الجالية المصرية ببريطانيا: إعلان نتائج التصويت بالخارج يهدد مصداقية الانتخابات
القاهرة ـ محرر مصراوي:
انتقدت قيادات بارزة في الجالية المصرية ببريطانيا بشدة إصرار اللجنة العليا للانتخابات على التعجيل بإعلان نتائج تصويت المغتربين المصريين في الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء التصويت بمصر.
وقالت شبكة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن القيادات وصفت قرار اللجنة بأنه خاطئ سياسيًا وقد تكون له عواقب قانونية، كما أنه يهدد مصداقية الانتخابات.
وحسب القواعد التي وضعتها لجنة الانتخابات لتنظيم عملية تصويت المصريين في الخارج، فإنه من المقرر أن تبدأ كل لجنة انتخابية في الخارج فرز الأصوات عقب إغلاق صناديق الاقتراع في الثامنة مساء الخميس بتوقيت كل بلد، على أن تعلن النتيجة فور الانتهاء من الفرز، ومن المقرر حضور ممثلي المرشحين عملية الفرز والإعلان عن النتيجة في كل دولة.
وأرسلت اللجنة إلى السفارات والقنصليات المصرية كافة في الخارج تعليمات تقول إنه: رئيس كل لجنة فرعية بإعلان نتيجة اللجنة فى حضور وكلاء المرشحين وممثلين عن منظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام المصرح لهم من لجنة الانتخابات الرئاسية، ويسلم صورة من كشف فرز الأصوات لمندوبى المرشحين، بعد أن يوقع بالاستلام على النموذج المعد لذلك.
وأكدت السفارة المصرية في لندن أنها لم تتلق تعليمات جديدة حتى الآن بشأن عملية الفرز وإعلان النتيجة، وأنها سوف تبدأ بعد الساعة الثامنة مساء الخميس في فرز الأصوات وإعلان النتيجة فورا.
ويصف عمر إسماعيل، رئيس اتحاد المصريين في بريطانيا، التعجيل بإعلان نتائج بأنه مهزلة وخطأ سياسي كبير، موضحًا أن تلك النتائج سوف تؤثر بالتأكيد على آراء الناخبين في مصر وتهدد مصداقية أول انتخابات رئاسية متعددة تشهدها، مشيراً إلى أن الدول الديمقراطية تتيح لمواطنيها في الخارج التصويت لكنها لا تعلن نتائجها إلا ضمن النتائج العامة للتصويت.
واستغرب الدكتور شنودة شلبي، نائب رئيس اتحاد المصريين في بريطانيا، قرار اللجنة، معبرًا عن اعتقاده بأنه ليس من الصواب إعلان نتائج التصويت في الخارج لأنه سوف يؤثر على الأرجح على آراء الناخبين في الداخل وقد يفتح الباب للتشكيك السياسي والقانوني.
وأشار إلى أنه في ظل الالتباس والتشتت والانقسام بشأن المرشحين واتجاهاتهم، لا يجب الإقدام على أي خطوة تزيد التشويش في مصر.
وحسب آخر استطلاعي رأي أجراهما (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء)، ومركز (الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية)، فإن نسبة الناخبين الذين لم يحسموا خيارهم تتراوح بين 15.3 % و39 %.
وعبر الدكتور مجدى إسحق، نائب رئيس الجمعية البريطانية المصرية، عن (الصدمة القوية) من قرار اللجنة إعلان نتائج التصويت في الخارج أولا، ووصف الخطوة بأنها (تهريج سياسي لا مثيل له في العالم).
وأضاف: الأرقام تقول إن الناخبين المصريين في الخارج أقلية بسيطة للغاية ولا يجب أن يؤثر رأي هذه الأقلية على أصوات الأغلبية داخل مصر، محذرًا بشدة من أن الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم في مصر قد يقولون إن الناخبين في الخارج أكثر دراية وثقافة ووعيا، فلنسر وراءهم وننتخب من انتخبوه.
وأضاف: لسنا أول دولة في العالم تمكن مواطنيها في الخارج من التصويت في انتخابات وطنية، ولكن الدول الأخرى لا تعلن نتائج أصوات مواطنيها في الخارج إلا مع النتائج العامة والنهائية للتصويت.
من جانبه، يرى مصطفى رجب، مدير البيت المصري في لندن، أن الإعلان عن نتيجة تصويت المصريين في الخارج ربما يساعد هؤلاء على حسم اختيارهم، غير أنه يمثل تأثيرا على آراء الناخبين، متسائلاً: ما الذي يضمن ألا يطعن أحد قضائيا لاحقا في نتائج الانتخابات؟، قائلا: إن إعلان نتائج التصويت في الخارج أثر في نزاهة التصويت.
ورغم أن ضآلة عدد الناخبين في الخارج مقارنة بأعداد الناخبين المسجلين داخل مصر، فإن رجب يتوقع أن يسهم إعلان التصويت في الخارج في توجيه آراء الناخبين في الداخل.
ورفض أحد المستشارين الأعضاء في لجنة الانتخابات الرد على الاستفسارات بشأن أسباب إصرار اللجنة على إعلان نتائج تصويت الناخبين المصريين في الخارج قبل انتهاء عملية التصويت في الداخل.
اقرأ ايضا:
قادة الجالية المصرية ببريطانيا: إعلان نتائج تصويت المغتربين يهدد ...
فيديو قد يعجبك: