في ذكرى النصر: رئيسان في "الكلية الحربية".. ومتهمان في "أكاديمية الشرطة"
:كتب ـ محمد الصاوي
مجموعة من الطائرات تأتي من خلف المنصة، لتقدم عرضا عسكريا يوضح مدي الكفاءة والقدرة التي وصل إليها سلاح الجو المصري، والموسيقى العسكرية تملأ استاد الكلية الحربية حماسا، وعلى المنصة يجلس الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس السابق عدلي منصور، حيث يجتمع رئيسان مصريان للمرة الأولى في ذكرى حرب اكتوبر، بعدما ظل قرابة الثلاثون عاما يجلس مبارك خلفا للراحل أنور السادات.
على بعد كيلو مترات وتحديدا في سجن مزرعة طرة، يقبع الرئيس الأسبق محمد مرسي، والذي تعذر نقله -تزامنا مع الاحتفال- إلى أكاديمية الشرطة لحضور جلسة محاكمته في قضية الهروب من سجن "وادي النطرون" لدواع أمنية، فيما يجلس الأسبق مبارك في غرفته بمستشفى المعادي العسكري ينتظر النطق بالحكم في "قضية القرن" المتهم فيها بقتل المتظاهرين في جلسة 29 نوفمبر المقبل، المنعقدة بنفس المكان.
ربما شهد كل من الرئيسين الأسبقين فعاليات الاحتفال التي نظمته القوات المسلحة، بالذكري الـ41 لنصر أكتوبر، واستمعا إلى الكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقارنا حالهما الآن وما كانا عليه، إلا أن المشهد الذي يحدث للمرة الأولى في مصر يدل على أن ثورة 25 يناير، وموجتها الأكبر في 30 يونيو، فرضتا على مصر تغييرًا لم تشهده من قبل.
قبل 33 عاما كان الرئيس السادات يرتدي زيه العسكري ويجلس على المنصة يشاهد الاستعراض العسكري في ذكرى حرب أكتوبر، قبل أن تطوله رصاصات الغدر ويتولي نائبه مبارك الحكم، وظل يشاهد الاحتفالات بذكرى أكتوبر حتى 2010، حيث أقيم في محافظة الإسماعلية، وتضمن عرضًا عسكريا أقيم بميدان النصر بالجيش الثاني الميداني، وكان آخر أكليلا من الزهور يضعه على النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة شرق قناة السويس.
وجاء الاحتفال التالي في 2011 عقب ثورة 25 يناير، بعدما تنحى مبارك عن الحكم، وتولي المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد، حيث اكتفى المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بزيارة النصب التذكارى في مدينة نصر، ووضع إكليلا من الزهور على قبر الزعيم الراحل محمد أنور السادات، وتقديم بعض العروض العسكرية بميدان التحرير.
وفي العام التالي 2012 كان الاحتفال مختلفًا حيث كان حيث قرر محمد مرسي الرئيس الأسبق جعله في استاد القاهرة، ولم يكن الأمر مألوفاً لكثير من العسكريين، كما كان لوجود بعض الشخصيات المتطرفة مثل القيادى بالجماعة الإسلامية طارق الزمر ابن عم عبود الزمر المشارك في قتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات أثرًا سلبيًا لدي كثيرين.
وجاء الاحتفال بذكري أكتوبر 2013 في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، مختلفًا أيضا حيث سبقه بنحو 3 أشهر، إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين، وعزل رجلها الأول محمد مرسي من منصب رئيس الجمهورية، وأحداث فض "رابعة والنهضة"، وأقيمت الاحتفالات بالذكري الـ40 في استاد الدفاع الجوي وحضرها جمع كبير من الفنانيين المصريين والعرب.
واليوم تمر الذكرى الـ41 في ظل وجود رئيس جديد منتخب هو عبد الفتاح السيسي، والتي أقيمت في الكلية الحربية، ويعتبر هذا أول احتفال يحضره كرئيس للبلاد، كما استقبل الرئيس السابق عدلي منصور للمشاركة في الاحتفال، وكرم السيسي خلال الاحتفال عدد من مصابي الحرب.
وفي تقليد جديد طالب السيسي من قائد طابور العرض تأدية التحية العسكرية لشعب مصر، قائلا: ''الشعب كان له ملحمة جديدة في مشروع قناة السويس الجديدة والذي جمع الأموال في 7 أيام والشعب أقبل على شراء شهداء قناة السويس بدافع وطني وليس قيمة الفائدة، وممكن نعمل مشروعات تانية زي دي".
وحضر الاحتفال هذا العام كبار قادة القوات المسلحة وعلى رأسهم وزير الدفاع، ورئيس الأركان، وقادة القوات والتشكيلات الرئاسية، كما شهد الحفل حضور رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وعددا كبيرا من الوزراء، علاوة على حضور شيخ الأزهر والبابا تواضروس، وكذلك الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الأسبق، وعمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية السابق، والمهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق، علاوة على عدد كبير من الشخصيات العامة والسياسية والإعلامية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: