لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو والصور.. حكاية ''فؤاد'' الذي ألقى بطفله من الأوتوبيس لإنقاذه .. فنجاهما الله

08:28 م الإثنين 18 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي ومحمود أمين:
تصوير - اسلام الشرنوبي:

في ظلام الليل، تشق حافلة طريقها نحو مدينة الفيوم، تحمل بداخله عائلة عائدة من زفاف أحد الأقارب بحلوان، معظمهم غطى في النوم بفعل التعب، وآخرين منشغلين بالحديث عن تفاصيل الزفاف، بينما يلتحف الطفل ''ابانوب فؤاد'' 6 سنوات، بوالده، الجالس بجوار سائق الحافلة، يسأله الطفل لماذا لم يعد شقيقه معهم، فيرد الأب ''ملقاش مكان وجاي ورانا بمواصلات عادية''، لم يكن يعلم أنه فلت من قدر قاسي لن يُمحي من الذاكرة.

همهمات تسري بداخل الأوتوبيس لم تمنع الملل من التسرب إلى ''فؤاد نادي'' الرجل الأربعيني، وخاصة بعد شعوره بالاجهاد بعد يوم طويل من السفر وحفل الزفاف، والتحديق في الطريق المظلم الواصل بينهم وبين المنزل، ضم نجله ''ابانوب'' إليه، مُلقيا بنظره تجاه السائق الذى تحول فجأه إلى أشلاء، ارتطمت به، بعد اصطدام قطار بالحافلة بمزلقان دهشور، ليرى بعينيه الدماء في كل مكان، والأشلاء تتناثر، مختلطة بصرخات العائلة، عالقة في أذنيه من لحظتها.

''حضنت ابني، ورميته بره الأوتوبيس''، أختار الأب في لحظة مُربكة أن يُلقي بابنه من الحافلة، خوفا من دخوله ''المفرمة'' ليواجه مصيره، تاركا الأمر لله، ومودعا للحياة لأنه أدرك لحظتها على حد تعبيره أن براثن الموت تقترب منه ''كنت مستني دوري عشان أموت''، يدخل بعدها في إغماءه، يفيق بعدها على أيادي تحمله برفق، وتنقله سريعا إلى الاسعاف، يكتشف أنهم ضباط وجنود الأمن المركزي بمعسكر دهشور، ''ضباط الأمن المركزي، هما اللي وقفوا جمبنا، شالونا وطلبوا الإسعاف، لولاهم الوضع كان هيبقى صعب جدا''.

بنظرة بائسة يعبر''فؤاد'' الموظف بمجلس المدينة، عن غضبه لما يحدث للمصريين وسقوطهم ضحايا لحوادث الطرق والمزلقانات وغيرها ''من سنة كانت حادثة أسيوط والنهاردة احنا''، يؤكد الرجل أن الأمور في البلاد لم تتغير، والاهمال يقبع بداخل المؤسسات، وينخر في عظام الوطن، وأن الروتين في التعامل مع الأزمات يظل قائما حتى بعد أحداث 30 يونيه، ''النظام هو هو مفيش حاجة تغيرت''، ويردف بغضب ''حسبي الله ونعم الوكيل في كل المهملين''

أسرة ''فؤاد'' خرجت سالمة، الإبن الأكبر تخلف عن الركب لازدحام الحافلة وقدر له أن يشاهد الحادث على بُعد أمتار منها، والإبن الأصغر لم يصبه سوى كدمات بسيطة بعد إلقائه على الطريق، وابنته وزوجته تعرضا لبعض الكسور، لكن لا وفيات، ليُصبح الرجل الذى شاهد الموت بعينه ''محظوظ'' في نظر الآخرين الذين فقدوا أعداد كبيرة من ذويهم.

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: