لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عائشة.. رحلة بحث عن علاج ابنتها على نفقة الدولة ''من آذان الفجر''

11:33 ص الثلاثاء 23 سبتمبر 2014

رحلة بحث عن علاج على نفقة الدولة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت ـ شيماء الليثي و مصطفى الجريتلي :

استيقظت من نوهما قبل أن تتعالى صيحات آذان الفجر استعدادا لرحلتها عقب الصلاة مباشرة من محل سكنها بمنطقة جسر السويس إلى مدينة نصر حيث مقر المجالس الطبية المتخصصة الذي تصدر منه طلبات العلاج على نفقة الدولة، لتكون أول الواقفين في طابور الطلبات بدلا من أن تنتظر بالساعات مع الجالسين بالشارع.

''عائشة'' هذا هو اسمها، لكنها لا تدرك جيدا إن كانت بالفعل ''عايشة أو ميتة'' من فرط ماتحاملت به الدنيا عليها، بعد أن أُصيبت ابنتها ذات الخمسة وعشرين ربيعا بمرض الفشل الكلوي قبل شهر واحد، خسرت فيه الأسرة راحتها و الكثير من أموالها على العلاج، إلى أن اضطرت الأم في يومنا هذا لتقديم طلب للدولة بعلاج الابنة على نفقة الدولة، بعد أن أرهقها الغسيل الكلوي و أكياس الدم باهظة الثمن.

لم يكن من الصعب على الأم المكلومة أن تعود إلى المستشفى لتحضر أوراق قد فقدتها بها وأصر موظف طلب العلاج على نفقة الدولة أن تحضرها، مما جعلها وهي التي كانت أول الواقفين أن تقف مرة أخرى في صفوف المنتظرين للدور بعد عوتها من مستشفى الدمرداش، حيث كانت تقوم الابنة بغسيل الكلي .

لكن الأصعب عليها هو أن ترى الأم فلذة كبدها تتألم يوميا، في ظل رعاية طبية ضئيلة ''على قد امكانياتنا'' كما أكدت عائشة، والتي تيقن جيدا أن ابنتها لن تظل إلى جوراها طويلا ''أنا داخلة أعملها طلب تتعالج على نفقة الدولة لمدة سنة مع اني عارفة إنها مش هتكمل السنة دي وهتموت قبلها .. أنا مستعدة لليوم ده بس بعمل اللي عليا و متعلقة بأي أمل'' بدموع منهمرة قالتها الأم دون أن تكف عن ترديد كلمات الحمد والشكر لله.

فقدان الابنة ليس سهلا على عائشة، لكن آلم مرضها هي الأصعب، إذ اكتشفت الأسرة على فجأة منها أن الشابة مصابة بالفشل الكلوي، ثم تدهورت حالتها في أيام معدودة، وبعد أن تحملت الأسرة مايقارب 20 ألف جنيها على علاج الشابة العشرينية، كان على الأم التي تخرج يوما من منزلها، أن تستقل المترو للمرة الأولى لتنقذ ابنتها التي لم تستطع الأسرة تحمل تكلفة علاجها لأكثر من ذلك، خاصة وأن الأب مريض وقعيد عن العمل.

داخل غرفة الغسيل الكلوي الألم مركزة، حيث تخرج الابنة على الأم في كل مرة وقد تلطخت رقبتها وزراعيها بالدماء من أثر تلقي العلاج، وهو المشهد الأكثر حزنا المتكرر يوميا على مرأى عائشة، والذي يجعلها أن تتمنى أن تكون هي بموضع ابنتها حتى تخفف عنها.

بين عشرات من الجالسين أمام مقر المجلس الطبية المتخصصة و على أرصفتها يتناولون بعض المشروبات من المقهى المجاور، جلست عائشة بانتظار أن تخرج الموافقة على طلبها في الواحدة ظهرا'' أنا مستعدة اقعد هنا استني الورقة طول اليوم، المهم انها تخرج وبنتي تتعالج '' كانت هي أمنية الأم الوحيدة من الحياة، التي لم تكن تهتم فيها بشئ سوى بأطفالها.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: