سفير تركيا بالقاهرة يؤكد للمصريين أهمية توحيد الصف وتفادي سوء الفهم
القاهرة- أ ش أ:
أكد حسين عونى بوطصالى سفير تركيا بالقاهرة، أن إعادة توحيد الصف هو أمر في غاية الأهمية وكذلك بالنسبة لإرساء الاحترام وإحياء القيم المقدسة للأمة وتجنب الانقسامات والاستقطاب والواجهات داخل أي مجتمع.
وقال بوطصالى - في رسالة له اليوم الجمعة- ''إن أخلص أمانينا هي أن نرى مصر تتحرك للأمام، في أسرع وقت ممكن، تاركة خلفها الاضطرابات الحالية، تؤمنها الرؤية المشتركة والاحترام المتبادل بين مواطنيها''.
وذكر بوطصالى - في بيانه تحت عنوان ''رسالة من القلب'' - أنه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، وكذلك بالنسبة لأي علاقة، فإنه يجب علينا العمل معا لتفادي أي سوء فهم وتفادي أي ردود فعل انفعالية وذلك حتى نمنع تآكل الثقــة. فإن التاريخ مليء بالأمثلـة الحزينــة للتحريفات والشقاق بين المجتمعات والأمم.
وأضاف - في رسالته - أن الصبر الاستراتيجي والثقة المتبادلة والارتباطات البناءة هي المكونات الحرجة التي تؤدي بالعلاقات إلى أن تسود وتزدهر.
وقال السفير التركي :''إننا يجب أن نستمر في العمل سويا بكل جد، واحترام وحماسة للحفاظ على، بل وتعزيز، الثقة المتبادلة بيننا. وإن الخطر الحقيقي اليوم عن الاستقطاب، سواء داخل المجتمعات والأمم أو بين بعضها البعض، وهذا أمر يجب تلافــيه بأي ثمن''.
وأشار إلى أن ''مصر هي ملك للمصريين. وأن المصريين هم شعب على أعلى مستويات الثقافة والحضارة.
وهم لا يحتاجون نصيحة من أي أحد، ولكن بالطبع من الممكن أن يستفيدوا من خبرات أصدقائهم وجيرانهم المخلصين، وتركيا تفخر بأن تكون واحدة من هؤلاء''.
وأوضح بوطصالى أن الذين يقدرون على التوحد والمصالحة هم من يستطيعون التغلب على العقبات. وأنه لمن البديهي أنك لا تستطيع شفاء جراح المجتمع عن طريق تعميق الخلافات و زيادة خطوط الصدع عبر تبني المواقف التي تدعو للمواجهة.
وقال سفير تركيا بالقاهرة حسين عونى بوطصالى : ''إن محاربة الفقر والجهل هي الحل الوحيد على المدى الطويل لأي مجتمع. وهذا من الممكن إرسائه عبر المناقشات ذات العقلية المنفتحة والقلب المنفتح بمصاحبة الإصرار والتضحية''.. مشيرا إلى أنه ''الوقت المناسب للجميع لأن يضعوا موطنهم فوق مصالحهم سواء كانت الشخصية أو الجماعية أو الحزبية''.. مشددا على أن ''هذه البلد (مصر) لها من الكِبَر والغِنَي والقــوة ما يكفي لأن تتحد وتستــوعب وتخدم كل مواطنيها.
وأضاف أن ''الحل للعديد من المشاكل يكمن في الأمل والرؤية الجماعية نحو التفكير السليم للملكية والانتماء من ناحية المواطنين كأفراد وكذلك من ناحية المجتمع كوحدة الأمر الذي يعمل على نزع فتيل التوتر ورأب الصدع''.. لافتا إلى أن ''هذا السلوك سوف يقود الدولة للتصالح والوحدة. وأن روابط العلاقات بين الناس تستند على قرون طويلة من التراث التاريخ العميق المشترك، والعادات والتقاليد والقيم الواحدة وليس على مصالح واختيارات قصيرة الأمد''.
وقال بوطصالى إنه أوضح مرارا في خطاباته خلال الثلاث سنوات ونصف الأخيرة أن ''الأمة المصرية وحدها هي من سترسم مصيرها... حيث أن لا أحد آخر يستطيع حشد الإنسان والموارد الطبيعية لهذا الوطن ولا الحماس والإبداع ، أفضل من المصريين أنفسهم وعلى الأخص الشباب منهم''.. مشيرا إلى أن ''تركيا نفسها كان عليها أن تتحرك عبر تجارب مريرة من التقلبات المجتمعية، التي حدثت أكثر من مرة، في تاريخها الحديث''.
واعرب السفير التركي عن الأمل في أن ''يظهر الشعب المصري الرؤية والقوة لتفادي الصراع والانتقام والشقاق والذي يمكن أن يؤدي فقط إلى تعميق المشكلات الاجتماعية، الأمر الذي يمكن - إن لم يتم تداركه- أن يلحق ضررا لا يمكن علاجه في المجتمع، في الدولة، وفي المنطقة ويمكن أبعد من ذلك''.
واختتم بوطصالى رسالته قائلا ''وبالرغم من انتهاء مدة عملى في القاهرة في الثلاثين من يونيو 2013، فقد وافقت على اقتراح من رؤسائي للبقاء في القاهرة فترة أطول قليلا على أمل أن أستطيع تقديم الخدمة والمساعدة وقت الحاجة لهذه الأرض الجميلة وشعبها الرائع الذي أحببناه أنا وأسرتي''.
فيديو قد يعجبك: