ماذا تفعلين لحماية نفسك من الاعتداء الجنسي في المظاهرات؟ (إجراءات طبية ونفسية)
كتبت- جهاد الشبيني:
الاعتداء الجنسي على النساء في المظاهرات أصبح أمرًا شبه أساسي، فبعيدًا عن ضرب النشطاء- ومن بينهم السيدات-، فإن التحرش الجماعي تكرر حدوثه في التحرير، وتعرية الفتيات وتجريدهن من ملابسهن واختطافهن في سيارات كان على مرأى ومسمع من الجميع.
ونظرًا لتكرار هذه الحوادث، فإن منظمات نسوية حقوقية خرجت بمجموعة من النصائح والإرشادات الطبية والنفسية لكي تتمكن السيدات من الدفاع عن أنفسهن في المظاهرات وحماية أنفسهن من أي نتائج غير مرغوب بها، وفي هذا التقرير نعرض لأهم هذه النصائح.
وسائل دفاعية ضد الاعتداء الجنسي
أصدرت مبادرة ''شفت تحرش'' للتصدي لظاهرة التحرش الجنسي في مصر عدة نصائح للسيدات اللواتي تنوين النزول إلى مظاهرات 30 يونيو، ومن بينها:
1. الثقة بالنفس والتخلص من الخوف نهائيًا، فبدونها لن تستطيعي القيام بأي شيء.
2. استخدمي حقيبة اليد كترسانة سلاح للدفاع عن النفس؛ بما في ذلك رذاذ مزيل العرق والعطر، والدبوس الذي تستخدمينه لتثبيت حجابهك- إذا كنتي محجبة.
3. استخدمي إبرة المنجد، ويمكنك شرائها من محلات الكُلف، وثبيتها في حمالة الصدر لتكون قريبة من اليد وتتمكنين من جذبها سريعًا وإدخالها في جسم الشخص المعتدي، إذا اضطررتي لذلك.
4. استخدمي رذاذ الفلفل لرشه على عيني الشخص المعتدي؛ وهنا شرح لطريقة عمله.
يمكنك أيضًا:
1. ارتداء أكثر من طبقة من الملابس، على أن تكون ذات شكل يُصَعِب على المعتدي جذبك منها؛ فمثلًا إذا كنتي محجبة ادخلي الحجاب في سترتك ''البلوزة''، وإذا لم تكوني محجبة حاولي أن تربطي شعرك جيدًا وألا يكون على شكل ضفيرة أو ذيل حصان حتى لو يساعد المعتدي على جذبك منه، كذلك حاولي ارتداء حذاءً رياضيًا وملابس خفيفة تساعدك على الجري في حالات الخطر.
2. التواجد في تجمعات الفتيات والسيدات، ولا تتحركي بمفردك، حتى لا تكوني هدفًا سهلًا.
3. بشكل عام، وقبل الدخول في الإجراءات الطبية الفورية، يحسُن ارتداء واقي من طلقات الخرطوش، وهنا شرح لطريقة عمله يدويًا، وكذلك استخدام نضارات للحماية من الدخان والغاز، ومنقي للغازات تجنبًا للاختناق، ويمكن شرائه من محلات الأمن الصناعي بشارع الجمهورية في رمسيس.
إجراءات أولية للتعامل مع الناجيات
في حالة تعرض الفتاة إلى الاغتصاب، هناك مجموعة من الإسعافات الأولية النفسية، التي نصحت بها مجموعة ''نظرة'' للدراسات النسوية، ومن بينها:
1. اصطحاب الفتاة إلى مكان آمن، بعيدًا عن مكان وقوع التحرش أو الاعتداء أو الاغتصاب الجنسي.
2. تجنب الملامسة الجسدية تماما للفتاة بحميمية؛ مثل الأحضان أو التربيط على جسدها، نظرًا لحساسية الفتاة الجسدية، إلا في حالة طلبها لذلك.
3. تجنب تواجد أعداد كبيرة حول الفتاة، وتجنب الصوت العالي أو الصراخ أو نبرات الصوت الحادة.
4. عدم سؤال الفتاة عما وقع أو حدث أو لماذا.
5. إذا رغبت الفتاة في حكي ما حدث لها، فدعوها تحكي دون الاستفسار عن تفاصيل أو المقاطعة أثناء الحديث، وتركها تحكي بالطريقة التي تفضلها.
6. تجنب تواجد غرباء كثيرون حول الفتاة.
7. تواجد شخص قريب لها أو صديق يشعرها بالأمان.
8. في حالة انهيار الفتاة تمامًا، يتم توجيهها إلى طبيب نفسي لكتابة مهدئ أو منوم، ويكون ذلك في أسرع وقت.
ماذا تفعلين في حالات الاغتصاب؟
الاغتصاب هو المواقعة الجنسية للسيدة دون رضاها، واستخدام العنف للحصول عليها، ويحق لمن تتعرض له اتخاذ عدة إجراءات؛ منها إبلاغ الشرطة بحدوث الاعتداء، أو الحديث عن الحادث لأشخاص آمنين، ولكن إذا لم تكن هناك رغبة من السيدة في الحديث، لا يجب الضغط عليها، ويمكنها عدم الحديث في الحال.
وفي جميع الأحوال، هناك بعض الإجراءات الطبية الخاصة بالحماية، التي تنصح ''نظرة'' باتباعها في أسرع وقت ممكن، حيث يرتبط نجاحها بسرعة اتباعها بعد وقوع الحادث فورًا، ويتم تقسيمها وفقًا لعدد الساعات التي تمر على الحادثة.
1. خلال 12 ساعة، يجب التوجه لأقرب صيدلية وآخذ حقنة ضد التسمم ''تيتانوس'' حال وقوع جروح في الجسم لأي سبب.
2. خلال 72 ساعة ''3 أيام''، يجب البدء في أخذ جرعة علاجية وقائية ضد فيروس نقص المناعة البشري (HIV) المسبب للإيدز، وأقراص منع الحمل للطوارئ، وهي متاحة في أغلب الصيدليات (4.5 جنيه) ومعروفة باسم'' كونترابلان II'' وتكون فعالة عند أخذ الجرعة ما بين 72 إلى 120 ساعة ''من 3 إلى 5 أيام'' بعد حدوث الاغتصاب، وتزداد فاعليتها إذا أُخذت فور وقوع الاغتصاب.
3. خلال 96 ساعة ''4 أيام''، يجب إجراء اختبار تحليل دم بمركز سموم أو معمل طبي متخصص لمعرفة وجود أي مواد مخدرة ''سُميات''، إذا شعرت الناجية أنه تم تخديرها.
4. خلال 120 ساعة ''5 أيام''، يجب إجراء فحص طبي شامل للحصول على تقرير طبي لتوثيق الحالة، وعمل تحليل لعينة من الرحم، ثم أخذ حقنة ''توبراميسين'' (2 جرام) مرة واحدة يوميًا لمدة 3 أيام لعلاج العدوى التي تنتقل جنسيا، واستشارة طبيب متخصص بعد الحصول على نتيجة تحليل عينة الرحم.
وبشكل عام، يُنصح باتباع الإجراءات الطبية في أسرع وقت ممكن بعد وقوع الاغتصاب.
ماذا لو حدث نزيف بسبب الغاز المُسيل للدموع؟
الغاز المُسيل للدموع هو وسيلة تستخدمها قوات الأمن لتفريق المتظاهرين، ويتسبب بشكل عام في احمرار العين وإصابتها بحالة من الحرقان، إضافة إلى حدوث سيل في الأنف والدموع، وفي بعض الأحيان يتسبب الغاز بنزيف مهبلي للنساء وإجهاض أو تشوه الأجنة للحوامل منهن.
ويمكن أن يكون هذا النزيف في المعدة ويترتب عليه قيء دم، أو نزيف من الأنف أو كما سلف الذكر نزيف مهبلي، والذي يمكن أن يكون ناتجًا في بعض الأحوال عن التوتر.
وبشكل عام، هناك إجراءات فورية تنصح ''نظرة'' بأن تتبعها السيدات حال حدوث النزيف المهبلي بعد التعرض للغاز المسيل للدموع؛ ويُنصح بتناول الأدية التالية لمدة 3 أيام:
1. دايسينون: 500 مليجرام (18 جنية العلبة)، قرص واحد، 3 مرات في اليوم، وفي حالة توافر الفئة 250 مليجرام (13 جنية العلبة) فقط، يؤخذ قرصين في المرة بدلًا من قرص واحد، 3 مرات في اليوم، لنفس عدد الأيام (Dicynone).
2. دافلون: 500 مليجرام (37 جنية العلبة)، قرص واحد، ثلاثة مرات في اليوم (Daflon).
3. إذا لم يتوقف النزيف بعد تناول تلك الأدوية، يُنصح بإجراء تحليل دم لمعرفة سبب النزيف ومراجعة طبيب متخصص للاستشارة والمتابعة.
الاستماع لمساعدة الناجية
الاستماع هو محاولة منظمة إلى حد ما لمساعدة الناجية من الاعتداء الجنسي بدرجاته المختلفة، من خلال إتاحة مجال آمن لها لكي تفرغ شحنتها الانفعالية وتعبر عن مشاعرها، وتشعر بالتقبل والدعم والمساندة، وهو أمر يمكن أن يقوم به غير المتخصصين، ولكن يجب مراعاة مجموعة المبادئ الأساسية، التي تقول ''نظرة'' إن من دونها لن ينجح الاستماع:
1. الحفاظ على السرية والتأكيد على ذلك للناجية لإشعارها بالثقة، إلا إذا كان هناك خطر يهدد حياتها؛ كأن تعبر عن رغبتها في الانتحار، وفي هذه الحالة، يجب التعامل مع الأمر بحرص شديد، وتحويلها فورًا إلى طبيب أو أخصائي نفسي، وإبلاغه بوجود أفكار انتحارية، أو تنبيه المحيطين بها بشكل غير مباشر.
2.التقبل: لا يمكن أن ينجح الاستماع دون شعور الناجية بتقبلك الكامل لها، ولكل ما تقوله، فلا تقيس الأمور عليك أو على تجربتك الشخصية، ولا تقارن بينها وبين غيرها، حتى وإن تعرضت لنفس الظروف، فالمشاعر والقرارات المرتبطة بالحادث هي أمر فردي ليس له قواعد، ويختلف من شخص لآخر.
3. الاهتمام: إذا لم تشعر الناجية باهتمامك، لن تشعر بالرغبة في الاستمرار في الحكي، وافتعال الاهتمام من جانبك يمكن أن تشعر به الناجية وسينهي أي رغبة لديها في الحكي.
4. التعاطف: فتعبيرات الوجه والإنصات للناجية وعبارات الدعم الوجداني والتفهم يمكن أن تساعد في إشعارها بتعاطفك.
5. الاستعانة بحقائق عن الظاهرة ومدي انتشارها، هذا يمكن أن يساعدها على الشعور بأنها ليست وحدها من تعرضت إلى هذا، وهناك أخريات عانين منه، في ظروف مشابهة، ويشتركن معها بشكل ما في حجم المعاناة وحجم الألم الذي تشعر به، ولكن يجب الحذر في استخدام اللغة حتى لا يبدو وكأنه استهانة بما تقوله الناجية أو تقليل من حجم الجرم التي تعرضت له.
6. منح مساحة للتعبير عن مشاعرها لكي تبكي أو تصرخ أو تظهر غضبها، ولا يجب الطلب من الناجية أن تتماسك أو جعلها لا تفصح عن مشاعرها لأن هذا سيشكل عبئًا جديدًا عليها.
7. لا تبحثوا عن الرواية الدقيقة، ويجب الاستماع لرواية الناجية كما تود هي أن ترويها، حتى وإن كانت مشوشة أو غير متسقة أو لا تتبع ترتيبًا زمنيًا دقيقًا، لأن كل هذا طبيعي في ظل الأعراض النفسية التي تعاني منها.
8. لا تصدروا أحكام، سواء كانت أحكام بالقوة أو بالضعف، أو بالصدق أو بالكذب، لأن أحكامك مهما بدت لك منطقية أو كنت على ثقة منها، يمكن أن تقود إلى التقدير الخاطئ لحالتها.
9. لا تتخذوا القرار بالنيابة عن الناجية، حتى وإن حاولت هي الدفع بك لمساعدتها على أخذ قرارات؛ كأن تسألك ''أعمل إيه؟''، وهو ما لا يجب أن تجيب عنه أبدًا، ويجب الانتظار حتى تكون هي قادرة على أخذ قراراتها بنفسها.
ولكن يمكنك تقديم المساعدة في تفنيد جميع الاختيارات المتاحة وحساب المكاسب والخسائر الناتجة من كل قرار، ويجب دعم قرارها أيًا كان، حتى لو لم يبد أفضل القرارات أو لم يكن مقنعًا من وجهة نظرك، طالما هي التي اختارته.
ومن الأسئلة الشائعة التي يمكن أن تتكرر في هذا السياق ''أنزل تاني ولا لأ؟''، ''أحكي الحكاية لأهلي ولا لأ''، ''أنشر شهادتي ولا لأ''، ''أتخذ إجراءات قانونية ولا لأ''.
ليس دورك الاختيار بالنيابة عنها، ولا حتى دفعها في اتجاه أي اختيار بشكل غير مباشر، المساعدة الأساسية تنصب على تفنيد الاختيارات والدعم في الاختيار.
10. لا تشعروا بالعطف أو الشفقة، فهناك فرق كبير بين العطف والتعاطف؛ التعاطف يعني الفهم والتقبل، أما العطف يعني الشفقة، وهو ما سيشعرها بضعفها وسيزيد من صعوبة أن تخرج من دور الضحية.
11. لا تُظهروا الصدمة أو الغضب: مهما كان ما تقوله قاسيًا أو صادمًا ومؤلمًا، لا يجب أن يظهر عليك مشاعر الصدمة، أو الألم النفسي الشديد، أو الغضب مما تعرضت له، هي ما يجب أن تجده هي مساحة للتعبير عن غضبها وصدمتها، وحزنها، ويظل تركيزك الدائم هو إتاحة المجال لها لكي تقوم بهذا، يجب عدم أخذ مساحة الناجية في التعبير عن مشاعرها.
12. لا تضغطوا على الناجية حتى تستمر في الحكي: إذا شعرت الناجية برغبة في التوقف عن الحكي، يجب أن تتركيها تفعل هذا، ولا تضغطي عليها للاستمرار، وإذا شعرت إنها انهارت تماما وأن الحكي يؤلمها، ولا تستطيع الاستمرار، يمكن أن تقترحي عليها أن توقف الحكي إن رغبت في ذلك، وتحاولي فقط تهدئتها، وطمأنتها.
13. تجنبوا النقاش والجدل: يجب عدم مجادلة الناجية فيما تقول، ليس الهدف هو الوصول للحقيقة أو المناقشة بالمنطق.
14. تجنبوا التبسيط أو التهويل: لأننا لا نُقيم التجربة التي تعرضت لها، فلسنا بصدد مقارنتها مع غيرها، يجب عدم التبسيط مما تقوله الناجية مهما ظهر بسيطًا مقارنة بغيرها من الناجيات من اعتداءات جنسية أخرى، ويجب عدم التهويل منه أيضًا إذا شعرت أنها أقل تألمًا مما توقعت أنها ستكون عليه.
يجب فقط التعامل مع مشاعر الناجية كما هي دون مقارنة أو تقييم.
فيديو قد يعجبك: