لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عماد عفت في عيون أرملته بعد ثلاثة أعوام على وفاته :''شهيد ضاع حقه'' (حوار)

12:06 م الثلاثاء 16 ديسمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

حوار- هبة البنا:

عماد الدين أحمد عفت، اسمه يوحي بالزهد والتدين، إلا أن هذا لم يكن ما يبدو عليه حين كان مولعًا بكرة القدم، حتى إنه سعى لأن يسافر وراء فريقه المفضل لتشجيعه، وحالت الأقدار دون ذلك، كان هذا في مراهقته، وحينما دخل كلية الهندسة بدأت ميوله للتدين تظهر جلية.

من السلفية إلى رحاب الوسطية

بدأ طريقه في التدين بالمنهج السلفي، فتقول زوجته نشوى عبد التواب، إنه وصل في تشدده، لدرجة أنه إذا رأى فتاة تعبر الطريق، عبر من طريق آخر.

كان ابنًا لأسرة متوسطة مرتفعة، كما تصفها نشوى، والده كان موظفا بالديوان الملكي ثم الرئاسي بعد زوال الملكية، ولم تكن كرة القدم فقط ما استحوذ على اهتمامه، بل إنه سعى كذلك لتعلم العزف على العود، وحالت الأقدار دون ذلك أيضا.

ربي في أجواء عائلية مثالية، كانت العائلة تجتمع بشكل دوري وتوثق علاقاتها بالخروج الجماعي، كما إن أول فن عرفه كان الخط العربي الذي زخرت بلوحاته جدران منزل عائلته.

بدأ بدراسة القراءات العشر للقرآن الكريم، ثم فجأة وقبل إنهائه العام الدراسي الثالث من الكلية، أي أنه كان على مشارف التخرج، قرر أن يترك كلية الهندسة ليتفقه في الدين، وآثر أن يبدأ هذا الطريق بدراسة اللغة العربية، كي يتسنى له التعمق في أحكام الدين عن فهم ودراية.

أنهى دراسة العربية، في كلية الآداب جامعة عين شمس، تزامنًا مع فتح أبواب جامعة الأزهر لغير الأزهريين للدراسة، وهو ما لا يحدث بانتظام، اغتنم الفرصة والتحق بالأزهر لدراسة الشريعة والقانون، ثم تقدم لاختبارات الإفتاء، والتي قُبل فيها لا لتميزه في الإجابة على الأسئلة بإبهار، ولكن لأنه عندما بدا له السؤال غير مفهوم، وبه بعض الخلط، أجاب بأنه لا يعرف وسوف يبحث عن الإجابة.

قُبل كمفتٍ، وصار أمينًا للفتوى، حيث يلي في ذلك مفتي الديار المصرية وقتها علي جمعة.

قربه من الدكتور علي جمعة، فتح أمامه أبواب فكرية جديدة، وساعده على الانتقال مما أسماه عفت، ''ظلام السلفية، إلى نور ورحابة الوسطية''.

كان عفت يقر بأن بالأزهر كمً لا يستهان به من فساد، لكنه رغم ذلك أحب وسطيته وانفتاحه وتقبله لكافة درجات الفكر.

تأرجح علاقته بالشيخ علي جمعة

كانت هذه أولى المراحل التي مرت بها علاقته بمفتي الديار، كان يجله ويحبه ويقدر له التغيير الجذري الذي أحدثه بطريقة تفكيره، إلا أنه وقت النظام السابق، كان كثيرًا ما يطلب منه أن يأخذ موقفًا واضحًا، مما يحدث من تجاهل مصري لمعاناة غزة، أو أن يوجه نصائح للرئيس الأسبق حسني مبارك، أو يرفض الفساد الذي يعم البلاد إلا أنه لم يكن يجد استجابة، كان هذا يثير تحفظه.

تطور التحفظ بعد قيام الثورة، إلى أن أرسل له خطاًبا يناشده فيه بالانحياز للثورة ويصف له شعوره حين دخل ميدان التحرير، حتى أنه وصف هواءه وقتها، بأنه ''أطيب من هواء الحرم''.

ولما لم يستجب جمعة لدعواته المتكررة، واتهمه بأنه خرج من تحت عباءته، تسبب له هذا القول في أزمة نفسية، وصار يتجنب أن يقبل يده كما كان يفعل دائما.

وكتب له قصيدة أخيرة، كان نصفها مديح فيه وفي علمه، ونصفها الآخر مناشدة له بأن يهب للحق، وأهداها له في لوحة كبيرة، مكتوبة بالخط العربي.

ولم يكتشف جمعة تلك القصيدة، إلا بعد تركه للمنصب، وهو يجمع متعلقاته من مكتبه، أي بعد مقتل عفت.

تقول زوجة شيخ الثوار، إن الدكتور علي جمعة كان يرفض أن يؤمه، ويقول طالما أن عماد موجود، فهو يؤم المصلين، ولم يكن يوليه أية ميزات أو مناصب أو مهام ذات مكاسب، بل وعندما رسب في امتحان التمهيدي، حينما كان يعد لرسالة الماجستير نصحه، أن يتراجع عن الفكرة ويستمر بالتدريس، وترى نشوى إن رسوبه هذا، وفي مادة من المستحيل أن يرسب بها، وهي القراءات وهو المتقن لها جميعا، أن هذا ترتيبا إلهيا كي يبعد عن الألقاب الأكاديمية، وكل ما هو دنيوي ويخلص أعماله لله والآخرة.

الشيخ المعلم

أما عن كيف كان يدرس، تقول زوجته إنه كان يختار الكتب الأصعب والأعمق ليدرسها لتلامذته، وكان يختار كتاًبا مثلًا، لأن لغته بليغة فيدرس لهم اللغة منه، ومن كتاب آخر الفقه، ومن أهم الكتب التي درسها هي الباجوري وألفية ابن مالك، إلا أن أسلوبه كان مختلفًا، بحيث استغرق تدريس كتاب الباجوري منه سبعة أعوام، بينما يدرسه آخرون في عام أو عامين، وذلك لأنه يدرسه بأدق التفاصيل وأسباب اختيار الكلمات وما بين السطور.

وأضافت أنه لم يكن يعتذر عن درسه إلا نادرًا، وكان تلامذته من نوع خاص، فلم يكن التلامذة الذين يسعون لمعارف أو مكاسب، يحرصوا أن يكون هو أستاذهم، ولكن كانوا جميعا يحبونه لشخصه وعلمه، وكان هو يحب أن يدرس لهم بالشكل التقليدي، ويرفض أن يدخل الوسائط الحديثة ولم يكن أو طلبته يملون من الدرس الذي قد يمتد لثلاث ساعات.

التقي النقي الخفي

كان يصفه زملاؤه بدار الإفتاء، بأنه التقي النقي الخفي، وكان متواضعا لأقصى درجة، بالرغم من علو شأنه، حيث كان يعيش العبودية الحقة، بحسب ما قالت نشوى.

أحب عماد عفت الدار الحياة، وأخلص في هذا الحب؛ فكان يعطي لكل شيء حقه، وظل مواظبًا على لعب كرة القدم، والتواصل مع أقرباءه، وكان يفضل طيب الطعام، وكان أحيانا يقول لزوجته، نفسي أشبع من النوم أو من الأكل، إلا أنه لم يكن يفعل.

اتخذ شيخ الثوار عماد عفت منذ الثامنة عشرة، قرارًا بألا يشبع أبدا من الطعام، وظل هكذا حتى مماته فتقول نشوى إنه كان يتسم بسمات الصالحين، قليل الكلام قليل المنام قليل الأنام، أي الاختلاط بالناس، وقليل الطعام.

كان صمته أكثر من كلامه وكان كلامه يحترم وصمته يحترم أيضا يجيد الاستماع إلى الناس، وخاصة هؤلاء الذين يأتونه طالبين فتوى، حيث يعطي لكل حالة خصوصيتها، وكانت فتاواه تتسم بالمرونة والديناميكية بحسب ظروف كل حالة

وكانت لديه نظرة صوفية، يرى في كل الأفعال الجميلة تقربًا إلى الله، إذا ود زوجته وأحبها فهو يتقرب إلى الله، إذا مارس شيئا بإخلاص فهو يتقرب إلى الله، وكان يحب ابتهالات النقشبندي.

أبناؤه والجرافيتي والتحرير

بعد استشهاده، ظل إبراهيم، ابنه الأصغر شهورًا يتحدث مع لا أحد، ويخبر أمه بأنه يتحدث مع والده ويلعب معه، وشب على هتاف يسقط حكم العسكر، وبعدها يسقط حكم المرشد.

وكان بقية أبنائه يواجهون مشكلة مع ميدان التحرير، الذي كانوا يخافون منه ومن رؤيتهم لضباط الجيش والشرطة، فإذا رأوا أحدهم، يحسبون أنه من قتل والدهم.

ولكن حينما قام بعض فناني الثورة، برسم صورته بجرافيتي على جدران شارع محمد محمود، ذهبوا لكي يشاهدوها، واحتفلوا بها واحتفى الناس بهم، كانوا يرتدون ''تيشرتات''، عليها صورة والدهم، وساعدهم ذلك على التصالح مع الميدان.

شيخ الثوار والشعر

أحب شيخ الثوار الشعر، خاصة القديم منه، وأحب الجديد أيضًا، لكنه كان يراه شعرًا بلا بلاغة، لكنه مليء بالمعاني، ومنح هذا الوصف بالتحديد لشعر الراحل نزار قباني.

كتب عفت الشعر، وكان من أشعاره؛

يا مصيب الماء يروي إن في ذلك لآية

كي تزور النهر يجري إن في ذلك لآية

كي تؤم البحر يحوي إن في ذلك لآية

إذ نظرت الطفل يبكي إن في ذلك لآية

إذ سمعت المجد يحكي إن في ذلك لآية

وصل حب الشيخ الشهيد، للغة العربية، لدرجة إنه كان يستخدمها في محادثاته، سواء للمزاح أو للمجاملة، ويظهر ذلك في عدد من المحادثات، التي خصتنا بها زوجته،

جرى أحدها بينه وبين إحدى الناشطات على موقع ''فيس بوك''، تدعى ''سامية'' أرادت أن تشكره على قبوله إضافتها فقالت له:

جزاكم الله خيرا يا مولانا على قبول الإضافة..

فجاء رده:

هذا معناه اتهامي بأني مخفوض، ومجرور لأن المضاف إليه مخفوض عند الكوفيين، ومجرور عند البصريين. الله يسامحك.

وعندما تداركت سامية الأمر، طالبة منه أن يسامحها مبتسمة، قال لها الشيخ عماد ممازحًا:

يمكن أن تردي بأن قبول الإضافة من علامات الأسماء فأنت اسم والاسم من السمو وهكذا تخرجين من المأزق.

تعدد زوجاته

عرف الشيخ عماد عفت الحب مع زوجاته الثلاث، وتقول زوجته الأخيرة نشوى، إنه صارح زوجته الأولى منذ البداية بنيته الزواج بأخرى، وهي لم تمانع، وكانت وجهة نظره أن التعدد لا يحتاج إلى سبب طالما أن الله شرعه، بل إنه كان يرى في فكرة إبداء الأسباب نوع من التجريح للطرف الآخر.

وكانت الزوجة الثانية أمريكية الجنسية، وكانت مسلمة سلفية، تميل للمنهج الجهادي، ورزق منها ابنة واحدة ثم طلقها، أما نشوى فكانت زوجته الأخيرة التي أنجبت له إبراهيم، والتي أصر أن يقيم لها عرسًا، رغم رفضها هي في البداية، وأصر أيضا أن تنجب له بالرغم من أنها هي كانت متنازلة عن هذا الحق.

وأكدت خلال حديثها أنه كان عادل بين زوجاته وأبنائه.

 

كيف كان يرى الحب؟

كتب الشيخ عماد عفت الشعر في زوجته نشوى من حبه فيها، بل إنه بحسب قولها لم يكتبه قبلها، وأحبها وكان يفضي إليها بأسراره، كان كثير الكلام معها على عكس طبيعته.

وعن الحب كتب الشيخ عماد عفت :

''عودت نفسي ألا أتعلق بأحد غير الله تعالى، لأنه هو وحده من يستحق التعلق، ولا أحزن بفقده لأنه لا يفقد أصلًا، بينما كل شيء يمكن فقده سوى الله تعالى.

أنا لا أتصور أن هناك حبًا فطريًا بين رجل وامرأة دون نظر، وهذا بالتأكيد لا علاقة له بجمال أو وسامة أو غير ذلك، من المقاييس التي قد يضعها الناس للجمال في الجنسين، ولكن أنا مقتنع أن العين لها دور كبير جدًا في الحب، بحيث لا أتخيل حب طبيعي بدون نظر، فأنا لا أنكر وجود عواطف بين من لا يرى المرأة أو هي لا تراه، أو كل منهما لا يرى الآخر، ولكن أدعي أن ذلك ليس الحب بين الجنسين ولكن وقد يكون حبا في الله تعالى، وهو بالتأكيد حب شريف نفيس، أو حاجات نفسية أو مصلحية، ولكن ليس هو المقصود في هذا المقام، فالمقام هو الجمع بين الحبين، حب الجنس للجنس الآخر، وهو الحب الفطري، مع الحب بينهما في الله تعالى، فهذا هو الذروة، وأزعم أن الحب الفطري يقوي حب المحب للآخر في الله تعالى، ويقوي حب المحب نفسه لله تعالى، وأن حب الآخر في الله تعالى يقوي حب المحب للآخر الفطري''.

وصل شيخ الثوار في آخر حياته وخاصة بعد الثورة إلى درجة كبيرة من الانفتاح وتقبل الآخر، وكان ينظر للفكر السلفي، المتشدد على أنه فكر معطل، يعطل الناس في طريقهم إلى الله، تمسكا بطريقة واحدة في العبادة.

وكان يقول عن الشباب الذين يتعرف إليهم في الميدان وفي الاعتصامات إنهم أنقياء، وإنهم مهمومون بالوطن والعدالة، ويجب النظر إلى قلوبهم قبل النظر إلى مظهرهم، وألقى باللائمة على من أصدر أحكامًا عليهم بسبب سلوكياتهم الظاهرة.

''الداخلية مجرمة وكفاك يا حزب الكنبة''

وقد أصدر عماد عفت فتاوى، بجواز الاعتصام والتظاهر، وأبدى رأيه هذا في أكثر من مناقشة، وفي حالات بعينها، فحين سألته سائلة، إبان أحداث محمد محمود:

والآن شيخنا من على صواب ومن على خطأ من عند وزارة الداخلية هم المدافعون عن أنفسهم، أم يريدون اقتحامها.

فرد قائلا: ''الثوار على صواب والداخلية مجرمة، تترك البلطجية وتهين الثوار ومصابي الثورة، وهي الذراع الحقيقية للمجلس العسكري في عمل الثورة المضادة''.

فسألته السائلة ثانية: يا شيخي هل تؤيد ما حدث عند السفارة أو مديرية الأمن أو حتى مظاهرات التحرير في أغسطس وسبمتبر الماضي؟

فكان جوابه: ''أما ما حصل في التحرير، فأنا أؤيده، وقد شاركت فيه، وأما ما حصل عند السفارة من إنزال العلم واقتحام السفارة، فأؤيده، وقد كنت هناك ولم أشارك به، وأما ما حصل عند مديرية الأمن، فلم أدر ما حقيقة، ما حصل رغم أنني كنت هناك، وبالتالي لا أستطيع أن أؤيد أو أعارض''.

وحين سألته مرة ثالثة إذا كان يرى ما يحدث من نتائج المظاهرات من قطع للطرقات العامة وحرق لسيارات الشرطة، وإن كان يرى ذلك خطأ؟

جاءت إجابته صريحة ومباشرة: ''لا لا أرى ذلك، لم يكن هناك أي ترويع للآمنين وكفاك يا حزب الكنبة كلام، فيما لا تعرف ولا تشاهد ولا تعايش ولا تخبر، هذه نفس النغمة النشاز التي أطلقها حزب الكنبة، وغيره ممن قعد عن نصرة الحق، أيام ثورة يناير المباركة''.

رأيه في الإخوان والسلفيين

انتقد الشيخ عماد مواقف جماعة الإخوان المسلمين صراحة في أكثر من موقف، وخاصة عند تخاذلهم عن النزول في فعاليات محمد محمود وانصرافهم للانتخابات البرلمانية وقتها، وتقول نشوى إنه منذ تلك اللحظة عرف أنهم لا يصلحون لحكم مصر، وأن إفسادهم سيسيء للإسلام نظرا لأنهم يرفعون اسمه، وكان مما كتبه متوجها به لشباب الجماعة:

''إن أشخاصا من عموم الناس الذين ليس لهم انتماءات حزبية ولا فكرية، نزلوا لنصرة المظلومين بدافع ديني أو بدافع أخلاقي أو بدافع إنساني، وباتوا يحرسون ميادين التحرير، وأنتم بتم مقيدين بمواقف قادة الجماعة، واستجبتم لها حتى قبل أن يخرج بيان منهم يبرر قعودهم وهذه هي الطاعة المذمومة التي ما أنزل الله بها من سلطان''.

وواصل: ''..تذكروا أعزتي أن أفضل المواقف لكم، كالنزول والحفاظ على الميدان يوم موقعة الجمل، قد أخذتموها بعيدا عن قرار قيادات الجماعة إياهم، وعندما لم تنتظروا تعليماتهم''.

''..في النهاية فالإخوان وغيرهم من بعض السلفيين وهيئة الإصلاح ومن شاكلهم في تصرفهم المشين من تقاعسهم عن نصرة الثوار، بل وطعنهم فيهم، بل ونصرة بعضهم للظلمة من المجلس والداخلية يأكلونها ويغمسونها بالسم الهاري، لأنه ليس مجرد إدام، إنه دماء الشهداء، فستكون غصة في الحلوق وعارًا في التاريخ وشنارًا يوم الدين''.

وقال أيضًا عن مشاركتهم ''إذا تتبعت سعادتك مشاركة الإخوان فستجد أن القاعدة هي عدم المشاركة والعكس استثناء''.

انفتاح الشيخ على كافة القوى السياسية، كان لا يقيم على أساس التدين، فيكفيه أن يكون فلان غير معاد للدين، كي يسمعه، وبالفعل كان على استعداد أن يدلي بصوته لصالح البرادعي رغم أنه كان يراه غير متدينً، ورفض حازم صلاح أبو إسماعيل، بعد ما درسه جيدًا، واستبعد أيضًا محمد سليم العوا، وكان يفاضل بين ''أبو الفتوح'' والبرادعي.

الباليه واسكندريلا

اتسم شيخ الثوار بالشجاعة، لم يكن ليتردد عن مواجهة مسلح في الحق وهو أعزل، وقد حدث أن واجه رجلًا معه سكين، حاول التهجم على سكان بنايته، وخطف منه السكين رغم من أنه كان أعزل.

وكان الشيخ يحب الفنون، ويحضر حفلات اسكندريلا، وقبل مقتله حضر حفل باليه الأطفال، الليلة الكبيرة بدار الأوبرا.

أين حق شيخ الثوار؟

بالرغم من كثرة الوعود، بأن يطلق اسمه على شارع القصر العيني، أو الشارع الذي يقطنه، وأيضا إطلاق اسمه على رواق الأتراك بالجامع الأزهر أو على القاعة الكبرى، إلا أن أيًا من ذلك لم يحدث.

تقول زوجة الشيخ، إن الدكتور علي جمعة، برر عدم إطلاق اسمه على رواق الأتراك، ذلك أنه كان سوف يتسبب في توتر العلاقات مع تركيا، وأن السفارة التركية أرسلت رسميًا ترفض ذلك، أما عن بقية الوعود، فلم يتم إبداء أسباب لعدم تنفيذها.

وحتى قضية مقتله، لم يبت فيها إلى الآن، بل هي لم تخرج من النيابه أصلا، وكل ما يتم التحقيق به بالقضية المسماه بقضية مجلس الوزراء، هو حرق المجمع العلمي وتخريب المنشآت، بينما لم توجه تهمة القتل لأي أحد، ولم يتم التحقيق مع أحد من أفراد الجيش أو الشرطة الذين تواجدوا هناك.

ينتظر أن تعقد جلسة للقضية يوم 19 ديسمبر القادم، وتقول الزوجة، إنه إذا لم يعِد القضاء حقه، فإنها لن تتردد في اتخاذ أية خطوات تساعدها في استرداد هذا الحق.

ماذا لو كان معنا

تقول زوجة الشيخ مجيبةً، ''أنا أرى أن الله رحمه، بأنه لم يمد به إلى الآن، ولم يرى ما نحن فيه، لأنه يتحرى الحق وينحاز إليه، بينما اختلط الحق الآن''، وأعتزم مغادرة مصر بشكل نهائي، بعد أن يئست من تبدل الأحوال.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: