مجال التطعيمات وتتشكل من الخبراء من أساتذة الجامعات المصرية وممثل القطاع الوقائي بكل من وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وكذلك خبراء من منظمة الصحة العالمية وهيئة اليونيسيف.
وأضافت وزارة الصحة –في بيان صحفي صادر اليوم السبت- أن تكلفة الحملة 165مليون جنيه، وتهدف إلى رفع نسب التغطية بالتطعيمات الروتينية بالإضافة إلى الحملات القومية والمحدودة التي يتم تنفيذها، لافتة إلى أنه يتم استخدام السرنجات ذاتية التدمير في جميع التطعيمات الروتينية والحملات القومية، كما يتم التخلص الآمن من النفايات طبقاً للسياسة القومية؛ وذلك لحماية الأشخاص المستهدفين من التطعيم والفريق الصحي والبيئة لضمان عملية الحقن الآمن وعدم انتقال الأمراض المنقولة من خلال الدم.
ويأتي تنفيذ الحملة القومية للتطعيم ضد الحصبة والحصبة الألماني في 31أكتوبر2015 ولمدة ثلاثة أسابيع استجابة لحدوث التفشي الوبائي للمرض، حيث بلغ عدد حالات الإصابة بالحصبة منذ يناير الماضي وحتى الآن (4900) حالة، وكان عدد الحالات في العام الماضي (2111) حالة، كما يوجد عدة تفشيات وبائية للمرض في عدد كبير من دول الإقليم ودول غرب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والبرازيل وبعض الدول الأسيوية، حيث تم تنفيذ حملات قومية ومحدودة ضد مرض الحصبة في هذه الدول على مدار العامين الماضيين 2014،2013 والعام الحالي 2015، وتم استخدام لقاح الـ MR في تنفيذ هذه الحملات بدول "إيران، العراق، لبنان، المغرب، تونس، اليمن" من انتاج إحدى الشركات الخاصة بإنتاج التطعيمات في الهند، والمقرر استخدامه في الحملة القومية 31أكتوبر2015، والسابق استخدامه بمصر أيضاً في عام "2008 - 2009".
وأكدت وزارة الصحة والسكان أن طُعم الحملة القومية للتطعيم ضد الحصبة والحصبة الألماني آمن تماماً، وتهيب بالمواطنين الاستجابة للحملة حفاظاً على صحة أولادهم، مشيرة إلى أن طُعم الحملة (MR) تم توفيره عن طريق اليونيسيف، وهو معترف به من منظمة الصحة العالمية، وتم تحليله في بلد المنشأ وأيضاً هيئة الرقابة في الهند معترف بها من منظمة الصحة العالمية، وتم أيضاً تحليل الطعم في هيئة الرقابة على المستحضرات الحيوية واللقاحات في مصر، فضلاً عن أن جميع الحملات القومية والمحدودة المنفذة بمصر تتم تحت إشراف المراقبين المحايدين من منظمة الصحة العالمية.
جدير بالذكر أن الحصبة مرض فيروسي معدي، من أعراضه الحمى والطفح الجلدي مع رشح في الأنف والتهاب بالملتحمة وسعال، ويظهر الطفح الجلدي عادة في اليوم الرابع من الإصابة مع انخفاض درجة الحرارة، وتتراوح فترة حضانة المرض عادة من (7) أيام أو من (10-14) يوم، وتنتقل العدوى من الإنسان المريض عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة، ويتم إعطاء المريض علاج نوعي طبقاً للأعراض التي يراها الطبيب، ويتم إعطاء جرعات فيتامين "أ" طبقاً للفئة العمرية.
كما بدأ التطعيم ضد الحصبة في مصر عام 1978 بجرعة واحدة عند عمر 9 شهور، وبلغت نسبة التغطية بالتطعيم 30% حتى عام 1985، وفي عام 1999 تم إضافة لطعم الحصبة تطعيم الحصبة الألماني والنكاف "طعم الثلاثي الفيروسي" ليتم إعطائه عند عمر 9 أشهر، ثم عام 2008 تم إضافة جرعة ثانية من التطعيم الثلاثي وتعديل مواعيد التطعيم بحيث تكون الجرعة الأولى عند عمر عام وتعطي مناعة تصل إلى 85%، بينما تعطى الجرعة الثانية عند عام ونصف وتصل المناعة إلى أكثر من 95%.
وعليه؛ يوجد في المجتمع ثلاث فئات، الأولى غير ممنوعين نهائياً وعمرهم أكبر من 30 عاماً وجميهم معرضون للإصابة، أما الثانية متطعمين بجرعة واحدة وهم من مواليد "1999-2008" ممنوعين تقريباً بنسبة 85%، بينما الفئة الثالثة تم تطعيمهم بجرعتين أو أكثر وهم مواليد ما بعد عام 2008 ممنوعين تقريباً بنسبة أكثر من 95%.
الموقف الوبائي للمرض، سبق وأن شهدت مصر العديد من التفشيات الوبائية لمرض الحصبة، وكان آخرها "2006-2007"، وتم تنفيذ حملة قومية للتطعيم ضد المرض على مرحلتين "2008-2009" باستخدام لقاح MR، وتم تطعيم ما يقرب من 35مليون فرد مما أدى إلى انخفاض شديد في عدد حالات الإصابة بالمرض، بينما أدى تراكم أعداد المعرضين للإصابة من "غير الحاصلين على التطعيم كما هو موضح سابقاً أو الحاصلين على جرعة واحدة فقط حيث أنها تعطي مناعة بنسبة 85%" خلال الخمس سنوات السابقة إلى ظهور بعض التفشيات الوبائية الصغيرة عامي 2012 ، 2013.
فيديو قد يعجبك: